الأربعاء، يوليو 04، 2012

"فيسبوكيون" فلسطينيون يؤسسون "جمعية الصداقة الفلسطينية المغربية"

بمبادرة من فلسطينيين ومغاربة تم تأسيس المجموعة  الفيسبوكية "جمعية الصداقة الفلسطينية المغربية"، التي تعتبر منبرا حرا لمواطني البلدين الشقيقين، فلسطين والمغرب، لمتابعة أخبار البلدين، ولاسيما القضايا المشتركة بينهم وعلى رأسها القضية العربية الأولى، التي بحسب أصحاب المجموعة يلعب فيها المغرب دورا رائدا، ولذك ينبغي التذكير بهذا الدور التاريخي للمغرب الرسمي والشعبي
 نورالدين اليزيد

يعتبرون أن للمغرب دورا رائدا في القضية الأولى عربيا
يبدو أن الدعم المغربي، الشعبي والرسمي، للقضية العربية الأولى وهي القضية الفلسطينية، لا يحتاج إلى تذكير لمن يريد الذكرى، وإن كانت القاعدة تقول "وذكِّر لعلّ.."؛ فالتحركات الرسمية التي ما فتئت الدولة المغربية، وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وكذلك الشعبية، حيث لا يتردد الشعب المغرب في الخروج إلى الشوارع في مسيرات مليونية، كلما تمادى المحتل الإسرائيلي في التضييق على الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع في إقامة دولته على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف؛ كل هذه المواقف المشهود لها للمغرب، جعل العديد من الفعاليات الشبابية الفلسطينية والمغربية، لا يترددون في إنشاء مجموعة افتراضية على الشبكة الاجتماعية الشهيرة "فيسبوك"، للتعريف والتنويه بهذه المواقف المعبرة عن "نفوس طموحة" لشباب فلسطيني ومغاربة أبوا إلا أن يسخروا هذا الاستعمال الافتراضي من أجل قضية واقعية ينبغي فيها التعاضد والتكافل بين الإخوة.      
ولا تقف هذه المبادرة الشعبية عند الانخراط في تبادل ونشر الأخبار والتحركات التي تهم القضية العربية المصيرية، بل إن المشرفين على المجموعة أرادوها أن تكون مشروع أرضية من أجل تأسيس "جمعية الصداقة الفلسطينية المغربية"، وهو الاسم الذي حملته أيضا هذه المجموعة الافتراضية؛ وكم يجد المرء نفسه منبهرا أمام هذه المبادرات الافتراضية التي استطاعت أن تُوحّد بين وجهات نظر الشعوب، رغم أن حواراتهم ولقاءاتهم لا تتعدى كونها نقرات على أجهزة حاسوب كهربائية. لكن وعندما تصبح القضية من حجم القضية العربية الأولى، فإن تلكم المبادرات تصبح تكتسي أهمية قُسوى، ليس فقط لدى مؤسسيها ومطلقيها، بل وكذلك عند الخصم الذي يخشى بكل تأكيد مثل هكذا أسلحة بعيدة كل البعد عن رائحة البارود والدم، لكنها أكثر تأثيرا.    
وفي مفتاح المجموعة (A propos)الذي يعرف بها وبأهدافها نقرأ ما يلي؛ "نبعت فكرة تأسيس جمعية الصداقة الفلسطينية المغربية من نفوس طموحة، رائدة، وقلوب مخلصة، وذكريات ماضٍ جميل حمَل كل معاني المودة والإخلاص بين الشعبين المغربي والفلسطيني؛ حيث حملت هذه المعطيات ثلَّة من أبناء محافظات الوطن الفلسطيني، تربطهم علاقات وطيدة لإنشاء هذه الجمعية".
