الأربعاء، يناير 05، 2011

مغامَرات حسناواتٍ يمتهن دعارة "هاي كلاص" بالعاصمة الرباط

يرتدن أشهر العلب والنوادي الليلية والمقاهي الفاخرة بالعاصمة، لاقتناص مسؤولين وسياسيين، ويتقاضين أجرا يصل إلى 3 آلاف درهم لليلة الواحدة، ومن هن من لها أجرة شهرية وخط هاتف "فُورفي"، وأخرى تتقاضى مبالغ خيالية دون أن تمارس الجنس لأن "زلاَّلها ماتينوضش"، إنها دعارة "هاي كلاص"

متخصصات في اقتناص زبنائهن من السياسيين وكبار المسؤولين

بدأتُ أقترب من باب هذه العلبة الليلية المتواجدة بالهرهورة، ناحية الرباط، والمعروفة "كثيرا" باستقطاب مسؤولين كبارا، مدنيين وعسكريين..كان "الفيدور" يُمعن النظر في الزوار، لكن مرافقي، الذي لم تكن زيارته هاته للمكان أول مرة، أعفاني من "استفزاز" هذا الشخص الضخم..فقد أحضر تذكرتين للدخول إلى هذا العالم...وميض الأضواء يخفت ويسطع على صخب موسقى غربية..الفتيات الحسناوات هنا وهناك..منهن من تجلس إلى "زبناء"، حيث تبادُل الهمس واللمس والقُبل..ومن هن من لا تزال تنتظر الذي سيؤدي ثمن قارورات الجعة التي أفرغنها في بطونهن، فيذهبن معه بعدما يكون الاتفاق على الثمن قد تم...

"لعبتي" كانت تقتضي أن أستدرج أكثر ما يمكن من الفتيات العاهرات؛ على أن لا أتجاوز أربعا، أي تناول أربع قارورات "بيرّا"، واحدة لكل واحدة، سيدفع ثمنها صديقي، كما اتفقنا على ذلك من ذي قبل... بدأت لغة الإشارات بالأعين أو "ادْراڭ"..الأولى فالثانية ثم الثالثة..."ليلى"، "إلهام"، ثم "سعاد"..كل منهن جلست إلينا ما بين30 دقيقة وساعة كاملة..كان كل همي أن أجعلهن يتحدثن ما أمكن بصراحة عن عالمهن...والبداية ستكون بمناقشة "ثمن" الليلة المفترض قضاؤها معي..

"ليلى"..مُذكِّرة السياسيين!

تبدو أصغرهن سنا والأجمل كذلك، أول ما سألتني عنه هو محل الإقامة، فأجبتها..الرباط! بعدها سألتني كم سأعطيها، فرددت... حسب "العرض"، "لنتفق عن الثمن..ما غادي تكون غير على خاطرك"، هكذا أجابت! قبل أن تخوض في سرد حكاياتها..كان سبب دخولها عالم الدعارة هو "الزيغة"، لأنها من والدين ميسوري الحال، ويملكان منزلين الأول بالرباط والثاني، ويتكون من ثلاث طبقات، بتمارة، إضافة إلى أن شقيقين لها يعملان بفرنسا..عمرها الآن لا يتجاوز 23 سنة، لكن ذاكرة هاتفها مملوءة بأسماء أشخاص مهمين تطلبهم عند الحاجة، كما يطلبونها عندما يريدون "قضاء الحاجة"..خمّنتُ بأن كثيرا مما تقوله افتراء، وحاولت نقل ريبي في كلامها إليها، فجاء ردها في شكل تحدّ كبير..أظهرت لي شاشة هاتفها، وبدأت تستعرض الأسماء، بعدما نبهتني أن أشير إليها إن كنت أعرف أحدهم..وكذلك كان، عرفت جل الأسماء، وتساءلتْ كيف لي بذلك، ولم أكشف لها عن هويتي الحقيقية..طلبتُ منها مهاتفة أحد السياسيين فأخبرتني أنها للتَّو قطعت الخط معه، ويوجد باجتماع الآن في البرلمان..."يناقشون الميزانية"، قالت، قبل أن تظهر لي اسما لآخر ينتمي لحزب بالحكومة، ومعروف كثيرا بالعاصمة والنواحي، "ما رأيك في هذا؟"، قلت لا بأس..فطلَبتْه..وما لبثت..قبل أن يرن هاتفها ليأتي الصوت من الجهة الأخرى واضحا، بعدما شغلت الـ"هوت باغلوغ"..تيقنت أن الصوت لصاحبه، فقد اتصلْت وإياه كثيرا..

مثلُ هذا وأكثر، هم زبناؤها، من ألفي درهم إلى 3 آلاف إلى 4، وفي مرات قد يصل الرقم، بالهدايا، إلى 10 آلاف درهم، في ليلة واحدة، تتقاضاه "ليلى" لقاء بيعها جسدها هذا الغض.."الله يلعن بو الخليجيين"، شتمت تلك العينة من زوار مملكتنا السعيدة، الذين يأتون إلى بلادنا فقط من أجل الجنس، عندما سألتُها إن كانت تلتقي أحدهم، قبل أن تؤكد لي أنها لا تهوى أولائك، وإن كانت "لمكلخات"، حسبها، يهوين هؤلاء كثيرا..

إلهام وسعاد...هدف واحد!

"إلهام" و"سعاد"، قالتاها صراحة منذ البداية، إنهما لن يذهبا معنا، لأننا بحسبهما شابين وسيمين "ديال اتصاحيب"، لكنهما لم يمتنعا عن تجدد اللقاء في المكان نفسه كلما شئنا، أنا وصديقي، من أجل المذاكرة ليس إلا..كانت الفرصة مواتية للغوص أكثر في الحديث حول عالمهما...لبّيتا الدعوة، وخاصة "إلهام"، التي لم تجد حرجا في الحديث إلي بالرغم من معرفتها بهويتي!

عمرها 30 سنة، و"إلهام" هو اسمها الحقيقي، كما أقسمت بذلك، وتمارس "اتصاحيب ديال لكلاص" منذ خمس سنوات..ولا تريد مغادرة هذا العالم، إلا عندما "دير علاش تْولي"، و"الحمد لله أنها بدأت في تحقيق أحلامها"، منذ استطاعت شراء بقعة أرض بمدينة سلا، وبنت عليها منزلا من طابقين، تسكن بهما أسرتها، بل وفتحت في أسفل الدار مقهى للأنترنيت ومخدعا هاتفيا يديرهما شقيقها..والبقية تأتي.."حرام أم لا" هذه الأعمال التي أقوم بها، لا يهمني ذلك، تقول إلهام، بقدر ما يهمني إسعاد عائلتي المتكونة من سبعة أفراد لا معيل لها غيري، بعدما اشتد المرض بأبي، وتهالكت قوى والدتي من شدة العمل كـ"فام ميناج"، منذ أن كنت صغيرة أنا وإخوتي..

تبيع السعادة لزبنائها، وتشتريها لأفراد العائلة.. تبًّا لها من تجارة اعتبرت تاريخيا الأقدم على وجه البسيطة.. تتعدد أسباب الارتماء في عالم الدعارة، لكن أكثرها هو الفقر والحاجة، إضافة إلى عوامل أخرى تربوية واجتماعية، تلخصها التقارير الحقوقية، في غياب وعي كاف لدى الفتيات، وانتشار عدد من الأعراف التي تحرم الحديث عن مواضيع بعينها وإيجاد الحلول لها، كالطلاق والاغتصاب وزِنا المحارم، مما يرفع نسبة الإقدام على البغاء، بالإضافة إلى آفة الأمية المستشرية في صفوف العنصر النسوي، بالخصوص، فضلا عن عدم إتمام الدراسة لدى فئات واسعة..لكن الدعارة "هاي كلاص"، تكاد تكون لها مبرراتها "الخاصة جدا"، تقول "سعاد"، الطالبة الجامعية الحاصلة على درجة "الدوغ" في الاقتصاد، والتي لم تُتمم دراستها، لأنها "عشقت" هذا العالم!

بالنسبة لسعاد فإن لكل شخص مهنة، ومهنتها هي شاء القدر أن تكون "بائعة هوى للناس الألبا"...لم لا ينظمون لنا مهنتنا؟ تتساءل، قبل أن تزيد موضحة، الآلاف من الفتيات والنساء، يمتهن الدعارة، والجميع يعلم، لكن لا يريدون أن يعترفوا..وتسترسل كاشفة عوالمها..بعدما ولجت الدعارة، وأنا طالبة بالكلية، شعرت لأول وهلة بأنني أستطيع تحقيق آمالي بأسرع وقت، خاصة أني كنت وما أزال ذاك "النموذج الأنثوي" المطلوب أكثر من طرف الرجال.. فلماذا لا أختار الشخص المناسب؟

من حقها أن تتحدث كذلك! فارهة الطول، بيضاء البشرة، سوداء اللونين، كثيفة الشعر، مملوءة الصدر والمؤخرة، مقعرة البطن...جسدها هذا الرياضي كثيرا ما كان سببا في إثارة مشاكل لها..وحذرتنا من أن أحد زبائنها و"زَلاَّلْها" الذي تنتظر قدومه بعد حين، سيأتي ويُقبلها أمامهم، ويطلب معرفة هوياتهم، فعليهم أن لا ينزعجوا! إنه أكثر غيرة عليها، ويبدو أنه مسؤول كبير، بمؤسسة شبه عسكرية، كما قدمته..يشهد قصره المتواجد بـ"بير قاسم"، بأن سعاد عاشت أكثر من ليلة، أميرة زمانها، وما تزال تسهر ليلتين إلى ثلاث مع "فارسها"، الذي يملك "فيرْما لِيمون" بالغرب، زاراها أكثر من مرة..يخصص لها مصروفا شهريا، يزيد وينقص حسب مزاج "الفارس"، لكنه لا يقل في الغالب عن 10 آلاف درهم، علاوة على أقساط الدراسة بالمدرسة الخاصة للتدبير الإداري "المانانجمنت"، التي يؤدي شهريا 3 آلاف درهم مقابلا لها، وخمسمائة درهم مقابل الخط الهاتفي الـ"فورفي"، مع خط مفتوح في اتجاه رقمه..وتذكر كيف حقق لها أحد أحلامها حين سافرت برفقته في عطلة، من أسبوع، إلى فرنسا اقتنى لها من عاصمة "المودا" والجمال أجمل الملابس والهدايا!

"سعاد"... المصير!

كانت عقارب الساعة تقترب من السادسة مساء، عندما رفعت رأسي كي أستريح قليلا من إنهاك أشعة الحاسوب الموضوع أمامي رفقة قهوة سوداء في تلك المقهى الكائنة وسط حي أكدال بالرباط..فوقعت عيناي على فتاة في العشرينات من عمرها، بدت حسناء المظهر؛ ماكياج موضوع بعناية، وشعر أسود قاتم مسدول على الأكتاف، ووجه متناسق الأعضاء والقسمات، بينما يداها كانتا مشغولتين، واحدة تحمل سيجارة من ذاك الصنف الغالي، كما يظهر ذلك من خلال العلبة الموضوعة فوق طاولة الفتاة، بينما اليد الثانية تداعب الهاتف المحمول ذي اللون الفضي، الذي يبدو هو الآخر رفيع الثمن..

لم يكن هدفي استفزازها، بل كانت الصُّدفة وحدها هي من لاقت أعيننا في نفس خط التماس، فبدت أكثر مني راغِبة في الحديث، فالمسافة بيننا لم تكن تتعدى أكثر من مترين، وكنت لا أرغب في ذلك، وإن كان من باب تقديم التحية لشخص يريد التحية وما بعدها، على الأقل هذا ما بدا لي في البداية وما سيتأكد بعد حين..

هززت رأسي مرة ثانية، لأن استفزاز جارتي بالمقهى ازداد درجة، بل درجات عدة، عندما رأيتها تتغنج إلي بعينيها اللامعتين الشائكتين، طرحت للتو على شخصي سؤال الوقت الذي يزاحمني، والذي يربطني إلى أجندة مليئة عن آخرها، فرئيسي في العمل وعدته بأن أرسل إليه موادي الصحفية ليلا وأخرى بالغد، وكذلك الأسرة التي تنتظرني في عشاء نادرا ما يتكرر، لذلك فأي دقيقة وقت خارج هذا الثنائي، تعتبر هدرا لاريب..لكني مع ذلك لبّيت طلبها عندما أومأت لي بالانتقال للجلوس على مائدتها..

ردت على تحيتي بمثلها بل وبأجمل منها، عندما تكلفت عناء النهوض لمساعدتي على نقل حاسوبي وحقيبتي وأغراضي الأخرى..

- ما اسمكَ؟

- قُلت لها..

- وأنتِ..."سعاد"! تذكرت "سعاد" صاحبة "الفارس"، فخطر ببالي أن تكون

هذه منهن، ربما! سأستفيد من حيث لن أتعب..

خُضنا مباشرة في لعبة "سين جيم"، وأعجبها كثيرا أنني صحافي، وأقسمت أنها كانت تود منذ صغرها أن تكون صحافية، لكن القدر شاء غير ذلك...27 سنة هو رقم السنوات التي قضاها عمرها لحد تلك الساعة، واسمها غير "سعاد"..إنه اسم ضارب في أعماق البدو، استحلفتني على أنه من بين ما باحَث به تحت يافطة "غير قابل للنشر"! وكذلك التزمت..

"مهنتي بائعة هوى..وأردت فقط أن أدردش معك قليلا لأنك بصراحة أعجبتني..لا تذهب بعيدا...فقط لأنك شاب لطيف..ورأيتك منهمكا في عملك دون مبالاة بالفتيات اللائي يملأن المقهى..".

قاطعتها...تريدين فقط تزجية الوقت بي؟

لا بالعكس..لِم لا تقل يمكن أن نكون أصدقاء، رغم أني أستبعد أن تقبل، لأنك متزوج على ما يبدو...

لِم لا! قلت لها..خاصة بعد كشْف كل شيء منذ البداية... مهنتها ومهنتي، ووضعيتها الاجتماعية ووضعيتي..

"صديقتي" الجديدة قبلت أن تحكي قصتها بل مغامراتها، كما قالت، لأنها تريد أن ترى ذلك مكتوبا على الجرائد، لتحتفظ به كذكرى!

كانت تتابع دراستها بالسنة أولى ثانوي، قبل 10 سنوات، في تلك القرية بنواحي الفقيه بنصالح، عندما تطورت علاقتها بابن خالتها المتواجد بإيطاليا، والذي يكبرها بنحو ست سنوات..تبادلا الأحلام وتمناها أن تكون زوجته بالمهجر، لكن للأسف..لا شيء تحقق غير فقدانها لبكارتها من طرفه في صيف تلك السنة..ولتبدأ حكاياتها مع بعض الأساتذة، الذين كانوا يقايضونها نقط الامتحان بالفراش، وكانت تلبي تلك الرغبات لأولائك "الخبثاء"، وظلت على تلك الحال، إلى السنة الثالثة الثانوية، عندما لم يُجدِ نفعا بيع الجسد من أجل النجاح في البكالوريا، فكان الرسوب، وكان الهروب إلى العاصمة..بعدما أخبرت والديها أن صديقاتها ستساعدنها في العمل هناك..

