الثلاثاء، فبراير 22، 2011

كيري يُحذر القذافي ويدعو لإسقاطه

حذر السيناتور الأميركي، جون كيري، اليوم الثلاثاء الزعيم الليبي معمر القذافي من "عواقب ملموسة" جراء القمع الذي يمارسه على المتظاهرين في ليبيا، داعيا صانعي القرار الدوليين إلى الضغط للمساهمة في سقوط النظام الليبي.

"المجتمع الدولي في طريقه إلى تضييق الخناق على الزعيم "المترنح" على عرشه"

واعتبر كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، في بيان، أن "الاستخدام المفرط للقوة الذي يبديه القذافي ينبغي أن ينذر بنهاية النظام نفسه".

وأقر السيناتور أن الولايات المتحدة ليس لها في ليبيا نفس النفوذ الذي تملكه في مصر، لكنه أضاف أن هذا لا يعني أنه ليس لواشنطن "أي سبل" أخرى.

وعبر كيري عن أمله بأن يكون نظام القذافي "يشهد ساعاته الأخيرة"، ووضع لائحة من أربعة خيارات يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لتسريع سقوط القذافي.

وتطرق في هذا السياق إلى الجيش الليبي محذرا المنتسبين إليه من احتمال ملاحقتهم بتهم ارتكاب "جرائم حرب". كما طلب من الشركات النفطية الدولية وقف نشاطاتها في ليبيا على الفور حتى انتهاء العنف ضد المدنيين.

ودعا السيناتور الأميركي مجلس الأمن الدولي المنعقد الثلاثاء إلى "إدانة العنف والبحث في عقوبات مؤقتة بما في ذلك حظر على الأسلحة". كما طالب الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي باتخاذ موقف تجاه الأزمة.

وردا على هذا الاقتراح، قال البيت الأبيض إنه يدرس بحث إعادة فرض عقوبات على ليبيا، في وقت ينصب فيه تركيز الولايات المتحدة على وقف إراقة الدماء هناك والعمل مع المجتمع الدولي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحفيين في كليفلاند حيث من المقرر أن يحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤتمرا للأعمال "نحن ندرس اقتراح" كيري.

من جهتها قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الاتحاد الأوروبي سيعلق اتفاق إطار عمل للتجارة كان يتفاوض عليه مع ليبيا.

وأضافت أشتون للصحفيين في القاهرة "أستنكر فقدان الأرواح وأدين كل أعمال العنف وأدعو الجميع لممارسة ضبط النفس". وقالت "سنعلق اتفاق إطار العمل الذي نتفاوض بشأنه".

في سياق ذلك ألقى الزعيم الليبي معمر القذافي كلمة أمام مجموعة من المؤيدين له في العاصمة الليبية طرابلس، مساء اليوم الثلاثاء، مؤكداً "لست رئيساً لأتنحى، إنما أنا قائد للثورة إلى الأبد".

وقال في أول خطاب مطول له بعد اندلاع ثورة شعبية بالبلاد منذ ستة أيام، أنه لن يترك الأراضي الليبية، "وسأموت شهيداً، وسأقاتل حتى آخر قطرة في دمي".

ودعا مؤيديه إلى الخروج في مسيرات مؤيدة له، مساء اليوم والغد، مؤكداً أنه "ليس خائفاً. أنتم تواجهون صخرة صماء تحطمت عليها أساطير أمريكا". ودعاهم للزحف على درنة "التي يحكمها أتباع بن لادن"، متهماً المحتجين "يريدون تحويل ليبيا إلى دولة إسلامية.. أفغانستان جديدة".

وتابع "لم نستخدم القوة بعد، إذا وصلت الأمور إلى حد استخدام القوة سنستخدمها وفق القانون الدولي والقانون الليبي". واستعرض قانون العقوبات الليبي، ذاكراً حكم الإعدام بحق من يرفع السلاح ضد الدولة.

واعتبر أن الاحتجاجات هي "تقليد لما جرى في مصر وتونس"، وأن "القتلى هم من الشرطة والجنود والشبان وليس المحرضين"، الذين قال إنهم مأجورون يتحركون بأجندات خارجية.

ووصف المحتجين بأنهم "عصابات وجرذان ومرتزقة لا يمثلون الشعب الليبي"، وأنهم "شبان مخدرون يهاجمون مقار الشرطة والجيش".

وأعلن انه أعطى أوامره إلى "الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان"، في إشارة إلى المتمردين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية.

كما دعا جميع الليبيين إلى تشكيل "لجان الدفاع عن المكتسبات الثورية" منها النفط والمطارات والموانئ والجسور.

اجتماع طارئ للجامعة العربية

من جهة أخرى، تعقد جامعة الدول العربية، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين، في القاهرة، لمناقشة الأوضاع في ليبيا.

ويأتي هذا الاجتماع الطارئ بعد بثّ صور حرائق تسبب بها الهجوم الذي نفذه سلاح الجو الليبي على المتظاهرين في العاصمة الليبية، مساء أمس الاثنين. وتُسمع في الشريط، الذي نشره موقع "يوتيوب"، أصوات رشقات نارية وقذائف مدفعية، فيما تبدو جلياً حالة الذعر التي تعتري المواطنين.

من جانبه، نفى التلفزيون الرسمي الليبي الثلاثاء المعلومات التي تفيد وقوع "مجازر" ضد المتظاهرين في ليبيا، واصفاً إياها بـ"الأكاذيب والإشاعات". ودعا التلفزيون المواطن الليبي إلى "التصدي" لهذه المعلومات "لأنها تستهدف تدمير معنوياتك واستقرارك وخيراتك التي يحسدونك عليها".

وتحدث سكان في طرابلس عن وقوع "مجزرة" في اثنين من أحياء العاصمة، بعدما أفاد التلفزيون الليبي بعملية أمنية أدت إلى "سقوط عدة ضحايا بسبب مداهمة أوكار الجهات التخريبية" في ليبيا التي تشهد عملية قمع دامية للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.

العربية نت.الجزيرة نت.وكالات

الأحد، فبراير 20، 2011

ثروة خيالية كان بنعلي يخبئها في قصره..تابعوا

نادرا ما تحدث.."شهيد" في الثورة المصرية مبتسما!

نشر الناشط المصري وائل غنيم على صفحة "كلنا خالد سعيد"، التي يديرها على موقع "فيس بوك" الشهير للتواصل الاجتماعي، صورة لأحد الثوار المصريين مجهول الهوية استشهد بميدان التحرير خلال ثورة "25 يناير".

وقد نشر وائل غنيم، صاحب الصفحة الاجتماعية التي حركت ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، الصورة في صفحته الإليكترونية ليساهم مع "مستشفى الهلال"، الذي يرقد فيه جثمان الشاب منذ أيام في القاهرة، من أجل البحث عمن يتعرف على هوية صاحبها، وتحتها كتب يقول: "آسف على الصورة، بس أرجو من الناس المساعدة.. شهيد لا نعرف له بيانات و تنوي إدارة مستشفى الهلال دفنه، نرجو ممن يشاهد هذا الخبر سرعة نشره على كل صفحات "الفيسبوك"، للاستدلال عليه والتعرف على هويته وأهله".

وما إن نشرت الصورة التي لم يتم التعرف على هوية صاحبها حتى الآن، حتى أثارت عواطف معظم أعضاء الصفحة، فكتبوا معبرين عن مشاعرهم متأثرين بابتسامة "الشهيد"، إلى درجة أن بعضهم اقترح أن يتم دفنه في ميدان التحرير ليكون "قبر الشهيد المجهول" نواة لنصب تذكاري اقترحوا إقامته في الميدان لمن قتلوا في "ثورة شباب 25 يناير".

ويبدو أن الشاب تعرض لإصابات بالغة قضت عليه أثناء مشاركته في إحدى المظاهرات، فقضى وهو يضحك وانتهى المشهد على ابتسامة نادرة لفتت انتباه عشرات الآلاف في صفحة "كلنا خالد سعيد".

عن موقع "كل الوطن"

السبت، فبراير 19، 2011

هل حان موسم عودة اليهود إلى وطنهم الأصلي المغرب؟

تذهب بعض التقديرات إلى أن خُمس المهاجرين المغاربة هم من الديانة اليهودية، الذين يأتون إلى المغرب في رحلات سياحية لزيارة أضرحة أولياء اليهود، ومنهم من يفضل البقاء بالمغرب، بلده الأصلي، في حين يرجع آخرون من حيث أتوا، وخاصة من إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، في انتظار العودة مرة أخرى قد تكون نهائية لأنهم يحبون هذا الوطن، ويقدمون الولاء لملكه حتى وإن كانوا يحملون جنسيات دول الاستقبال، إلا أن هذا الوطن لا يبادلهم الحب نفسه، رغم أنهم مستعدون لتقديم إمكاناتهم المادية والعلمية من أجل تنميته

مغاربة إسرائيل يُقَدمون فُروض الطاعة والولاء للملك

لم يتمالك جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بمراكش، نفسَه وهو يقدم ولاء الطائفة اليهودية لعرش الملك محمد السادس، قبل سنتين على الأقل، بمناسبة احتفالات المغاربة بهذه الذكرى، بعدما ترافقت كلماته المتحشرجة بنبرات الألم الممزوج بالحنين إلى الوطن الأصل، المغرب، الذي ترنو إليه نفوس مليون مغربي يهودي مهاجر، ينتظرون فقط "قرارا سياسيا" للعودة، مما قد يساهم في تنمية هذا البلد الذي ما أحوجه إلى كل طيوره المغردة في بلاد المهجر، خاصة عندما يتعلق الأمر بفئة مهاجرة متكونة من أطر ورجال أعمال، يحظون بمكانة خاصة ببلاد الاستقبال.

المواطن المغربي كادوش لم يُخف، في ذات المناسبة، تأثره الشديد بالعودة المتواترة للعديد من المغاربة اليهود إلى المغرب، على الأقل في المدينة الحمراء، التي يمثل الطائفة اليهودية بها، مما مكنه ذلك من رصد تلك العودة عن كثب إلى المدينة، حيث فرص الاستثمار والعيش الهادئ متوافرة بشكل يغري حتى غير المغاربة، بالأحرى بالنسبة إلى مواطنين يهود مازالوا يفتخرون بانتسابهم لهذا الوطن الذي احتضنهم منذ ما يربو عن ثلاثة آلاف سنة. إنها رغبة للعودة لا يقابلها، للأسف، كما يعبر عن ذلك مصدر يهودي، إلا غياب تام لدى المسؤولين المغاربة لأي اعتبار لمليون يهودي مغربي مهاجر، ينتظرون فقط "إشارة" واضحة من لدن أصحاب القرار، في الوقت الذي دشن فيه العديد من هؤلاء اليهود المغاربة عودتهم إلى وطنهم الأصلي، تارة من باب السياحة، وتارة أخرى عن طريق شراء منازل قديمة، تكون في الغالب بمدن عُرفت قديما بإيوائها لليهود، واتخاذها مسكنا دائما لهم.

استعداد..هجرة عكسية

تكشف مصادر مطلعة عن أن عشرات الآلاف من اليهود القادمين من دول مختلفة كأمريكا وأوروبا وكندا وإسرائيل، يزورون المغرب سنويا، غالبيتهم من أصول مغربية، يأتون لزيارة المقابر والبِيع اليهودية المنتشرة في مدن مغربية عدة، ولذلك فقد ارتأت الطائفة اليهودية بعاصمة النخيل إنشاء مركز يهودي بالمدينة، سيكون الأول من نوعه بالمغرب، وسيهتم بالتعريف بالتراث اليهودي بهذا البلد، وتقديم المساعدة والتوجيه لليهود الذين ينوون الإقامة الدائمة به.

هذا الاهتمام الذي يبديه اليهود المغاربة الذين ما يزالون يقيمون إلى جانب إخوانهم المسلمين، لم يأت من فراغ، تقول المصادر، ولكن "إشارات قوية" مصدرها من السلطات العليا بالبلاد، قد تكون من وراء تزايد هذا "النشاط" اليهودي، من أجل الاستعداد لاستقبال المزيد من ذوي الأصول المغربية من اليهود. وفي هذا السياق تُحيل المصادر على آخر تلك الإشارات التي وردت على لسان الملك محمد السادس، في رسالته الموجهة إلى المشاركين في معرض المغرب المنظم من طرف المتحف اليهودي بلندن، والتي تلاها المستشار الملك، أندري أزولاي، قبل أسابيع وتحديدا في منتصف نونبر من السنة الماضية، حين أشار الملك إلى أن ما وصفها "غريزة المحافظة على روح الوحدة والوئام، ظلت تؤكد دائما استعداد ورغبة كل المسلمين واليهود معا، لتجسيد حس وطني راسخ، بلغت أصداؤه، اليوم كما بالأمس كل القارات"، مضيفا أنه "في أوروبا والأميركيتين، كما في الشرق الأوسط، ووصولا إلى أفريقيا وآسيا، مَن مِنا لم تتح له الفرصة، ولو مرة واحدة في حياته، للقاء والاستماع، وتقاسم إحساس وسعادة واعتزاز كل هؤلاء الذين ما فتئوا جيلا بعد جيل، وهم كثيرون، يحافظون وينقلون تراثهم وتقاليدهم، وتعلقهم المتين بالمغرب، عرشا ووطنا"، في إشارة إلى اليهود المغاربة المنتشرين في بقاع المعمور.

وبالنسبة للملك محمد السادس فإن ما يصرح به "ليس موجها للاستهلاك، أو من باب الخطابة، وإنما هو نابع من المعيش اليومي لمئات الآلاف من مواطنينا، الذين قاوموا النسيان، بإرادة قوية وقناعة راسخة"، قبل أن يؤكد الملك أن مبادرة معرض لندن لن تكون الأخيرة للاحتفاء باليهود المغاربة، بل "في غضون أسابيع قليلة من الآن، ستقام تظاهرات مماثلة وتلقائية، في كل من نيويورك وباريس وجنيف، تحكي كلها عن حيوية واستمرارية وقوة مجتمعنا المتعدد الروافد، الراسخ الهوية، المتين البنيان، الذي لا تنال منه عوادي الزمان، واختلاف المكان".

مغاربة إسرائيل والولاء للملك

تشير المعطيات المتوفرة إلى أن اليهود المغاربة المتواجدين بالدولة الإسرائيلية حاليا يعتبرون ثاني أكبر جالية في إسرائيل، ويصل عددهم نحو مليون شخص، ويأتون مباشرة بعد الجالية اليهودية الروسية التي تمثل أول جالية يهودية بالدولة العبرية. وما يميز الجالية اليهودية بهذه الدولة هو أن أفرادها ما يزالون يقدمون "فروض الولاء والطاعة" لملك المغرب، في مختلف المناسبات الوطنية والدينية أيضا، التي يحتفل بها المغاربة. كما تتميز الجالية المغربية بإسرائيل، وهذا ما يثير إعجاب باقي الإسرائيليين من الأصول الأخرى المختلفة، بتماسكها وتكتلها وحفاظها على مختلف التقاليد والعادات التي يحتفظ بها اليهود الذين لم يبرحوا المغرب، على قِلتهم، وهو ما يُعزيه المتتبعون إلى أن قنوات الاتصال بالمغرب ظلت مفتوحة عبر التاريخ، حيث يقوم الآلاف من الإسرائيليين من أصول مغربية، ومنهم مسؤولون بارزون بالدولة اليهودية، بزيارة المغرب سنويا، بل إن الأمر يعتبر أكثر من مجرد زيارات سياحة أو زيارات عائلية، عندما لا يخفي الآلاف من الإسرائيليين إحساسهم وحبهم للمغرب، إلى درجة أنهم يعتبرون ملك المغرب ملكا عليهم هم أيضا، ويحترمونه تماما كما يحترمه باقي المغاربة، ويضعون صورته في بيوتهم وأماكن عملهم ومحلاتهم التجارية. ولا يتردد اليهود من أصول مغربية في تقديم طلبات إلى السلطات الإسرائيلية لتسمية ساحات عمومية وشوارع بأسماء ملوك مغاربة، تماما كما حدث مع الراحل الحسن الثاني، حيث تكشف مصادر أنه مباشرة بعد وفاة الملك الحسن الثاني، تلقت السلطات المحلية الإسرائيلية طلبات عدة لتسمية ساحات وشوارع باسم الملك الراحل، فكانت أن تمت الاستجابة للبعض منها، وأعطيت الإشارة لإطلاق اسم الحسن الثاني على ست ساحات عمومية، وهو ما حصل فعلا.

وإذا كان رئيس الطائفة اليهودية بمراكش انبرى إلى الظفر ببقعة أرضية أمدته بها السلطات المحلية -دون مشاكل وفي وقت قياسي- من أجل بناء مركز كبير يعتبر الأكبر من نوعه، من أجل مساعدة وتوجيه اليهود الراغبين في زيارة المغرب، سواء من أجل السياحة أو الاستقرار بصفة دائمة، وكذا لترميم والعناية بزُهاء 14 مقبرة يهودية تاريخية، فإنه في الآونة الأخيرة ارتفعت أصوات الطائفة اليهودية الداعية إلى الاعتراف بهم كمُكون أساسي داخل بنيان الأمة المغربية، وإلى"عدم طمس" دورهم التاريخي في الدولة المغربية منذ قرون طويلة، بل و"بتنقيح المقررات الدراسية التي تتجاهل هذا الدور"، كما يرى ذلك شمعون ليفي الكاتب العام للطائفة اليهودية بالدار البيضاء وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريحات منسوبة إليه، داعيا إلى "مواجهة الأفكار العدائية والإقصائية" ضد اليهود المغاربة من خلال تربية النشء المغربي، وإعداد مراجع دراسية ومقررات لتلاميذ الطور الابتدائي والإعدادي والثانوي تكون منقحة.

إلا أن هذا "التوجس" الذي أبداه هذا المغربي اليهودي لا يعكس بأي حال من الأحوال "تخوفا" يمكن أن يؤثر على رغبة العديد من اليهود في الاستقرار بالمغرب، حيث يعود المسؤول اليهودي نفسه ليؤكد في نفس التصريحات، بأنه على الرغم من الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، "فلا زالت الأقلية اليهودية المغربية بجميع تنظيماتها التقليدية المكونة من آلاف اليهود، متشبثة بمغربيتها، متمسكة ببلدها المغرب، الذي يعتبر البلد العربي الوحيد الذي تتعايش فوق أرضه طائفتان، يشكل تكاملهما محركا للتقدم، وانسجامهما دعامة لتلميع صورة المملكة التي حفظت، منذ قرون، للأقلية اليهودية حقوقها وحرياتها ومقدساتها".

العودة من أجل التنمية

هذا الإعجاب "المنقطع النظير"، تصف مصادرنا، بات يسود كل ممثلي اليهود من أصول مغربية، سواء في إسرائيل أو في "الشتات"، وهو ما يجعل عودة اليهود إلى المغرب، تكتسي طابع الرغبة في المساهمة في بناء الوطن وتنميته، أكثر منها فقط مجرد القيام بزيارة لمحطة سياحية تغري الزائرين من كل حدب وصوب. هذه الرغبة عبر عنها شمعون ليفي صراحة في إحدى تصريحاته الصحفية، عندما كان بصدد توجيه نوع من "العتاب" إلى المسؤولين المغاربة الذين "يتحاشون" الحديث عن الجالية اليهودية المقيمة بالخارج، التي تزور المغرب سنويا بالآلاف، حيث بالنظر إلى أن المغرب ذي التعداد السكاني الذي يتجاوز الـ35 مليون نسمة، يوجد منهم 5 ملايين بالمهجر، ومن هؤلاء مليون مهاجر مغربي، حسب ليفي، الذي أشار إلى أن المسؤولين المغاربة في الوقت الذي لا يدعون فيه فرصة تمر دون التنويه بالمغاربة المسلمين المهاجرين، فإنهم لا يكلفون أنفسهم عناء فعل ذلك مع المهاجرين اليهود، الذين يزورون بلدهم المغرب، ثم يعودون من حيث أتوا.

المسؤول المغربي اليهودي لا يكتفي بتنبيه السلطات المغربية إلى "غياب الاهتمام" اللازم إزاء شريحة مهمة من الجالية المغربية بالخارج، أي اليهودية، بل إنه يدعو إلى ضرورة اتخاذ "قرار حاسم"، من خلال البحث عن اليهود المغاربة و"خلق الظروف" المواتية لتسهيل عودتهم، وخاصة بالنسبة لأولائك أصحاب رؤوس الأموال وذوي الكفاءات العالية، وتوفير أجواء الاستثمار الملائمة لاستقطاب إمكانياتهم، لكن المشكل هو أن كل هذه الإمكانيات والتحفيزات، يضيف ليفي، توجه فقط إلى المهاجرين المسلمين، مع العلم أن اليهود من أصول مغربية، ينتظرون فقط الفرصة لكي يُلبوا الدعوة، بحسب المسؤول المغربي اليهودي.

