الجمعة، فبراير 18، 2011

الغرب يعتبر مظاهرات ليبيا بداية غروب نظام القذافي

أنباء عن تدخل قوات إفريقية وقتل العشرات من المتظاهرين

تساءلت صحيفة "تايمز" البريطانية عما إذا كانت المظاهرات التي تشهدها ليبيا بداية لتكرار ما جرى في كل من مصر وتونس، وستؤدي إلى رحيل النظام الليبي، أم لا.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها تحت عنوان "أهو الغروب في طرابلس؟"، إن أمام الإصلاحيين صراعا خطيرا، غير أن المطالبة بالتغيير في ليبيا توضح الكثير من سياسة الغرب الخارجية، وكذلك حالة النظام في طرابلس.

وتشير "تايمز" إلى أن العقيد معمر القذافي يعد في الغرب شخصية زئبقية، غير أن صفته المتميزة في التصلب كانت دعامة له في التمسك بتلابيب السلطة منذ حكمه للبلاد عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1969.

فالأجهزة الأمنية الداخلية تتمتع بسلطات واسعة، والمنتقدون للنظام مغيبون عن الساحة، وهناك تقارير تفيد بأن السلطات قتلت نحو 1200 معتقل في سجن أبو سليم عام 1996.

وقالت الصحيفة إن الأيديولوجية المثيرة للضحك هي التي تنادي بالديمقراطية، ولكنها توفر على أرض الواقع غطاء للدكتاتورية.

وتمضي "تايمز" قائلة إن ممارسة الوحشية في الداخل جرت بالتوازي مع دعم "الإرهاب" في الخارج، مذكَرة بتفجير حانة في برلين عام 1986، وطائرة لوكربي عام 1988.

غير أن العزل الدولي لطرابلس، إلى جانب الهجوم العسكري الأميركي عليها في ثمانينيات القرن الماضي، وتطبيق عقوبات دولية، وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، كل ذلك ساهم في دفع القذافي إلى التقارب مع الغرب.

وتختم الصحيفة بأن ليبيا ما زالت، رغم الانفتاح على الغرب، دولة بوليسية، وأنه تمكن حماية مصالح الغرب في نهاية المطاف بالوقوف إلى جانب الديمقراطية.

في سياق ذلك أفادت منظمات حقوقية وشهود عيان وصحفيون بوقوع عشرات القتلى والجرحى في صدامات مستمرة، منذ الأربعاء الماضي، بين المتظاهرين وعناصر الأمن في عدد من مدن ليبيا، وسقط أغلب الضحايا في مدينتيْ بنغازي والبيضاء، في وقت بث فيه التلفزيون الليبي أمس الخميس صورا للزعيم معمر القذافي وهو يتجول وسط حشود في العاصمة طرابلس.

وتحدثت تقارير متواترة عن 14 قتيلا على الأقل في بنغازي الواقعة على بعد ألف كيلومتر من طرابلس، وأفادت بحرق مقار أمنية، بينها -حسب الصحفي عاصم أمبيق- كتيبة الفضيل بوعمر.

وشيعت اليوم الجمعة جنازة عشرة أشخاص على الأقل في بنغازي التي سجلت أيضا هروب سجناء من سجن شبّ فيه حريق حسب أحد الصحفيين، واعتصام آلاف أمام إحدى محاكم المدينة.

كما ترددت أنباء عن حرق المثابة الأم في المدينة وحرق مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر.

وتطورت احتجاجاتٌ ضد الفساد وسوء أحوال المعيشة، دعا إليها ناشطون على مواقع اجتماعية، إلى مواجهات دامية بدأت في بنغازي وانتقلت إلى مدن البيضاء وأجدابيا ودرنة، حيث أحرقت مقار أمنية وأخرى تابعة لأجهزة مؤيدة للنظام مثل اللجان الثورية، فيما تحدثت أنباء عن امتدادها إلى مدن أخرى كالكفرة والزنتان.

وفي البيضاء القريبة من بنغازي تحدثت منظمات حقوقية ومواقع معارضة عن 14 قتيلا على الأقل، فيما تحدث مصادر أخرى لـ"الجزيرة نت"، عن 35 قتيلا.

وسقط الضحايا الجدد في البيضاء أمس عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطا برصاص الأمن الأربعاء، بعد حرق مقار حكومية وأمنية.

وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن البيضاء "باتت في يد الشعب"، حيث سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.

وتواترت أنباء عن إرسال كتائب أمنية تضم عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء لإخماد الاحتجاجات، فأطلقت، حسب ما روت مصادر للجزيرة نت، النار عشوائيا على المتظاهرين في البيضاء فأصابت مئات.

ووفق مصادر ليبية، رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار، بل وساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين.

ورُددت في الاحتجاجات هتافات ضد القذافي، وأحرقت، إضافة إلى المقار الأمنية ومقار اللجان الثورية، نُصُب تمثل الكتاب الأخضر الذي تعتبره القيادة الليبية الدليل الأيديولوجي للبلاد.

وحدد الخطيب عبد الله الورفللي متحدثا إلى الجزيرة، اليوم من بنغازي، بعض مطالب المحتجين وهي سحب "البلطجية" والقوات الأمنية والقوات الأمنية الأفريقية، وعزل المتسببين في أعمال القتل والسماح بالتظاهر السلمي وبوصول وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى المتظاهرين.

وحجبت السلطات موقع "الجزيرة نت" في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك.

وحذرت اللجان الثورية، وهي إحدى أعمدة النظام الليبي، اليوم "المغامرين" من رد قاس، وقالت إن "سلطة الشعب" والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها.

وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي صورا للقذافي وهو يتجول وسط حشود في طرابلس، فيما بدا محاولة للتأكيد على أن الشعب ملتف من حوله، في وقت قالت فيه صحيفة مقربة منه إن ابنا له زار القوى الأمنية في الشرق، حيث وقعت أغلب الاحتجاجات، لعرض خطة تنمية.

وقالت الولايات المتحدة إن على سلطات ليبيا الاستجابة إلى مطالب المحتجين بالإصلاح السياسي، وحثتها فرنسا على وقف الاستخدام المفرط للقوة، فيما دعتها "هيومن رايتس ووتش" إلى إنهاء استهداف المتظاهرين، وفتح تحقيق مستقل في أعمال القتل.

وتجد ليبيا نفسها بين بؤرتي ثورة، حيث حملت ثورة شعبية في تونس الرئيس زين العابدين بن علي على الهرب، واضطرت مظاهرات مليونية في مصر الرئيس حسني مبارك إلى التنحي عن الحكم.

الجزيرة نت.وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق