الخميس، يناير 27، 2011

هل حان الوقت للإطاحة بالنظام المصري الهرِم؟

الباردعي يحل اليوم بالقاهرة لقيادة تظاهرات الجمعة الغاضبة

تتأهب مصر لمظاهرات كبرى الجمعة، في رابع أيام الاحتجاجات، التي تشهدها مصر للمطالبة بإسقاط نظام حكم الرئيس حسني مبارك، والتي ستشهد للمرة الأولى مشاركة الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يدعو لإجراء إصلاحات سياسية ودستورية في مصر.

وتوقع البرادعي اندلاع مظاهرات كبيرة في أنحاء مصر الجمعة، وأضاف متحدثًا لوكالة "رويترز" قبيل توجهه جوا من فيينا إلى القاهرة يوم الخميس إن مبارك "خدم البلاد لثلاثين عاما وحان الوقت لتقاعده".

وقال "أعتقد أن مظاهرات كبيرة ستخرج غدًا في كل أنحاء مصر وسأكون معهم هناك"، ودعا إلى أن تكون المظاهرات سلمية.

وكانت السلطات المصرية أعلنت حالة الطوارئ في مطار القاهرة الخميس استعدادا لعودة البرادعي المتوقعة في وقت لاحق اليوم.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رحت مصادر مسئولة بالمطار "توقعا لعودة الدكتور البرادعي على الطائرة المصرية القادمة من فيينا في السابعة والربع من مساء اليوم تقرر عمل ورديات الشرطة حتى الثامنة مساء بدلا من الثالثة ظهرا من أجل تكثيف التواجد الأمني في صالة الوصول تحسبا لتواجد أعداد غفيرة من مستقبلي البرادعي بالمطار بعد المظاهرات الأخيرة".

وذكرت "سيتم عمل كردون أمني في مخرج صالة الوصول بمبنى المطار رقم 3 مع وجود بدائل لخروج البرادعي من المطار في حالة تواجد أعداد كبيرة سواء من خلال صالات أخرى أو صالة كبار الزوار أو الخدمة المميزة بالمبنى رقم 1 وحتى لا تحدث أية احتكاكات".

وحذرت المصادر من "أية محاولات للإخلال بأمن الصالات مما يعيق حركة الركاب والمتعاملين مع المطار سواء داخل صالات المستقبلين أو أمامها أو في طريق المطار حيث سيتم التعامل بشدة مع الخارجين على النظام".

وكان البرادعي مؤسس "الجمعية الوطنية للتغيير" أشاد بالتظاهرات التي شهدها الشارع المصري، والتي قال إنها جاءت بمبادرة شبابية، واعتبر أن الولايات المتحدة تدفع بمصر والعالم العربي ككل نحو "التطرّف" من خلال دعمها للقمع.

وقال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عبر الهاتف قبيل مغادرته مكتبه في فيينا للتوجه إلى مصر والانضمام إلى المظاهرات الحاصلة، إن الشباب هم من أخذوا المبادرة وحددوا الوقت وقرروا الانطلاق.

وأضاف البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام، أن الحركة الشبابية حققت ذلك بنفسها، وقال إن "الشباب غير صبورين.. بصراحة، لم أظن أن الشعب كان جاهزًا".

وكان مئات المصريين واصلوا الخميس لليوم الثالث على التوالي الاحتجاجات ضد نظام الحكم مرددين هتافات مناوئة للحكومة في القاهرة والإسكندرية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهدة عيان إن نحو مائة محتج تجمعوا على درج مبنى النقابة العامة للمحامين بالقاهرة ورددوا هتافات من بينها "الشعب.. يريد.. إسقاط النظام" و"يا أهالينا انضموا إلينا" و"يا حرية خلاص راجعين إحنا شباب المصريين".

وأضافت: "أن مئات من قوات مكافحة الشغب يشددون إجراءات الأمن في شارع رمسيس الذي يطل عليه مبنى النقابة".

وفي مدينة الإسكندرية تجمع مئات المحتجين أمام مبنى محكمة الحقانية في وسط المدينة مرددين هتافات تقول "يسقط يسقط حسني مبارك" و"عايزين حكومة جديدة بقينا ع الحديدة"، وفي مدينة السويس أحرق محتجون مركزا للشرطة صباح الخميس.

ولم يسبق لهذه الاحتجاجات المنسقة مثيل في مصر منذ وصول الرئيس مبارك إلى السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات. ويسعى المحتجون لتنظيم أكبر مظاهرات منذ بدء الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة متحدين حظرا حكوميا بعدم التظاهر وسط تهديدات بالاعتقال للمشاركين.

في غضون ذلك، تعقد قيادة الحزب "الوطني" الحاكم في مصر الخميس اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات "يوم الغضب" والمظاهرات الاحتجاجية المستمرة منذ ثلاثة أيام.

وقال مسئولون حزبيون إن الرئيس حسني مبارك الذي يرأس الهيئة العليا للحزب لن يحضر الاجتماع لكن نجله جمال مبارك، الذي يشغل منصب مساعد الأمين العام وأمين "السياسات" بالحزب، سيكون من بين المشاركين.

وهذا الاجتماع الأول لقيادة الحزب منذ اندلاع حركة الاحتجاجات يوم الثلاثاء والتي رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس مبارك وعدم ترشح نجله للمنصب.

وتشكو وسائل إعلام من القيود المفروضة على تغطية الاحتجاجات في مصر، وسط تدخل كبير من جانب الحكومة في فرض توجهات على الفضائيات خصوصا لمنع إبراز هذه الاحتجاجات غير المسبوقة.

وتحدث رئيس تحرير برنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم" عن "ضغوط من عدة جهات" وكذلك القناة ومالكها، بسبب أسلوب البرنامج في تغطية المظاهرات الدائرة في البلاد منذ ثلاثة أيام.

وقال الإعلامي المصري محمد ناصر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن "وزير الإعلام (أنس الفقي) يحاول أن يسير الإعلام بعقلية الستينيات، يضغط لعدم نشر الحقائق والصورة الكاملة"، وأردف "فهو يريد منا أن نتبنى وجهة نظر (وزارة) الداخلية فقط والتي تقول إنها أحداث شغب تقودها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وهو الأسلوب الذي يرفضه البرنامج"، وفق تعبيره.

وكشف أن "التهديد شمل القناة وصاحبها (رجل الأعمال أحمد بهجت) سواء شخصه أم أعماله (كونه رجل أعمال يملك عدة شركات)، وكذلك التهديد بمنعه من السفر، وهو كما يعلم الجميع قام بإجراء زراعة قلب وهي العملية التي تتطلب سفره لأمريكا من وقت لآخر حيث يقوم بفحوصات" دورية.

ناصر عبر عن رفضه للضغوط، ورأى "من الأفضل نقل الصورة كاملة من جميع جوانبها"، وقال "في النهاية أنا لا أدعو ولا أحض على الفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة"، واختتم منوها إلى أنه "إذا كان الشارع يتحرك فلا بد أن أعرض هذا وإلا أفقد حرفيتي ومهنيتي"، وفق تعبيره.

يذكر أن مقدم برنامج "مصر النهاردة"، على القناة المصرية العامة، الإعلامي محمود سعد، يقضي "إجازة مفتوحة"، بسبب خلاف مع التليفزيون المصري حول معالجة قضية المظاهرات الدائرة في البلاد.

وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق