الاثنين، يناير 17، 2011

حكومة تونسية جديدة ضِمنها أسماء من النظام المُطاح به


تخوف الشارع التونسي من استمرار نظام بن علي

كما كان متوقعا، أُعلن اليوم الاثنين، في تونس عن التشكيلة الحكومية الجديدة، برئاسة الوزير الأول السابق محمد الغنوشي، الذي أسماها حكومة "وحدة وطنية"، وتضم 22 وزيرا و15 كاتبا للدولة، من بينهم ثلاث سيدات.

ومن أبرز سمات هذه الحكومة، التي تعتبر حكومة انتقالية، مهمتها الأساسية تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها في فترة لا تتجاوز 60 يوما، دخول شخصيات تنتمي لثلاثة من أحزاب المعارضة "الرديكالية" ذات التوجه اليساري، بالإضافة إلى الإبقاء على عدد من الوجوه البارزة التي كانت تشغل حقائب في الحكومة السابقة، بعضهم أعضاء قياديين في التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا، مثل كمال مرجان الذي احتفظ بحقيبة الخارجية وهو عضو في الديوان السياسي للتجمع.

واحتفظ وزراء من الحكومة السابقة بمناصبهم، وهم كمال مرجان في الخارجية، وأحمد فريعة للداخلية، ومحمد رضا شلغوم للمالية، بينما أسندت حقيبة التعليم لأحمد إبراهيم، أمين عام حزب التجديد المعارض.

كما تقلد المرشح الرئاسي السابق مصطفى بن جعفر، زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات وزارة الصحة، وأحمد نجيب الشابي -القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي- وزارة التنمية الجهوية.

وستتولى المخرجة السينمائية مفيدة التلاتلي، وزارة الثقافة، والطيب البكوش وزارة التعليم وحبيب مبارك وزارة الفلاحة.

وأسندت حقائب وزارية لشخصيات أخرى شغلت مناصب وزارية سابقا، بينهم محمد جغام لوزارة التجارة والسياحة، ومحمد النوري الجويني لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومنصر رويسي لوزارة الشؤون الاجتماعية.

وقد أعلن الغنوشي، في ندوة صحفية بمقر الوزارة الأولى، أن مهمة الحكومة الجديدة تكمن في السهر على إصلاح المنظومة القانونية، خاصة المتصلة منها بالانتخابات، إلى جانب السهر على تدبير الفترة الانتقالية إلى غاية تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها.

كما أعلن الوزير الأول التونسي عن تشكيل ثلاث لجان وطنية، تهتم الأولى بالتحقيق في "التجاوزات" المتصلة بالأحداث الدامية الأخيرة التي عرفتها تونس وأسفرت، حسب وزير الداخلية، عن مقتل 78 شخصا وإصابة 94 آخرين، إلى جانب مقتل العديد من رجال الأمن، ويرأسها الرئيس السابق لرابطة حقوق الإنسان التونسية توفيق بودربالة.

أما اللجنة الثانية فستنكب على الإصلاح السياسي ويرأسها عياد بنعاشور، وهو شخصية حقوقية مستقلة، فيما تتمثل مهمة اللجنة الثالثة في التحقيق في قضايا الرشوة والفساد، ويرأسها الخبير الدولي التونسي في مجال حقوق الإنسان عبد الفتاح عمر.

في ذات سياق الإصلاح الذي باشرته الحكومة التونسية الجدية، أعلن الوزير الأول عن إطلاق سراح جميع الموقوفين المحكوم عليهم من أجل أفكارهم أو مواقفهم السياسية، بالإضافة إلى الاعتراف بجميع الهيئات السياسية والجمعيات الحقوقية، التي كانت تعمل بدون ترخيص قانوني، فضلا عن سن قانون جديد حول العفو العام. كما أعلن أيضا عن "رفع التضييقات"، عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وتمكين جمعية القضاة التونسيين الممنوعة من النشاط بكامل الحرية والاستقلالية، كما قال الغنوشي، الذي أشار إلى فصل العمل الحزبي بشكل كامل عن الدولة، في إشارة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا، والذي كان يرأسه رئيس الدولة ويشغل منصب كاتبه العام الوزير الأول.

ويبدي الشارع التونسي مزيدا من الترقب المشوب بالحذر حول مدى التزام الحكومة الجديدة، بالتزاماتها وإقامة انتخابات حرة ونزيهة تجنب البلاد حكم دكتاتورية جديدة على غرار نظام بن علي المنهار، نتيجة انتفاضة شعبية استمرت زهاء الشهر. ومما يزيد من تخوف الشارع التونسي وجانبا من المراقبين، كون "صقور" كثر من النظام المطاح به، ممثلين في الحومة الجديدة، مما لا يستبعد استمرار هؤلاء في الحكم والتخلي عما وعدوا به عشية فرار الرئيس التونسي السابق. غير أن العديد من المتتبعين لا يجدون مبررات التخوف من هؤلاء على اعتبار أن المرحلة محتاجة إلى تدبير سياسي يقتضي استمرار هؤلاء في تناول أبرز الملفات الحيوية، وتجنب، بالتالي، الفراغ السياسي، علاوة على أن هؤلاء لم يكونوا هم صانعو القرارات السالفة، وإن كانوا مشاركين في صياغتها لكن تحت إمرة رأس النظام المطاح به، زين العابدين بن علي.

ويقول الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي المحظور، حمة الهمامي، ورئيس حركة النهضة الإسلامية المحظورة أيضا راشد الغنوشي، إنه لا سبيل للتعامل مع رموز النظام المنهار، ويدعوان إلى تصفية كل مؤسساته بما في ذلك الدستور والبرلمان، وإنشاء مجلس تأسيسي يسنّ دستورا وقوانين انتخابية تؤسس لمناخ ديمقراطي، وترسي قواعد دولة قانون حقيقية.

وشدد الهمامي والغنوشي، في تصريحات لموقع الجزيرة، على أن السماح باستمرار شخصيات من النظام المنهار بما فيها الرئيس المؤقت فؤاد المبزع، والوزير الأول محمد الغنوشي, ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال الملاحق دوليا بتهم -منها التعذيب- يكرس استمرار الحالة السابقة.

وفوق هذا فإن دعوات تصدر الآن إلى تصفية حزب التجمع الدستوري الذي هيمن على مؤسسسات الدولية، وتغلغل في كل نواحي الحياة العامة.

وعلى أثر اجتماع طارئ عقده السبت بتونس العاصمة، دعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إلى الحل الفوري للشعب المهنية (الهياكل القاعدية) للتجمع الدستوري التي من خلالها تحكم هذا الحزب في دواليب الدولة.

وفي حين أن رموزا معارضة، مثل الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي، ورئيس حركة النهضة ترفض أصلا الانخراط في العملية السياسية الحالية، وتؤكد على عدم شرعية المؤسسات القائمة، تبدي شخصيات أخرى قدرا أقل من التشدد.

ويؤكد مؤسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة، أحمد المستيري، في تصريحات للجزيرة، أنه يتعين القطع مع نظام بن علي، إلا أنه أبدى في المقابل تأييده إشراك بعض العناصر النزيهة التي عملت في ذلك النظام.http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif

وكالات

وكالات

الجمعة، يناير 14، 2011

الوزير الأول التونسي يعلن توليه صلاحيات الرئاسة مؤقتا بعد فرار بنعلي

"فرار" الرئيس التونسي إلى وجهة غير معلومة، يرجح البعض أن تكون فرنسا في الغالب..بينما الوزير الأول الغنوشي يتولى صلاحيات الرئاسة لتعذر قيام الرئيس بنعلي بذلك..علامة استفهام كبرى يطرحها إجراء النظام التونسي الواقع تحت ضغط انتفاضة الشعب...هل هي لعبة في انتظار إعادة ترتيب بيت السلطة؟

بنعلي يعِد المنتفِضين بالإصلاحات السياسية..

الرئيس التونسي يحس بالخطر يداهم الكرسي الجالس عليه..ولذلك فلا غرابة أن يبدو على هذه الصورة المرتعدة، وهو يناشد الشعب التونسي الأبي بأن يتخلى عن انتفاضته، التي قال النظام التونسي منذ انطلاقة شرارتها الأولى أنها مجرد مطالب اجتماعية..فمرحبا بالاحتجاجات الاجتماعية إذا جعلت رئيس دولة، كبنعلي يقر بأخطاء نظامه السياسية، ويعلن أمام الشعب أنه لا ينوي الاستمرار في الرئاسة بعد انتخابات سنة 2014...قالها الشاعر التونسي الشابي يوما.. إذا الشعب يوما أراد الحياة...أتمموا أنتم البيت الشعري..ومن الحاكم العربي الذي يستعد للاعتراف بالأخطاء في المرة القادمة؟


الجمعة، يناير 07، 2011

طبول الحرب تُقرع بين المغرب والجزائر..


اَلعُقد التاريخية ومحاولة التفوق ومحاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة الوطن الواحد، كلها أسباب أجَّجت الصراع ما بين المغرب والجزائر فاشتد التسابق بينهما نحو تعزيز تَرسانتيهما الحربية، إلى درجة جعلت المنتظم الدولي يدق ناقوس الخطر، وإلى درجة إصدار إسرائيل لتقرير استراتيجي يحذر من تزايد النشاط النووي الجزائري. فهل هي بداية العد العكسي لاشتعال حرب بين الشقيقتين؟

إسرائيل كشفت تزايد النشاط النووي الجزائري

هل يعتبر تحذير الأمم المتحدة الذي نشر بداية السنة التي نودعها، من مغبة التمادي في التسلح، كافيا لكبح جماح الجزائر، التي شرعت منذ مدة في إعادة بناء ترسانتها العسكرية، مستغلة في ذلك عائدات الغاز الطبيعي والنفط التي تضاعفت في الآونة الأخيرة، وجماحِ المغرب الذي يسير على نفس الخطى رغم أنه بلد غير نفطي؟

يكاد يجمع المتتبعون للشأن العربي والمغاربي تحديدا، في سياق دراستهم للوضع، على أن التسابق نحو التسلح، الذي يجري في بلدان المغرب العربي حاليا، والذي تم رصده من طرف منظمات دولية وأخرى غير دولية، ومن لدُن حكومات الدول العظمى، يتعدى كونه موجها لمحاربة الإرهاب، كما يحلو للمسؤولين بالشقيقة الشرقية، أن يرددوا ذلك كلما أوشكوا على عقد صفقة شراء أسلحة، وأن المسألة تتعلق بأجندة خاصة ذات أبعاد جيوسياسية، تبدو ملامحها واضحة من خلال الاستعداء المعلن للوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يتجلى بالأساس في الدعم المفضوح، ماديا ومعنويا ولوجيستيكيا، لقادة أطروحة الانفصال، مما يحتم بالضرورة على المغرب الذي لا ينتج غازا طبيعيا، نهج السياسة نفسها، في مسعىً حثيث من أجل تحقيق نوع من "التوازن"، على الأقل، في ما يتعلق بجانب تسلح القوات البرية الذي يُشهَد للقوات المغربية بالتفوق فيه.

تسلُّح رغما عن أنف الفقراء!

يبدو أن مختلف الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الدولتان، لم تمنعهما من المضي قُدما في التسابق نحو اقتناء آخر ما ابتكرته مصانع التسليح الأوروبية والأمريكية، وهو ما يفيد أيضا بكون أولوية التسلح باتت ضرورة تمليها أجندات الدولتين، اللتين تضعان نصب أعينهما هدفا يكاد يكون هو نفسه، إنه "ملف الصحراء"، الذي نزف الكثير من الأرواح البشرية والإمكانيات المادية الهائلة، طيلة أزيد من ثلاثة عقود، دون أن يجد طريقه إلى الحل.

التسابق على اقتناء مزيد من الأسلحة، والذي يترك المزيد من الأفواه الجائعة بالبلدين، حيث تشير الأرقام الرسمية وإحصائيات المنظمات الدولية، إلى ارتفاع نسبة الفقر بكِلي البلدين إلى حوالي 30 بالمائة من الساكنة، يطرح أكثر من سؤال حول نوايا الساسة بالبلدين وما إذا كانوا يتسلحون فقط من أجل دعم الجبهة الداخلية لمواجهة خطر الإرهاب الآخِذ في التصاعد بالمنطقة، بسبب اتساع رقعة نفوذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أم أن سباقهم المحموم على التسلح في ظل عجز اقتصادي واجتماعي، يعتبر قرعا لطبول الحرب؟

وتشير المعطيات المتوفرة لدى معهد استوكهولم الدولي المتخصص في أبحاث السلام، إلى أن المغرب خصص لمجال التسلح، مبلغا ماليا يزيد عن 10 ملايير درهم لاقتناء عدد من الأسلحة، برسم سنة 2009 فقط، في حين اعتمدت الجزائر ما يناهز 5 أضعاف هذا المبلغ لميزانية دفاعها، والتي فاقت 50 مليار درهم. بعدما سبق للمغرب أن أنفق في سنة 2005 ما مجموعه 2 مليون و306 ألف دولار، حسب تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، محتلا بذلك الصف 44 في لائحة الدول الأكثر إنفاقا على التسلح، بينما جاءت الجزائر متقدمة في المرتبة 37 عالميا، بحجم إنفاق يُقدر بـ 2 مليون و 994 ألف دولار برسم نفس السنة.

تسابُق جنوني..

رغم أن الأرقام الصادرة عن المخابرات الأمريكية بناء على مجرد تقارير وإفادات عملائها المنتشرين في مختلف ربوع المعمور، يمكن التعامل معها بكثير من الاحتياط على اعتبار الخلفيات التي تؤطر عمل الأجهزة المخابراتية، إلا أن هذه المعطيات الحكومية الأمريكية، أكدها تقرير كشف عنه، في ربيع هذه السنة، معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي تحظى إحصاءاتُه بكثير من المصداقية، حين صنف الجزائر ضمن خانة أكبر عشرة بلدان مستوردة للأسلحة، خلال الفترة ما بين سنتي 2005 و 2009، وهي المرة الأولى التي تحتل فيها الجارة الشرقية هذه المرتبة ضمن خارطة سوق التسلح العالمية.

ووفقا لنفس المعطيات التي توصل إليها المعهد المذكور، فإن الجزائر تعتبر أول دولة مستوردة للسلاح على مستوى القارة الإفريقية، خلال الفترة المحددة آنفا، حيث كان من نصيبها لوحدها، استيراد 43 بالمائة من إجمالي الواردات العسكرية إلى القارة السمراء. ولم يختلف تصنيف الجزائر كثيرا خلال السنتين الماضيتين، وظلت تتربع على زعامة ترتيب دول إفريقيا، التي استوردت 7 بالمائة من إجمالي صادرات الأسلحة بالعالم في الفترة موضوع الدراسة. التهافت الجزائري على التسلح كشف عنه تقرير حديث صادر في الشهر الماضي عن "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية"، الذي كشف أيضا عن "تقدم ملحوظ في البرنامج النووي وأسلحة الدمار الشامل" لدى الجزائر، وكذا عن قدرات هذا البلد "النووية والبيولوجية والكيميائية"، موضحا أن الشقيقة الشرقية تملك مفاعلا نوويا صينيا قدرته 15ميغاواط، ومن المحتمل أن يكون قد تم تحديثه إلى 40 ميغاواط، علاوة على مفاعل للأبحاث النووية استقدمته من الأرجنتين قدرته 1 ميغاواط، وهو ما يخدم "برنامجا سريا لأسلحة نووية".

ويذكر التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي بأن الجزائر وقعت على معاهدة "بيلندابا، ومعاهدات عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، ملمحا إلى خرق حكام الجزائر للمعاهدة الدولية، والمعاهدات ذات الصلة.

وتستمر عقدة حرب الرمال!

يعتقد كثير من المتتبعين للشأن العربي عموما، ولـ"الحرب الباردة"، بوجه خاص، التي ظلت قائمة بين الجزائر والمغرب، منذ عهد صراع القطبية الثنائية بين المعسكرين الشرقي والغربي، بأن الوضع بين البلدين بات يتعدى كونه يتعلق فقط بدعم الجزائر لموقف البوليساريو الراغبة في إقامة دُويلة بأقاليم جنوب المغرب، وما يترتب عن ذلك من موقف هذا الأخير الراغب في الذود عن وحدة أراضيه بكل ما أُتيح له من إمكانيات، إلى كون الصراع بين الشقيتين تمتد جذوره إلى فجر حصول البلدين على استقلالهما، وتحديدا إلى أول مواجهة عسكرية بينهما، في سنة 1963، على إثر اندلاع "حرب الرمال"، والتي حقق فيها الجيش المغربي انتصارا بيِّنا، يبدو أنه خلق لدى العسكر الجزائري، عقدة الإحساس بالانكسار، تحولت مع مرور السنين، خاصة بعد استرجاع المغرب لأراضيه الجنوبية في سنة 1975، إلى اعتبار المغرب "عدوا استراتيجيا" يُهدد غرب بلادهم، وهو ما سيقابله تبني نفس الموقف، من طرف الرباط التي لا يخفي مسؤولوها اتهام نُظرائهم بالجزائر بأنهم "أعداء الوحدة الوطنية"، بالنظر إلى كشف حكام قصر المُرادية بعاصمة بلاد المليون شهيد، عن وجههم الحقيقي، واعترافهم العلني بالتأييد غير المشروط لأُطروحة خلق دُويلة في خصر المغرب، بعدما احتضنتها طوال سنين في مخيمات لحمادة بتندوف.

حرب مع وقف التنفيذ!

حسب مصادر عسكرية وسياسية بالبلدين، فإن سباق التسلح بين الجارتين بات يحكمه مبدأ "توازن الردع"حينا، وأحيانا الرغبة في الحصول على قصب السبق في الظفر بترسانة حربية، متقدمة تقنيا وكميا، استعدادا لحربٍ يكتفي ضباط العسكر بالبلدين، برسم ملامحها وسيناريوهاتها داخل ثكناتهم فقط دون أن تعرف التنفيذ على أرض الواقع، وهو ما أكده خبير في الدراسات الإستراتيجية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"ما وراء الحدث"، حين استبعد نشوب حرب حقيقية بين البلدين رغم اشتداد تسابقهما لأجل توازن الردع، قبل أن يضيف أن هذا التسابق المحموم على تعزيز قدراتهما العسكرية، بالإضافة إلى أنه سيكرس التوتر بين البلدين، فإنه سيُديم بقاء "المحافظين العسكريين" على هرم السلطة الجزائرية، حيث يستغلون هذا "الوضع القذر"، في إشارة إلى التزايد المضطرد في التسلح، من أجل سيطرتهم على السلطة.

وحسب المصادر نفسها، فمهْما وصلت حدة هذا السباق على شراء السلاح، فإن استعماله من طرف الجانبين يبقى غير وارد في الغالب، بالنظر إلى أن القوى العظمى، التي ما فتئت تدعو البلدين إلى توحد الجهود في مواجهة الإرهاب، لا تريد قيام حرب بالمنطقة، على الأقل في الأمد القريب والمتوسط، من أجل أن لا يتم تعقيد خارطة طريقها في مواجهة أتباع أسامة بن لادن.

وبالرغم من أن المتشائمين من انفراج الوضع بين الجارتين يذهبون إلى إمكانية اشتعال فتيل الحرب بينهما، فإنهم يؤكدون على أن ذلك "لن يعدو يكون صراعا بين سيف ودرع، لأن ما يملكه طرفٌ من أسلحة، يعادله ما يملكه الطرف الآخر من أسلحة مضادة تُفقد الأولى مفعولها"، ليبقى التساؤل مطروحا، حول ماهية جدوى هذا السباق المحموم، في الوقت الذي يكتفي فيه الطرفان بالقيام بمناورات عسكرية هنا وهناك، تُكلف هي الأخرى ميزانيات باهظة من أموال دافعي الضرائب، الذين يطوقون إلى تنمية مستدامة تقيهم مذلة ركوب أمواج البحر للعبور إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط.

ويظل توجس السؤال يؤرق المتتبعين؛ خاصة في ما يتعلق بتسلح الجارة الشرقية للمغرب متسائلين، هل لهذا التسلح ارتباط فعلا بتنامي خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما يزعم حكام قصر "المرادية"؟ أم أنه تسلح لدرء هجومات مفترضة مستقبلا من قِبل التنظيمات الجهادية القابعة في الجبال أو الموزعة بالصحراء الكبرى؟ أم أن توجه الجزائر إلى دعم ترسانتها العسكرية راجع بالأساس إلى الخوف من انتقال عدوى الحروب الأهلية، التي تشهدها بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء، إليها؟ أم أن للأمر علاقة بما يبرز داخليا من قلاقل تتطور إلى ما يشبه "العصيان المدني"، كما هو الشأن بالنسبة لساكنة منطقة القبايل مثلا؟ إنها "صفقات غير عادية"، يخلص أحد الخبراء، في تعليقه على الإقبال المتزايد للجزائر على الزيادة من حجم وقوة ترسانتها الحربية.

أسلحة من كل الأصناف!

حسب معطيات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) المتخصص في مجال التسلح، والذي تأسس سنة 1966، فإن الجزائر استوردت في السنوات الخمس الأخيرة ترسانة مهمة من الأسلحة المتنوعة، ما بين طائرات حربية وغواصات وأنظمة دفاع جوي، من حليفتها التقليدية روسيا، وهي السوق المفضلة لدى ساسة الجزائر الذين ظلوا يتعاملون مع الاتحاد السوفييتي البائد طيلة الحرب الباردة.

وتلقت الجزائر في الفترة ما بين 2004 إلى 2008، حسب تقرير هذا المعهد، 180 دبابة من نوع ''تي90"، و18 قطعة من نوع ''أم. كا. أ 30 سو''، وهي طائرات مقاتلة من صنع روسي. وبمقتضى عقد خاص ستزود المصانع الروسية الجيشَ الجزائري، بغواصتين بحريتين من نوع ''360 مَىْ ف كس يُو ثِي''، وعدد مهم من القطع الحربية وأنظمة للدفاع الجوي القصيرة والطويلة المدى، و28 طائرة ''أم. كا. أ 30 سو''. مما جعل الصفقة التي وصلت قيمتها إلى 2 مليار و200 مليون دولار، أكبر صفقة عسكرية تبرمها موسكو مع بلد عربي في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى صفقة أخرى لشراء غواصات "ديازل" الكهربائية من صنف "فارشافيانكا"، التي يبلغ طولها72 مترا، وتصل سرعتها تحت الماء إلى 17 عقدة، وعمقُ غوصها إلى 300 متر، كما تتوفر على منظومة إطلاق صواريخ مجهزة بست قاذفات من نوع 533 مليمتر، وتستطيع حمل طاقم مكون من 52 فردا.

وكان من نتائج زيارة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، لموسكو في العام 2007، أن ألغت هذه الأخيرة ديونها المستحقة على الجزائر، والتي قُدرت بأزيد من 7 مليارات دولار، في الوقت الذي تلقت فيه طلبا جزائريا لإبرام صفقة تسلح قيمتها 7.5 مليارات دولار، من أجل شراء 28 طائرة حربية من طراز سوخوي (30 أم. كيو Su-30MK)، و36 مُقاتلة من طراز ميغ (29 MiG-29SMT )، و16 طائرة تدريب من طراز (ياك 130)، بالإضافة إلى 300 دبابة من طراز (تي 90 أس T-90S))، ورادارات وكميات أخرى من العتاد. كما شملت الصفقة أيضا ثمانية أنظمة صواريخ أرض جو من طراز (تونغوسكيS-300 PMU Almaz-Antei)، وتجديد 250 دبابة جزائرية من طراز "تي 72"، وعدد غير يسير من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز "ميتيس" و"كورنت"، بالإضافة إلى القيام بأعمال صيانة للسفن الحربية الجزائرية روسية الصنع. وتمتلك الجزائر مصانع ضخمة متخصصة في الصناعات الحربية، أهمها القاعدة المركزية للإمداد، التي تقع في "بني مراد" بولاية البليدة، وهي القاعدة الضخمة التي تم إنشاؤها في سنة 1975، وتم تجهيزها بمختلف الآلات التكنولوجية الحديثة، لتطوير و تصليح الآلات الحربية مثل الدبابات والمدرعات، مما يغني الجزائر عن إرسال دباباتها ومدرعاتها إلى الدول المصنعة لتطويرها. وتقوم هذه القاعدة بتطوير وتصليح عتاد عسكري لعدة دول عربية وإفريقية، كما هو الشأن مثلا مؤخرا عندما تم تطوير كل المدرعات والدبابات الليبية بمصنع القاعدة، الذي يشغل، حسب مصادر عسكرية، نحو20 ألف عامل ومهندس وتقني وخبير، تم تكوينهم في جامعات ألمانيا وروسيا.وقد انتقل المصنع إلى مرحلة تصنيع دبابات من تصميم و تطوير جزائري، أطلق عليها اسم bcl-m5، وكان أول ظهور لها في 1993، وهي مدرعة مزدوجة المهام، أي أنها مدرعة مقاتلة، ومدرعة حاملة للجنود.

بينما يشير تقرير معهد استوكهولم إلى أن المغرب قد تقدم خلال سنة 2009، بطلب شراء 24 قطعة من طائرات "إف16" من الولايات المتحدة الأمريكية، وثلاث فرقاطات من نوع "سيجما 90" من هولندا وبارجة بحرية من صنع فرنسي.

وستكلف الـ24 طائرة حربية الـ"إف16" المغربَ، دفع أكثر من 1.2 مليار دولار للتأمين عليها فقط، وهو التأمين الذي سيشمل الفترة الممتدة من إتمام الصفقة إلى غاية التسليم الفعلي على الأراضي المغربية، في الفترة الممتدة ما بين يوليوز سنة 2011 ودجنبر سنة 2012 فيما سيتوصل بالطائرتين المتبقيتين في وقت آخر من سنة 2013.

لِمن تميل كفة ميزان القِوى؟

لا يختلف اثنان حول مدى التجربة التي اكتسبتها القوات المسلحة البرية المغربية، وخاصة منها القوات البرية، في حربها الضروس مع البوليساريو، التي امتدت منذ سنة 1975 إلى سنة 1990، بعد تدخل الأمم المتحدة من أجل تطبيق خط السلام بين الطرفين، وهي الحرب التي خرج منها المغرب متفوقا، على الأقل ميدانيا، عندما تمكن من دحر الانفصاليين وإرغامهم على التقوقع خلف جدار أمني يمتد على الجنوب الشرقي للمملكة، مما جعل الخبراء العسكريين يشهدون بدُربة ومهنية القوات المغربية، في مقابل خمول العسكر الجزائري، الذي ظل يراقب ويدعم حرب العصابات التي خاضتها عناصر البوليساريو ضد القوات المغربية، على أمل استنزاف هذه الأخيرة، قبل أن يوجه سلاحه إلى الداخل الجزائري في الحرب الأهلية التي اندلعت بداية العقد الأخير من القرن الماضي. وقد أسهمت الحرب مع البوليساريو في تطور القوات المغربية كمّا وكيفا، واستمر تزايد تعداد هذه القوات منذ سنة 1975، ليعرف تطورا ملحوظا في عقد الثمانينات، أي في أوج الحرب، كما رصد ذلك خبراء معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، حيث ارتفع العدد من 149 ألف جندي إلى 192 ألفا، قبل أن يصل في سنة 2005 إلى ما يزيد عن 196 ألفا، إضافة إلى 150 ألف جندي احتياطي.

بينما وصل تعداد القوات العسكرية الجزائرية 170 ألف عنصر سنة 1980، قبل أن يعرف تقلصا سنة 1990 إلى 150 ألف جندي، ليستقر في ما بين 122 و128 ألف جندي إلى غاية سنة 2005، فيما لا يتعدى الجيش الاحتياطي 85 ألف رجل، بينما ارتفعت أعداد القوات الشبه عسكرية كالدرك والأمن والحرس الجمهوري بسبب الحرب الأهلية.

واستنادا إلى معطيات المعهد المذكور فإن هناك تقاربا تقنيا كبيرا على مستوى بنية ترسانتي البلدين العسكرية، إلى غاية سنة 2008 دون اعتبار صفقات الأسلحة التي توصل أو سيتوصل بها البلدان بعد هذه السنة، حيث يضم العتاد المغربي 744 دبابة قتالية، و559 من المدرعات، و785 ناقلة مصفحة لنقل الجنود، و255 مدفعية ذاتية الدفع، و190 مدفعية مقطورة، و39 قاذفة صواريخ من نوع (م ر ل س).

وتتوفر القوات الجوية المغربية على 95 طائرة مقاتلة، و24 من طائرة هليكوبتر الهجومية، في حين تتوفر القوات لبحرية على مركز رئيسي واحد على سطح السفينة، وأربعة زوارق محملة بصواريخ، و23 زورقا حربيا، وأربع سفن برمائية.

وتكاد تكون هذه الأسلحة هي نفسها الذي يتوفر عليها الجانب الجزائري، الذي يملك ألف دبابة قتالية، وما بين 124 و173 مدرعة، و730 ناقلة جند مصفحة، و185 مدفعية ذاتية الدفع، و406 مدفعية مقطورة، و144 قاذفة صواريخ. أما القوات الجوية الجزائرية فتضم 175 طائرة مقاتلة، و93 طائرات هليكوبتر هجومية، في حين أن القوات البحرية تشتمل على أزيد من غواصة، وثماني سفن كبرى، و12 زورقا حربيا، وثلاث سفن برمائية.

ميزانيات ضخمة لبناء الترسانة الحربية بالبلدبن

في الوقت الذي لم يكشف فيه بعد عن قسط الوقت المسلحة من ميزانية سنة 2011، وكذلك الشأن فإن البند 38 من مشروع قانون المالية المغربي برسم السنة الماضية، جاء فيه أن الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بإدارة الدفاع الوطني، مفوض له التصرف مقدما في المبالغ المخصصة برسم سنة 2010، للحساب المالي المدعو "اقتناء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية"، والبالغ 63 مليار و959 مليون درهم. ووصل الغلاف المالي لميزانية الدفاع برسم السنة الماضية، إلى 34.7 مليار درهم، أي ما يناهز 16 بالمائة من الميزانية، خُصص منها 10.2 مليار درهم لاقتناء الأسلحة وإصلاح المعدات (أي ما نسبته 27.27 بالمائة)، و15 مليار درهم لنفقات الموظفين والأعوان العسكريين (43.22 بالمائة) و5 ملايير درهم للنفقات المختلفة (14.40 بالمائة).

أما ميزانية الدفاع الجزائرية برسم سنة 2009، فقد ناهزت 55 مليار درهم، بعد أن كانت سنة 2008 لا تتجاوز 23 مليار درهم (6.5 مليار دولار سنة 2009 و 2.5 مليار دولار سنة 2008). وتمثل ميزانيتا الجيش والأمن الجزائريين 15 بالمائة من الميزانية العامة للدولة، المقدرة سنة 2009 بـ 80 مليار دولار.

الأربعاء، يناير 05، 2011

مغامَرات حسناواتٍ يمتهن دعارة "هاي كلاص" بالعاصمة الرباط

يرتدن أشهر العلب والنوادي الليلية والمقاهي الفاخرة بالعاصمة، لاقتناص مسؤولين وسياسيين، ويتقاضين أجرا يصل إلى 3 آلاف درهم لليلة الواحدة، ومن هن من لها أجرة شهرية وخط هاتف "فُورفي"، وأخرى تتقاضى مبالغ خيالية دون أن تمارس الجنس لأن "زلاَّلها ماتينوضش"، إنها دعارة "هاي كلاص"

متخصصات في اقتناص زبنائهن من السياسيين وكبار المسؤولين

بدأتُ أقترب من باب هذه العلبة الليلية المتواجدة بالهرهورة، ناحية الرباط، والمعروفة "كثيرا" باستقطاب مسؤولين كبارا، مدنيين وعسكريين..كان "الفيدور" يُمعن النظر في الزوار، لكن مرافقي، الذي لم تكن زيارته هاته للمكان أول مرة، أعفاني من "استفزاز" هذا الشخص الضخم..فقد أحضر تذكرتين للدخول إلى هذا العالم...وميض الأضواء يخفت ويسطع على صخب موسقى غربية..الفتيات الحسناوات هنا وهناك..منهن من تجلس إلى "زبناء"، حيث تبادُل الهمس واللمس والقُبل..ومن هن من لا تزال تنتظر الذي سيؤدي ثمن قارورات الجعة التي أفرغنها في بطونهن، فيذهبن معه بعدما يكون الاتفاق على الثمن قد تم...

"لعبتي" كانت تقتضي أن أستدرج أكثر ما يمكن من الفتيات العاهرات؛ على أن لا أتجاوز أربعا، أي تناول أربع قارورات "بيرّا"، واحدة لكل واحدة، سيدفع ثمنها صديقي، كما اتفقنا على ذلك من ذي قبل... بدأت لغة الإشارات بالأعين أو "ادْراڭ"..الأولى فالثانية ثم الثالثة..."ليلى"، "إلهام"، ثم "سعاد"..كل منهن جلست إلينا ما بين30 دقيقة وساعة كاملة..كان كل همي أن أجعلهن يتحدثن ما أمكن بصراحة عن عالمهن...والبداية ستكون بمناقشة "ثمن" الليلة المفترض قضاؤها معي..

"ليلى"..مُذكِّرة السياسيين!

تبدو أصغرهن سنا والأجمل كذلك، أول ما سألتني عنه هو محل الإقامة، فأجبتها..الرباط! بعدها سألتني كم سأعطيها، فرددت... حسب "العرض"، "لنتفق عن الثمن..ما غادي تكون غير على خاطرك"، هكذا أجابت! قبل أن تخوض في سرد حكاياتها..كان سبب دخولها عالم الدعارة هو "الزيغة"، لأنها من والدين ميسوري الحال، ويملكان منزلين الأول بالرباط والثاني، ويتكون من ثلاث طبقات، بتمارة، إضافة إلى أن شقيقين لها يعملان بفرنسا..عمرها الآن لا يتجاوز 23 سنة، لكن ذاكرة هاتفها مملوءة بأسماء أشخاص مهمين تطلبهم عند الحاجة، كما يطلبونها عندما يريدون "قضاء الحاجة"..خمّنتُ بأن كثيرا مما تقوله افتراء، وحاولت نقل ريبي في كلامها إليها، فجاء ردها في شكل تحدّ كبير..أظهرت لي شاشة هاتفها، وبدأت تستعرض الأسماء، بعدما نبهتني أن أشير إليها إن كنت أعرف أحدهم..وكذلك كان، عرفت جل الأسماء، وتساءلتْ كيف لي بذلك، ولم أكشف لها عن هويتي الحقيقية..طلبتُ منها مهاتفة أحد السياسيين فأخبرتني أنها للتَّو قطعت الخط معه، ويوجد باجتماع الآن في البرلمان..."يناقشون الميزانية"، قالت، قبل أن تظهر لي اسما لآخر ينتمي لحزب بالحكومة، ومعروف كثيرا بالعاصمة والنواحي، "ما رأيك في هذا؟"، قلت لا بأس..فطلَبتْه..وما لبثت..قبل أن يرن هاتفها ليأتي الصوت من الجهة الأخرى واضحا، بعدما شغلت الـ"هوت باغلوغ"..تيقنت أن الصوت لصاحبه، فقد اتصلْت وإياه كثيرا..

مثلُ هذا وأكثر، هم زبناؤها، من ألفي درهم إلى 3 آلاف إلى 4، وفي مرات قد يصل الرقم، بالهدايا، إلى 10 آلاف درهم، في ليلة واحدة، تتقاضاه "ليلى" لقاء بيعها جسدها هذا الغض.."الله يلعن بو الخليجيين"، شتمت تلك العينة من زوار مملكتنا السعيدة، الذين يأتون إلى بلادنا فقط من أجل الجنس، عندما سألتُها إن كانت تلتقي أحدهم، قبل أن تؤكد لي أنها لا تهوى أولائك، وإن كانت "لمكلخات"، حسبها، يهوين هؤلاء كثيرا..

إلهام وسعاد...هدف واحد!

"إلهام" و"سعاد"، قالتاها صراحة منذ البداية، إنهما لن يذهبا معنا، لأننا بحسبهما شابين وسيمين "ديال اتصاحيب"، لكنهما لم يمتنعا عن تجدد اللقاء في المكان نفسه كلما شئنا، أنا وصديقي، من أجل المذاكرة ليس إلا..كانت الفرصة مواتية للغوص أكثر في الحديث حول عالمهما...لبّيتا الدعوة، وخاصة "إلهام"، التي لم تجد حرجا في الحديث إلي بالرغم من معرفتها بهويتي!

عمرها 30 سنة، و"إلهام" هو اسمها الحقيقي، كما أقسمت بذلك، وتمارس "اتصاحيب ديال لكلاص" منذ خمس سنوات..ولا تريد مغادرة هذا العالم، إلا عندما "دير علاش تْولي"، و"الحمد لله أنها بدأت في تحقيق أحلامها"، منذ استطاعت شراء بقعة أرض بمدينة سلا، وبنت عليها منزلا من طابقين، تسكن بهما أسرتها، بل وفتحت في أسفل الدار مقهى للأنترنيت ومخدعا هاتفيا يديرهما شقيقها..والبقية تأتي.."حرام أم لا" هذه الأعمال التي أقوم بها، لا يهمني ذلك، تقول إلهام، بقدر ما يهمني إسعاد عائلتي المتكونة من سبعة أفراد لا معيل لها غيري، بعدما اشتد المرض بأبي، وتهالكت قوى والدتي من شدة العمل كـ"فام ميناج"، منذ أن كنت صغيرة أنا وإخوتي..

تبيع السعادة لزبنائها، وتشتريها لأفراد العائلة.. تبًّا لها من تجارة اعتبرت تاريخيا الأقدم على وجه البسيطة.. تتعدد أسباب الارتماء في عالم الدعارة، لكن أكثرها هو الفقر والحاجة، إضافة إلى عوامل أخرى تربوية واجتماعية، تلخصها التقارير الحقوقية، في غياب وعي كاف لدى الفتيات، وانتشار عدد من الأعراف التي تحرم الحديث عن مواضيع بعينها وإيجاد الحلول لها، كالطلاق والاغتصاب وزِنا المحارم، مما يرفع نسبة الإقدام على البغاء، بالإضافة إلى آفة الأمية المستشرية في صفوف العنصر النسوي، بالخصوص، فضلا عن عدم إتمام الدراسة لدى فئات واسعة..لكن الدعارة "هاي كلاص"، تكاد تكون لها مبرراتها "الخاصة جدا"، تقول "سعاد"، الطالبة الجامعية الحاصلة على درجة "الدوغ" في الاقتصاد، والتي لم تُتمم دراستها، لأنها "عشقت" هذا العالم!

بالنسبة لسعاد فإن لكل شخص مهنة، ومهنتها هي شاء القدر أن تكون "بائعة هوى للناس الألبا"...لم لا ينظمون لنا مهنتنا؟ تتساءل، قبل أن تزيد موضحة، الآلاف من الفتيات والنساء، يمتهن الدعارة، والجميع يعلم، لكن لا يريدون أن يعترفوا..وتسترسل كاشفة عوالمها..بعدما ولجت الدعارة، وأنا طالبة بالكلية، شعرت لأول وهلة بأنني أستطيع تحقيق آمالي بأسرع وقت، خاصة أني كنت وما أزال ذاك "النموذج الأنثوي" المطلوب أكثر من طرف الرجال.. فلماذا لا أختار الشخص المناسب؟

من حقها أن تتحدث كذلك! فارهة الطول، بيضاء البشرة، سوداء اللونين، كثيفة الشعر، مملوءة الصدر والمؤخرة، مقعرة البطن...جسدها هذا الرياضي كثيرا ما كان سببا في إثارة مشاكل لها..وحذرتنا من أن أحد زبائنها و"زَلاَّلْها" الذي تنتظر قدومه بعد حين، سيأتي ويُقبلها أمامهم، ويطلب معرفة هوياتهم، فعليهم أن لا ينزعجوا! إنه أكثر غيرة عليها، ويبدو أنه مسؤول كبير، بمؤسسة شبه عسكرية، كما قدمته..يشهد قصره المتواجد بـ"بير قاسم"، بأن سعاد عاشت أكثر من ليلة، أميرة زمانها، وما تزال تسهر ليلتين إلى ثلاث مع "فارسها"، الذي يملك "فيرْما لِيمون" بالغرب، زاراها أكثر من مرة..يخصص لها مصروفا شهريا، يزيد وينقص حسب مزاج "الفارس"، لكنه لا يقل في الغالب عن 10 آلاف درهم، علاوة على أقساط الدراسة بالمدرسة الخاصة للتدبير الإداري "المانانجمنت"، التي يؤدي شهريا 3 آلاف درهم مقابلا لها، وخمسمائة درهم مقابل الخط الهاتفي الـ"فورفي"، مع خط مفتوح في اتجاه رقمه..وتذكر كيف حقق لها أحد أحلامها حين سافرت برفقته في عطلة، من أسبوع، إلى فرنسا اقتنى لها من عاصمة "المودا" والجمال أجمل الملابس والهدايا!

