السبت، ديسمبر 05، 2020

السلطة ولقمة العيش في زمن كورونا!


 

نورالدين اليزيد

أسوء المواقف أن تكون أمام أمرين أحلاهما مُرّ؛ هذا ما يوجد عليه #المغرب اليوم.. فرْض حالة طوارئ بسبب جائحة عالمية اسمها #كورونا بينما لا تستطيع السلطات توفير حتى وثيقة بسيطة للمواطنين دون أن يتنقلوا إلى الإدارات، وهو ما يحدث ارتباكا هنا وهناك كما نتابع يوميا، بل وتعطي للسماسرة وتجار الأزمات فرصة للربح بالمتاجرة في ما حرمت السلطات المتاجرة فيه..

فرض مثل هذه الحالات الاستثنائية على البلاد يجب أن يأخذ بالحسبان حالة ووضع العباد المعيشي أولا وأخيرا، عمليا وليس على مستوى الخطاب فقط، لأن الغالبية تعمل في النهار من أجل فقط أن تمضي ليلها غير جائعة، يعني أن عملها هو يومي معيشي محظ، وعندما ترغم هذه الفئة على المكوث في البيت، فكأنما تضعها في سجن حقيقي وعليك مدها بما يلزم من ضروريات العيش اليومي..

ليست الطوارئ الصحية هي تفعيل القوة القانونية لفرض الحالة، فقط، ولكنها وأساسا الاستعداد القبلي اللازم إداريا ومعيشيا واجتماعيا، وغير هذا يعتبر مغامرة غير محسوبة النتائج!

دعكم من دغدغة المشاعر الوطنية لدى الناس المبالغ فيها، والإشادة غير المشروطة بكل ما يصدر عن الإدارة حتى ولو كان فيه خلل وارتباك، والقول إن اللحظة لا تقتضي الانتقاد، بل العكس، ربما هي اللحظة المواتية لتذكير المسؤولين بمكمن النقص، كما هي اللحظة المناسبة للتذكير بالنقط المضيئة تماما كما هو الأمر بالنسبة للأمن والجيش حيث تفرض المهنية والاحترافية على المرء التنويه بذلك..

عندما ترى السلطة لا تستطيع توفير حتى مجرد ورقة تافهة على كل المواطنين، فيصعب وربما يستحيل عليك توقع أن توفر هذه السلطة/الحكومة لقمة العيش لملايين الأسر إذا أرغمتهم على البقاء في منازلهم.. هذه هي الحقيقة للأسف التي لا نستطيع إخفاءها مهما حاولنا..

كل الرجاء أن تصدر مبادرة من أعلى سلطة بالبلاد تُطمئن ملايين الأسر المغربية على لقمة عيشها اليومية، كأن يتم تخصيص مبلغ مادي شهري لكل أسرة معوزة لا دخل قار لها، وإعانة عينية على غرار #قفة_رمضان تكون أسبوعية أو نصف شهرية.. وأن يتم تسليم وتوزيع ذلك في البيوت باباً باباً من طرف وزارة الداخلية والجيش..

مثل هذه المبادرات الضرورية هي وحدها الكفيلة بتهدئة الناس وبث الطمأنينة في نفوسهم، بعدها تحدث عن ما شئت من كماليات تقتضيها اللحظة!!

نسأل الله اللطف والعون و #خليونا_ساكتين

#معا_ضد_كورونا

#المغرب

nourelyazid@gmail.com

https://web.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: المقالة هي في الاصلة تدوينتان للكاتب على حسابه الفيسبوكي

عِناد الحكومة في زمن كورونا!


 

نورالدين اليزيد

لا يضير الناس أن تخطئ حكومتنا _وهي لطالما أخطأت_التقدير، فكبريات الدول وأعظمها كالولايات المتحدة الأمريكية استهان رؤساؤها بأمر فيروس #كورونا قبل أن يتراجع رئيس من طينة #دونالد_ترامب ويقر بخطورة الوضع ويعلن عن رصد 50 مليار دولار لمواجهة الجائحة القاتلة..

ما يضير المواطن المغربي هو هذا العناد والإصرار المنقطع النظير الذي يميز مسؤولينا عن غيرهم في البلدان المتحضرة، والذي يجعلهم يتعاملون مع الشعب وكأن البلاد فيها ما يكفي من مستشفيات و بنيات لوجيستية قادرة على مواجهة الجوائح والكوارث من حجم هذه التي ابتلي بها العالم هذه الأيام، والحال أن لا المرافق الصحية عندنا قادرة على تقديم خدمات محترمة حتى في الظروف العادية بالأحرى عند انتشار وباء فتّاك، ولا باقي المرافق الإدارية تستطيع تلبية طلبات المرتفقين والمواطنين عموما، كما هو حال قطاع التربية والتعليم الذي يعاني فقرا في البنيات والإمكانيات الدنيا كالحجرات الدراسية الكافية والملحقات الصحية والمطعمية الضرورية، فكيف الحديث عن تعليم عن بعد!

وهذا ما ينطبق أيضا على باقي المرافق الإدارية الأخرى، كالداخلية والعدل مثلا، حيث إن تحديث الخدمات وجعلها ممكنة الاستفادة عن بعد وإلكترونيا ظل مشروعا أقرب إلى التجريب منه إلى التطبيق، بحيث في ما يتعلق باستخراج عقود الازدياد مثلا ظل مقتصرا على بعض المدن فقط لا يصل حتى لنصف العدد الإجمالي للمدن المغربية، بينما خدمات وزارة العدل يعتريها النقص بحيث إذا طلبت مثلا السجل العدلي، ومن خلال مدن معينة وليس كل المدن، فإنك ملزم بإتمام العملية بالذهاب شخصيا لتسلم الوثيقة..

هنا على مسؤولينا الاعتراف أنهم فشلوا فشلا ذريعا في جعل البلاد مؤهلة لمواجهة الطوارئ، وهو الاعتراف وحده الكفيل بتصحيح الوضع والعمل الجاد البعيد عن الخطابات التطمينية التي لا تقدم وإنما تؤخر.. و #خليونا_ساكتين

nourelyazid@gmail.com

https://www.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: المقالة هي في الأصل تدوينة لكاتبها على حسابه الفيسبوكي

20فبراير التي غدرها #بنكيران وحزبه!

 


نورالدين اليزيد

لا شك أن تاريخ #20فبراير2011 سيبقى موشوما في الذاكرة المغربية عموما، وفي ذاكرة علم السياسة وعلم الاجتماع بالخصوص، حيث لن تمحو السنون تلك الرجة الشعبية التي هزّت الكثير من المسلمات، وكذّبت العديد من المغالطات، وجعلت أعلى سلطة في البلاد تعي وتقر أن البلاد والعباد هما في حاجة إلى كثير أشياء لم تتحقق ويجب أن تتحقق !

في 20فبراير 2011 خرج الشعب في كل الأرجاء يرفض التهميش والإقصاء، وغياب عدالة اجتماعية، وانتشار الفساد، وسيطرة أصحاب الرأسمال على مقدرات البلاد..

نورالدين اليزيد

كانت الاستجابة فورية للمطالب الشعبية من النظام، ولعله رأى في الغليان الذي كان يعم بلدان الجوار، الدرس الذي ينبغي التعامل معه بحزم وبدون تردد، لكن ليس بقضبة الحديد والنار، بل بالانحناء للعاصفة تجنبا لخسائر فادحة وحده علام الغيوب كان علمها عنده، ولأجل ذلك فضل القصر التحاور والتفاوض مع شباب حركة 20 فبراير، وإعلان استعداده للتنازل عن كثير من السلطات، التي دونها دستور استفتي فيه الشعبن وشاركت في صياغته لجنة مختصة، بعد مشاورات مع مختلف مكونات النسيج المجتمعين وأولهم وآخرهم الشباب..

غالبية الشباب الذين احتلوا الشوارع بتظاهرات شبه يومية طيلة راقهم ما أقدم عليه النظام، ورحبت بحسن نواياها ورغبتها في تبديل جلدها بحيث ترتدي جلدا آخر يكون ناعما وله قابلية التأقلم مع المطالب الشعبية المستجدة، ولذلك فضل هؤلاء العودة إلى منازلهم وإفساح المجال لتلك النوايا للتبلور على أرض الواقع، وكلهم أمل في غد مشرق يجدون فيه فرصة عمل، ومكان تطبيب، وسلطات تحترم آدميتهم وحقوقهم في التعبير والرأي والعيش الكريم..

مضت سِنون عددا قادت السلطة خلالها حكومةٌ يزعم الحزب الذي ترأسها ولازال (منذ 8 سنوات)، أنه إسلامي، وأن شغله الشاغل هو محاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، وتحقيق آمال أولائك الشاب، وإعادة الأمل إليهم بعدما أخذ منهم اليأس والإحباط أي مأخذ !

وباستثناء بعض التغييرات الشكلية على وجه “النظام” -فيما يشبه وضع مساحيق التزيين على الوجوه- من خلال منح الجهاز التنفيذي بعض السلطات، وعبر خلق مؤسسات دستورية موازية جديدة، وإنتاج بعض القوانين الإضافية، وغيرها من الإجراءات التي كانت تقتضيها المرحلة العصيبة على الدولة، ويتطلبها الوضع الملتهب لإقناع المنتفضين برغبة هذه الدولة في التغيير، استمرت حالة الجمود في تنمية المجتمع، واستمر الإحباط يغمر ملايين الشباب، وذلك بانكفاء الحكومات المتعاقبة على ذواتها وسيرها كالقطيع وراء من دأب عرّاب الإسلاميين إلى الحكم، غير المأسوف عليه عبدالإله بنكيران، بتسميتهم “العفاريت” و “التماسيح” !

وتوالت السنوات وخرج ملك البلاد يصدح في العالمين بأن لا تنمية في البلاد، وأن النماذج السابقة كلها آلت إلى الفشل، ولذلك فإن العباد لم ينالوا حقهم من الثروة، التي يبدو أنها لا يستفيد منها إلا قليلون.. وقبل هذه الصرخة تشبث المدعو بنكيران بمطاردة الساحرات ومعهن العفاريت، وعندما يواجههم يقول في وجههم “عفى الله عما سلف”، مكذّبا نفسه وحزبه ووعده للناس بأنهم جاؤوا ليحاربوا الفساد !

الأنكى والأمَر أنه بالإضافة إلى سراب التنمية الذي اكتشفه المغاربة جميعا، فإنهم باتوا اليوم غير راضين حتى على الأوضاع الحقوقية، بعدما ذاقوه من معاناة مع سياسات قمعية ممنهجة وأحكام قضائية مبالغ فيه، واستهدفت الترهيب والتلويح بأوخم العواقب للراغبين في إحياء ما يشبه 20 فبراير جديدة !

اليوم وبعد مرور 9 سنوات على ميلاد حركة 20 فبراير وانطلاق الاحتجاجات العاصِفة والمطيحة بكل تلك الكليشيهات من قبيل “النموذج المغربي” و”الاستثناء” و”أجمل بلد في العالم”.. ومادام أن الحزب الذي قاد السلطة التنفيذية منذ انطلاق الحركة، مع أن رئيسه كان ضدها منذ البداية ومنع شباب حزبه الالتحاق بالاحتجاجات، فيمكن القول إن هذه الحركة قد تعرضت للغدر، وأول الغدّارين هو الحزب الحاكم وأولهم كبيرهم الذي علمهم الإفك والكذب والبهتان المدعو بنيكران، الذي من أجل غدرته الكبرى ها هو اليوم ينعم بتقاعد يتجاوز أزيد من 7 ملايين سنتيمن وهو الذي اقتطع من أجور الموظفين المضربين بدعوى منع الأجر بدون عمل، وهو الذي منع التوظيف على أبناء الشعب وسمح به لزبانيته وعشيرته الأقربين فقط.. و #خليونا_ساكتين

nourelyazid@gmail.com

https://www.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: المقالة هي في الأصلة تدوينة لصاحبها على حسابه في الفيسبوك