من يدفع أكثر؟

لم تكن تعرف أحدا بالرباط، في ذاك المساء عندما وصلت إلى المحطة الطرقية، وكل ما كانت تلوي عليه هو بنات أفكار بمخيلتها، إضافة إلى 500 درهم تقريبا هي كل ما تحويه حقيبتها. كانت القبلة هي فندق بوسط العاصمة الرباط، مقابل ثمن رخيص حملها إليه سائق الطاكسي..في أول ليلة لها بالعاصمة، عاشت "أميرة"، كما تقول، ولم تبِتها في الفندق الذي حجزت فيه غرفة، بل في "قصر" الحاج ميلود، "صاحبي الأول" في العاصمة..تحكي "سعاد".. ارتبطتُ به 4 سنوات، وكان متزوجا ويتجاوز الستين، رغم أنه كان يصر علي بأنه خمسيني..كنت أعرف أنه يكذب..كما كنت أعرف أنه يسكن بالرباط رغم أنه كان ينفي لي ذلك أيضا..لكن ما كنت أصدقه فيه هو أن له ثروة، لم أعرف، رغم طول عشرتنا مصدرَها، ورغم أني عرفت أنه حقا رجل أعمال فهاتفه لم يكن يكف عن الرنين، وكان يصدر الأوامر لعماله ومستخدميه ويوجههم وهو معي... كنت أجني منه من 1500 إلى 2500 درهم، وأحيانا إلى 3000 درهم في اليوم...وامتلأت حقيبتي أموالا منذ البداية، وغيّرت الفندق إلى آخر أكثر أمانا واحتراما، قبل أن ينصحني هو بأن أفتح حسابا في البريد، وبعد ذلك فتحت آخر في البنك..كنت أرسل المال إلى والدتي، وكانت تُبلغني عطف ورضا "السيد الوالد"..فقد كانوا في حاجة إلى مال، ولم يكونوا يسألونني عن المصدر، بعدما كنت أخبرتهم بأني أشتغل في محل تجميل، وتجود علي الزبونات بـ"بوربوار" جيد! ثروة هذا الرجل جعلتني أحلم، لم لا! بأن أتزوجه..لكنه رفض بشدة عندما فاتحته بالأمر..ورد علي بأني "صاحبتو..ما يخصني حتى خير"، وبأنه إذا تزوجني فسيرميني بمنزل وراء جذران، ولن أحظى بنفس المعاملة..رغم ذلك كررت طلبي، فكان رده صارما لحد تهديدي، بطريقة غير مباشرة، بالويل والثبور إن أنا فكرت في إثارة المشاكل له، كما ألمحت بذلك!! ولتوي أدركت عاقبتي إن أنا سرت في خطتي كي أفوز به زوجا، فقد كان ذا شأن بعاصمة البلاد، ويكفي أن رجال أمن ودرك عديدين ممن كانوا يصادفوننا في طريق ما، كانوا يحيونه تحية رسمية وينادونه باسمه مرفوقا بـ"الحاج"..

في أثناء علاقتي بـ"الحاج" وذات عشاء في إحدى فيلات حي السويسي، تقول سعاد، تعرفت على "الرايس"، واسمه إدريس..رجل ضخم ذو ملامح بدوية، وكان في تلك الحفلة مصحوبا بفتاتين، كانتا ذواتا ملامح بدوية أيضا، رغم محاولتهما إخفاء ذلك..استغل فرصة ذهاب "الحاج" إلى مشوار "قصير" رفقة رجلين آخرين، لكي يغازلني، واقترح علي اللقاء مرة أخرى، بعدما تمكن من الانفراد بي، ووافقت..فقد بدا الرجل سخيا معي إلى حد إخراج دفتر شيكات من معطفه، للوهلة الأولى، وتوقيع شيك بـ5 آلاف درهم، مقابل "تشريفه" بحضور "اللقاء" المتفق عليه، واقتناء لباس يليق بضيوفه كما قال!