"سعاد"... المصير!

كانت عقارب الساعة تقترب من السادسة مساء، عندما رفعت رأسي كي أستريح قليلا من إنهاك أشعة الحاسوب الموضوع أمامي رفقة قهوة سوداء في تلك المقهى الكائنة وسط حي أكدال بالرباط..فوقعت عيناي على فتاة في العشرينات من عمرها، بدت حسناء المظهر؛ ماكياج موضوع بعناية، وشعر أسود قاتم مسدول على الأكتاف، ووجه متناسق الأعضاء والقسمات، بينما يداها كانتا مشغولتين، واحدة تحمل سيجارة من ذاك الصنف الغالي، كما يظهر ذلك من خلال العلبة الموضوعة فوق طاولة الفتاة، بينما اليد الثانية تداعب الهاتف المحمول ذي اللون الفضي، الذي يبدو هو الآخر رفيع الثمن..

لم يكن هدفي استفزازها، بل كانت الصُّدفة وحدها هي من لاقت أعيننا في نفس خط التماس، فبدت أكثر مني راغِبة في الحديث، فالمسافة بيننا لم تكن تتعدى أكثر من مترين، وكنت لا أرغب في ذلك، وإن كان من باب تقديم التحية لشخص يريد التحية وما بعدها، على الأقل هذا ما بدا لي في البداية وما سيتأكد بعد حين..

هززت رأسي مرة ثانية، لأن استفزاز جارتي بالمقهى ازداد درجة، بل درجات عدة، عندما رأيتها تتغنج إلي بعينيها اللامعتين الشائكتين، طرحت للتو على شخصي سؤال الوقت الذي يزاحمني، والذي يربطني إلى أجندة مليئة عن آخرها، فرئيسي في العمل وعدته بأن أرسل إليه موادي الصحفية ليلا وأخرى بالغد، وكذلك الأسرة التي تنتظرني في عشاء نادرا ما يتكرر، لذلك فأي دقيقة وقت خارج هذا الثنائي، تعتبر هدرا لاريب..لكني مع ذلك لبّيت طلبها عندما أومأت لي بالانتقال للجلوس على مائدتها..

ردت على تحيتي بمثلها بل وبأجمل منها، عندما تكلفت عناء النهوض لمساعدتي على نقل حاسوبي وحقيبتي وأغراضي الأخرى..

- ما اسمكَ؟

- قُلت لها..

- وأنتِ..."سعاد"! تذكرت "سعاد" صاحبة "الفارس"، فخطر ببالي أن تكون

هذه منهن، ربما! سأستفيد من حيث لن أتعب..

خُضنا مباشرة في لعبة "سين جيم"، وأعجبها كثيرا أنني صحافي، وأقسمت أنها كانت تود منذ صغرها أن تكون صحافية، لكن القدر شاء غير ذلك...27 سنة هو رقم السنوات التي قضاها عمرها لحد تلك الساعة، واسمها غير "سعاد"..إنه اسم ضارب في أعماق البدو، استحلفتني على أنه من بين ما باحَث به تحت يافطة "غير قابل للنشر"! وكذلك التزمت..

"مهنتي بائعة هوى..وأردت فقط أن أدردش معك قليلا لأنك بصراحة أعجبتني..لا تذهب بعيدا...فقط لأنك شاب لطيف..ورأيتك منهمكا في عملك دون مبالاة بالفتيات اللائي يملأن المقهى..".

قاطعتها...تريدين فقط تزجية الوقت بي؟

لا بالعكس..لِم لا تقل يمكن أن نكون أصدقاء، رغم أني أستبعد أن تقبل، لأنك متزوج على ما يبدو...

لِم لا! قلت لها..خاصة بعد كشْف كل شيء منذ البداية... مهنتها ومهنتي، ووضعيتها الاجتماعية ووضعيتي..

"صديقتي" الجديدة قبلت أن تحكي قصتها بل مغامراتها، كما قالت، لأنها تريد أن ترى ذلك مكتوبا على الجرائد، لتحتفظ به كذكرى!

كانت تتابع دراستها بالسنة أولى ثانوي، قبل 10 سنوات، في تلك القرية بنواحي الفقيه بنصالح، عندما تطورت علاقتها بابن خالتها المتواجد بإيطاليا، والذي يكبرها بنحو ست سنوات..تبادلا الأحلام وتمناها أن تكون زوجته بالمهجر، لكن للأسف..لا شيء تحقق غير فقدانها لبكارتها من طرفه في صيف تلك السنة..ولتبدأ حكاياتها مع بعض الأساتذة، الذين كانوا يقايضونها نقط الامتحان بالفراش، وكانت تلبي تلك الرغبات لأولائك "الخبثاء"، وظلت على تلك الحال، إلى السنة الثالثة الثانوية، عندما لم يُجدِ نفعا بيع الجسد من أجل النجاح في البكالوريا، فكان الرسوب، وكان الهروب إلى العاصمة..بعدما أخبرت والديها أن صديقاتها ستساعدنها في العمل هناك..

من يدفع أكثر؟

لم تكن تعرف أحدا بالرباط، في ذاك المساء عندما وصلت إلى المحطة الطرقية، وكل ما كانت تلوي عليه هو بنات أفكار بمخيلتها، إضافة إلى 500 درهم تقريبا هي كل ما تحويه حقيبتها. كانت القبلة هي فندق بوسط العاصمة الرباط، مقابل ثمن رخيص حملها إليه سائق الطاكسي..في أول ليلة لها بالعاصمة، عاشت "أميرة"، كما تقول، ولم تبِتها في الفندق الذي حجزت فيه غرفة، بل في "قصر" الحاج ميلود، "صاحبي الأول" في العاصمة..تحكي "سعاد".. ارتبطتُ به 4 سنوات، وكان متزوجا ويتجاوز الستين، رغم أنه كان يصر علي بأنه خمسيني..كنت أعرف أنه يكذب..كما كنت أعرف أنه يسكن بالرباط رغم أنه كان ينفي لي ذلك أيضا..لكن ما كنت أصدقه فيه هو أن له ثروة، لم أعرف، رغم طول عشرتنا مصدرَها، ورغم أني عرفت أنه حقا رجل أعمال فهاتفه لم يكن يكف عن الرنين، وكان يصدر الأوامر لعماله ومستخدميه ويوجههم وهو معي... كنت أجني منه من 1500 إلى 2500 درهم، وأحيانا إلى 3000 درهم في اليوم...وامتلأت حقيبتي أموالا منذ البداية، وغيّرت الفندق إلى آخر أكثر أمانا واحتراما، قبل أن ينصحني هو بأن أفتح حسابا في البريد، وبعد ذلك فتحت آخر في البنك..كنت أرسل المال إلى والدتي، وكانت تُبلغني عطف ورضا "السيد الوالد"..فقد كانوا في حاجة إلى مال، ولم يكونوا يسألونني عن المصدر، بعدما كنت أخبرتهم بأني أشتغل في محل تجميل، وتجود علي الزبونات بـ"بوربوار" جيد! ثروة هذا الرجل جعلتني أحلم، لم لا! بأن أتزوجه..لكنه رفض بشدة عندما فاتحته بالأمر..ورد علي بأني "صاحبتو..ما يخصني حتى خير"، وبأنه إذا تزوجني فسيرميني بمنزل وراء جذران، ولن أحظى بنفس المعاملة..رغم ذلك كررت طلبي، فكان رده صارما لحد تهديدي، بطريقة غير مباشرة، بالويل والثبور إن أنا فكرت في إثارة المشاكل له، كما ألمحت بذلك!! ولتوي أدركت عاقبتي إن أنا سرت في خطتي كي أفوز به زوجا، فقد كان ذا شأن بعاصمة البلاد، ويكفي أن رجال أمن ودرك عديدين ممن كانوا يصادفوننا في طريق ما، كانوا يحيونه تحية رسمية وينادونه باسمه مرفوقا بـ"الحاج"..

في أثناء علاقتي بـ"الحاج" وذات عشاء في إحدى فيلات حي السويسي، تقول سعاد، تعرفت على "الرايس"، واسمه إدريس..رجل ضخم ذو ملامح بدوية، وكان في تلك الحفلة مصحوبا بفتاتين، كانتا ذواتا ملامح بدوية أيضا، رغم محاولتهما إخفاء ذلك..استغل فرصة ذهاب "الحاج" إلى مشوار "قصير" رفقة رجلين آخرين، لكي يغازلني، واقترح علي اللقاء مرة أخرى، بعدما تمكن من الانفراد بي، ووافقت..فقد بدا الرجل سخيا معي إلى حد إخراج دفتر شيكات من معطفه، للوهلة الأولى، وتوقيع شيك بـ5 آلاف درهم، مقابل "تشريفه" بحضور "اللقاء" المتفق عليه، واقتناء لباس يليق بضيوفه كما قال!

أخذْت الشيك، وانتظرت مكالمة هاتفية منه، لم تأت إلا بعد يومين، ربما كان يريد تشويقي أكثر، وكذلك فعل! اقترح علي شرب قهوة ووافقت بسرعة، خاصة أن اليوم كان يوم السبت، حيث كان ممنوعا علي، ويوم الأحد أيضا، لقاء "الحاج" أو ربط الاتصال به، لأنه كان يتفرغ للعائلة..التقيت إدريس الذي كان يمتطي سيارة سوداء فاخرة، لم أكن من هواة الماركات كي أحفظ اسمها..لكنها تشبه تلك التي يمتطيها كبار المسؤولين..انطلقنا صوب الدار البيضاء، وفي الطريق تحدث إلي كثيرا عن حياته الشخصية والمهنية..واكتشفت أنه نائب برلماني وعضو "كبير" بحزب سياسي، وفلاح "كبير" بمنطقة زعير، غير بعيد عن العاصمة.."واعطا الله الخير"، لكن اكتشفت أيضا أن لديه مشاكل عائلية لم أتبين حقيقتها إلا بعد أول ليلة لنا في الفراش.. تحدث إلي كثيرا وعرض علي أن أقبل بربط علاقة معه..قبِلت مبدئيا لأن العرض كان أغلى، لكني أخبرته أني لن أكون له لوحده إلا بعد أن أنهي علاقتي بـ"الحاج"، الذي بدأت أحس به يتبرم من لقائي في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى أنه أصبح أكثر بخلا معي..وبالكاد أصبحت أحصل أسبوعيا من المال على قدر الذي كنت أحصل عليه يوميا من ذي قبل..فجاء الفراق، وكان اللقاء الثاني مع إدريس..للاحتفال بعلاقتنا...كانت ليلة "فريدة"، على جميع المستويات، وحدنا كنا المدعوين، بمنزل يتوسط "فيرما"للزيتون وتحتضن اسطبلا كبيرة لتربية البقر، وكان رجل وامرأتان يخدماننا...والمفاجأة أن فرقة لـ"الشيخات"، جاءت من الدار البيضاء خصيصا لتحيي هذا الحفل، الذي أراده "صاحْبي" الجديد، أن يكون عرسا...كان الأكل وكانت كل الطيبات مما تشتهي الأنفس، وكان الخمر..و...وأشياء أخرى..حوالي الواحدة صباحا طلب من الجميع الانصراف، وبقينا رأسا لرأس، بل وجسدا إلى جسد..بعدما أصفق الباب وراء المغادرين..فكشف عن علبة ملفوفة بورق يلمع، وطلب مني ارتداء ما بداخله..كان هناك "شوميز دو نوي" أزرق فاتح، وعلبة صغيرة تحتوي على سلسلة عنق من ذهب خالص، وخاتمين أنثويين ذهبيين أيضا..وقارورة عطر..خضنا في حديث الهمس بعدما وجدته على السرير متجردا تماما من لباسه..بدأنا القٌبل..استرسلنا..استمرينا في القُبل.. دائما تلك المصحوبة بآهات مصطنعة..لمست ذكره لعله يقُم، فلم يقُم..طلب مني المحاولة دون توقف ففعلت ما بوسعي..استعملت الدّفال..بل وضعتُه في(..)..لم يقم...فأخبرني بأنه "ما تينوضش"..كانت المفاجأة الكبرى حينما كشف لي بأنه يعاني من ذلك منذ أزيد من ست سنوات، ولا يستبعد أن تكون زوجته التي لم يلد منها، هي من وضعت له "دْيار"، ووعدني، بعدما أقسم لي، إن استطاع إعادة رجولته المفقودة معي، فإنه سيتزوجني! مر على لقائي به أزيد من سنتين، ولا يزال على نفس الحال، ولازلت معه لأنه يغدق علي كثيرا..لا تتصور..أتدري مقابل ماذا..أن ألازمه في لقاءاته وأن أنام معه وقد ضمني على صدره بعدما يكون قد أمطرني سيلا من القُبل..فقط.

رن هاتف سعاد واستأذنت المغادرة، فـ"الرايس" يقف عند باب المقهى، وعدتني باللقاء مرة أخرى، وأخبرتني بأنها هي من ستدفع ثمن مشروبي، رغم إلحاحي، سلمت علي بـ"البيز" واتجهت نحو أدراج سُلم المقهى المؤدي إلى الباب..فتناسلت الأسئلة بداخلي حول هذا الجانب "الراقي" من الدعارة، وحول التكلفة المادية والأجواء الباذخة التي تحيط بنُشطائها..ليالي مخملية، وأموال باهظة تصرف في الليلة الواحدة..وفتيات أصبحن متخصصات في اقتناص أصحاب "اشكارة" وكبار المسؤولين، هذه من أجل قضاء ليلة أو بضع ليال، وأخرى لربط علاقات قد تمتد إلى سنوات..والثالثة لبيع وشراء السعادة..إنها الأوجه المتعددة لأقدم مهنة في التاريخ!