ويواصل مؤسسو مجموعة "الصداقة المغربية الفلسطينية" شرحهم لدوافع هذه المبادرة الفيسبوكية ذات الأبعاد الإنسانية والسياسية، بتذكيرهم بالتاريخ المشترك بين الشعبين الفلسطيني والمغربي، مؤكدين أن الفكرة "نبعت كذلك من الترابط الاجتماعي والثقافي والعلمي بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والمغربي، ومن العلاقة الممتازة بين المملكة المغربية وفلسطين المحتلة، والمواقف الداعمة والرائدة للمملكة المغربية التي تتمثل بلجنة القدس وبيت مال المقدس" (يقصدون وكالة بيت مال القدس الشريف التي تأسست في سنة 1998 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني رئيس لجنة القدس وقتئذ، وتهدف إلى دعم الشعب والقضية الفسطينيين).
وفي إطلالة سريعة للإسهامات التي يشارك بها منخرطو المجموعة نجد مدى التزام هؤلاء بالروابط التاريخية والحضارية بين الشعبين العربيين المغربي والفلسطيني، وكذا حرص هؤلاء على التتبع المستمر لمستجدات الساحتين الفلسطينية والمغربية، سواء تعلق الأمر بأخبار القضية العربية الأولى، أو بأخبار متنوعة تطال بالإضافة إلى الجوانب السياسية والدبلوماسية، الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها بالبلدين الشقيقين.
في ذات السياق المتعلق بالمواد المنشورة لن يستغرب الزائر للمجموعة، وهي بالمناسبة مجموعة مفتوحة (ouvert)، إذا ما وجد طابقا منوعا وكذلك عادلا من الأخبار والمستجدات على هذين الساحتين العربيتين، وكأن بالمشرفين على المجموعة يعملون وِفق ميثاق شرف مهني، يغيب وجوده للأسف حتى في بعض المنابر الإعلامية؛ وهكذا بينما نجد في آخر مساهمة فلسطينية تنشر دعوة لمجموعتها تحثُّ على جمع مليون عضو منخرط، فإننا نجد منخرطا آخر ينشر قصاصة إخبارية جديدة تهم القضية المغربية الأولى، بحيث نقرأ "المغرب يرحب بمصادقة مجلس الأمن الدولي وبإجماع أعضائه على القرار رقم 2044 المتعلق بقضية الصحراء المغربية"، وهو القرار الذي "يقر بجهود الرباط لتحقيق الحل السياسي المنشود على أساس مبادرة الحكم الذاتي، التي تظل وجيهة وواقعية كما تظل الإطار الوحيد الذي يمكن من التوصل إلى هذا الحل"، كما يقول مندوب المغرب الدائم بالأمم المتحدة، محمد لوليشكي، بحسب ما تم نشره في المجموعة نقلا عن وكالة المغرب العربي للأنباء.
وبين ثنايا مثل هذه الأخبار ذات الطابع السياسي الساخن، يطالعك من حين لآخر منخرط من هنا أو هنالك بمساهمة في شكل فيديو غنائي مثلا، كما هو الشأن بالنسبة لشريط محمول من الموقع الشهير يوتوب لأغنية تراثية للمغني العربي الذائع الصيت، مارسيل خليفة، بعنوان "الحلوة دي تعجن.."، وكأن المنخرطين بالمجموعة يريدون التنبيه إلى أن التزامهم بالقضية لن ينسيهم حقهم في الترفيه على النفس، وفي نفس الوقت التذير بثقافة وحضارة هذا الشعب العربي الأبي؛ فكم هي رحبة ومفيدة هذه الصفحات الافتراضية التي نحلق على أثيرها إلى فضاءات التاريخ، ونلتزم بها وعلى إثرها بواقعنا وقضايانا وهمومنا.  

دعُوا الشباب يعْمل..