أخذْت الشيك، وانتظرت مكالمة هاتفية منه، لم تأت إلا بعد يومين، ربما كان يريد تشويقي أكثر، وكذلك فعل! اقترح علي شرب قهوة ووافقت بسرعة، خاصة أن اليوم كان يوم السبت، حيث كان ممنوعا علي، ويوم الأحد أيضا، لقاء "الحاج" أو ربط الاتصال به، لأنه كان يتفرغ للعائلة..التقيت إدريس الذي كان يمتطي سيارة سوداء فاخرة، لم أكن من هواة الماركات كي أحفظ اسمها..لكنها تشبه تلك التي يمتطيها كبار المسؤولين..انطلقنا صوب الدار البيضاء، وفي الطريق تحدث إلي كثيرا عن حياته الشخصية والمهنية..واكتشفت أنه نائب برلماني وعضو "كبير" بحزب سياسي، وفلاح "كبير" بمنطقة زعير، غير بعيد عن العاصمة.."واعطا الله الخير"، لكن اكتشفت أيضا أن لديه مشاكل عائلية لم أتبين حقيقتها إلا بعد أول ليلة لنا في الفراش.. تحدث إلي كثيرا وعرض علي أن أقبل بربط علاقة معه..قبِلت مبدئيا لأن العرض كان أغلى، لكني أخبرته أني لن أكون له لوحده إلا بعد أن أنهي علاقتي بـ"الحاج"، الذي بدأت أحس به يتبرم من لقائي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى أنه أصبح أكثر بخلا معي..وبالكاد أصبحت أحصل أسبوعيا من المال على قدر الذي كنت أحصل عليه يوميا من ذي قبل..فجاء الفراق، وكان اللقاء الثاني مع إدريس..للاحتفال بعلاقتنا...كانت ليلة "فريدة"، على جميع المستويات، وحدنا كنا المدعوين، بمنزل يتوسط "فيرما"للزيتون وتحتضن اسطبلا كبيرة لتربية البقر، وكان رجل وامرأتان يخدماننا...والمفاجأة أن فرقة لـ"الشيخات"، جاءت من الدار البيضاء خصيصا لتحيي هذا الحفل، الذي أراده "صاحْبي" الجديد، أن يكون عرسا...كان الأكل وكانت كل الطيبات مما تشتهي الأنفس، وكان الخمر..و...وأشياء أخرى..حوالي الواحدة صباحا طلب من الجميع الانصراف، وبقينا رأسا لرأس، بل وجسدا إلى جسد..بعدما أصفق الباب وراء المغادرين..فكشف عن علبة ملفوفة بورق يلمع، وطلب مني ارتداء ما بداخله..كان هناك "شوميز دو نوي" أزرق فاتح، وعلبة صغيرة تحتوي على سلسلة عنق من ذهب خالص، وخاتمين أنثويين ذهبيين أيضا..وقارورة عطر..خضنا في حديث الهمس بعدما وجدته على السرير متجردا تماما من لباسه..بدأنا القٌبل..استرسلنا..استمرينا في القُبل.. دائما تلك المصحوبة بآهات مصطنعة..لمست ذكره لعله يقُم، فلم يقُم..طلب مني المحاولة دون توقف ففعلت ما بوسعي..استعملت الدّفال..بل وضعتُه في(..)..لم يقم...فأخبرني بأنه "ما تينوضش"..كانت المفاجأة الكبرى حينما كشف لي بأنه يعاني من ذلك منذ أزيد من ست سنوات، ولا يستبعد أن تكون زوجته التي لم يلد منها، هي من وضعت له "دْيار"، ووعدني، بعدما أقسم لي، إن استطاع إعادة رجولته المفقودة معي، فإنه سيتزوجني! مر على لقائي به أزيد من سنتين، ولا يزال على نفس الحال، ولازلت معه لأنه يغدق علي كثيرا..لا تتصور..أتدري مقابل ماذا..أن ألازمه في لقاءاته وأن أنام معه وقد ضمني على صدره بعدما يكون قد أمطرني سيلا من القُبل..فقط.

رن هاتف سعاد واستأذنت المغادرة، فـ"الرايس" يقف عند باب المقهى، وعدتني باللقاء مرة أخرى، وأخبرتني بأنها هي من ستدفع ثمن مشروبي، رغم إلحاحي، سلمت علي بـ"البيز" واتجهت نحو أدراج سُلم المقهى المؤدي إلى الباب..فتناسلت الأسئلة بداخلي حول هذا الجانب "الراقي" من الدعارة، وحول التكلفة المادية والأجواء الباذخة التي تحيط بنُشطائها..ليالي مخملية، وأموال باهظة تصرف في الليلة الواحدة..وفتيات أصبحن متخصصات في اقتناص أصحاب "اشكارة" وكبار المسؤولين، هذه من أجل قضاء ليلة أو بضع ليال، وأخرى لربط علاقات قد تمتد إلى سنوات..والثالثة لبيع وشراء السعادة..إنها الأوجه المتعددة لأقدم مهنة في التاريخ!

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف9/5/12 18:52

    لاحول ولا قوة الا بالله
    نساو انهم غادي يموتوا شنوا يقولوا غدا قدام الله
    الله يستر علينا

    ردحذف
  2. غير معرف27/1/13 00:22

    الله يهدي ما خلق قولو امين

    ردحذف
  3. مسرحية هاذي

    ردحذف