نورالدين اليزيد

توقّفت كثيرا عند بعض الردود غير المرَحِّبة بالمبادرة الشبابية الطموحة التي أطلقها مؤخرا خيرة من شباب هذا الوطن العزيز، والتي أسموها "حكومة الشباب الموازية"، وهي فكرة جمعوية بسيطة لكن لها من الدلالات ما يجعلها تؤسس لنوع آخر من العمل الجمعوي الجاد والملتزم بقضايا الوطن الحقيقية، لا بقضايا البحث عن الدعم المادي أو تسلق الدرجات أولا وأخيرا.
المبادرة التي أطلقها منتدى الشباب المغربي، وهو جمعية شبابية وطنية وضعت منذ وقت غير يسير نصب أعينها العمل لأجل الشباب ومن أجله، وهو ما جعلها تترافع عن قضايا الشباب المغربي في مناسبات مختلفة وعلى كافة الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، أثارت حسد البعض وغضب بعض آخر، فاستل هؤلاء فؤوس الهدم والتخريب؛ بما يدل على أن هناك مَن لا يريد لهذا الشباب المغربي أن يكون مبدعا، وأن يظل بعكس ذلك قابعا إما في زوايا الكسل والخمول، أو وراء فئة من الناس يعظون بالنواجذ على الكراسي والمناصب الجمعوية والحزبية والمهنية، ويضعون على أعينهم وعلى أسماعهم جدارات الإسمنت المسلح، غير مبالين بما تشهده بلادنا من تغيير انخرطت فيه أعلى سلطة بالبلاد وكل أطياف المجتمع، بما فيها أطراف معارضة ظل أكثر المتفائلين، إلى حدود الأمس القريب، لا يُرشحها إلا لتحمل حقيبة أو حقائب وزارية محددة، إن هي وصلت إلى الحكم، فإذا بها تحظى بترأس الحكومة عشية المصادقة على دستور يوسع كثيرا من صلاحيات الممارسة الحكومية ببلادنا.
وكم وجدتُني أتساءل، خاصة عندما قرأت مقالات صحفية وتتبعت تدوينات على المواقع الاجتماعية المختلفة، كلها تحامل وهجوم غير مبرر على أصحاب تلك المبادرة المدنية غير المسبوقة ببلادنا، عن مدى قدرة هؤلاء الذين أخرجوا كل أسلحة التدمير والإبادة في وجه هذه المبادرة المدنية الفتية، على تقديم بديل أو نموذج يحاكي المبادرة التي قدمها شباب "منتدى الشباب المغربي" وشباب آخرين غير منتمين بالضرورة للمنتدى، ولكنهم منتمون لفضاء أوسع وأرحب اسمه "الوطن".
ويبدو أن غياب أية إمكانية لمقارعة مؤسسي "حكومة الشباب الموازية" لدى هؤلاء الذين يهاجمونها، وافتقادهم إلى حس وروح السجال البناء الهادف إلى إغناء المبادرة، إنْ رأوا فيها ما يحتاج إلى تقويم وإثراء، وكذا ظهور البعض من هؤلاء كأنهم ينافحون عن قلاع محصنة، لا أخالها إلا قلاعا لمنظمات عشعشت فيها العناكب، من كثرة غياب مظاهر الحياة بها؛ كل ذلك يجعلنا نتساءل، بكل أسف، عن مآل هذه الدعوات المتكررة من ذوي النيات الحسنة بضرورة أخذ المبادرة والإسراع بتداول المسؤوليات ليس فقط على مستوى الإدارات العمومية والمجالس المحلية، ولكن أيضا وبالضرورة، على مستوى السلطات داخل مختلف المنظمات المدنية والحزبية والنقابية والمهنية.
صحيح أن هناك مجالا للنقد ينبغي أن تتسع له سعة صدر أصحاب مبادرة "حكومة الشباب الموازية"، على غرار باقي المبادرات الأخرى سواء السياسية منها أو السوسيواقتصادية والمدنية، لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون ذاك النقد المغلف بمعاول الهدم وإبادة الأفكار ذات السبق، وإلا فإننا سنحكم على هذه الفئات الشابة بالبقاء دوما خلف أشخاص لا يريدون لهذه البلاد التأسيس لمرحلة التغيير الحقيقي، وهم بذلك يدعون بالنتيجة إلى التقليد وقتل روح الابتكار والإبداع؛ فدعوا الشباب يُبدع.. !