الأرضية إذن موجودة؛ وطن شاسع يتسع للجميع، وجو ديمقراطي غير موجود في دول المنطقة، ورؤوس اموال وكفاءات مهاجرة تريد فقط الإشارة أو القرار السياسي الذي طال انتظاره، تقول المصادر؛ التي أشارت إلى أن مناسبة الأعياد الدينية اليهودية وغيرها من المناسبات وخاصة منها زيارة أضرحة رجال الدين اليهود المعروفين تاريخيا بالمغرب، تعتبر دليلا على "الرغبة الأكيدة" لهؤلاء في العودة والمساهمة في بناء المغرب كدولة يتمتع فيها اليهود بنفس الحقوق والواجبات. ويشهد التاريخ بأنهم انخرطوا مبكرا في بناء الدولة المغربية المستقلة، حيث مارسوا حقهم في التصويت كأحد الحقوق السياسية التي يمنحها لهم دستور المملكة، وتقلد طلبتهم اليهود الذين درسوا في الجامعات المغربية مناصب إدارية ووزارية هامة، بقي فقط على المغرب أن يعمل على حماية هذه المكتسبات، من جهة بِعدم تحديد هوية البلد بناء على اعتبارات دينية وثقافية، كإضفاء صفة البلد "الإسلامي أو العربي" على الدستور، ومن جهة أخرى بالتسريع بإجراء الاتصالات بمختلف ممثلي اليهود بالعالم، وطرح إمكانية العودة لديهم.

عودة اليهود..أي قرار؟

مصادر من صفوف اليهود المغاربة ومتتبعون يرون أن على المغرب تجاوز تلك النظرة الضيقة التي يغلب عليها طابع "المراهنة الظرفية" على ورقة اليهود المغاربة، بحيث يتعامل معها بحسب الظروف الإقليمية والعربية، وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. والكل يتذكر "الإقصاء" غير المبرر الذي سلكه الحسن الثاني إزاء هذه الشريحة من المغاربة، عندما نهج سياسة "اللامبالاة" نحو الآلاف من المغاربة اليهود، أثناء احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش، مباشرة بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967، إلى أن أدرك "عدم صواب" قراره الإقصائي ذاك، واستأنف دعوة ممثلي الطائفة اليهودية إلى مختلف احتفالات الشعب المغربي، في منتصف سبعينيات القرن الماضي. على المغرب الرسمي أولا، وثانيا الشعبي والمدني، تقول المصادر، أن "يدرك" جيدا أهمية وأبعاد الدور التاريخي الذي لعبه اليهود كمواطنين مغاربة كاملي المواطنة، وتكمن بالخصوص هذه الأهمية، في هذه المرحلة الراهنة الحساسة من تاريخ المغرب، الذي تترصده فيه تحديات إقليمية تستهدف وحدته الترابية وسيادته، وتجلت في "أبشع" صورها، لمَّا تكالبت عليه قوى إقليمية في الأيام القليلة الماضية، وما تزال، تعاكس وحدته الترابية عبر إثارة المزيد من القلاقل في أقاليمه الجنوبية الصحراوية، وتغيير الحقائق، مستغلة بذلك الآلة الإعلامية، في أخبث صورها، ولا أدل على ذلك من استعمال صور أطفال فلسطين ضحايا قمع الآلة الصهيونية، كأبناء أسر صحراوية والزعم بأن السلطات المغربية تعتدي على الأطفال. إن الظرفية تقتضي بحق دعم المغرب ومساندته من طرف كل أبنائه، وفي مقدمتهم اليهود المغاربة، أي تلك الأقلية الدينية التي عاشت لقرون ولازالت تعيش إلى جانب أغلبية مسلمة، متمتعة بجميع حقوقها وحرياتها الأساسية بالمغرب، وعلى رأسها، بطبيعة الحال حرية العقيدة التي تظل "السر الجوهري والأساسي" وراء تعلق اليهود بهذا الوطن.

ويصر مصدر يهودي على القول بضرورة حاجة كل من المغرب واليهود إلى بعضهم البعض؛ فاليهود بحاجة إلى مغربهم، والمغرب في حاجة إلى كل مواطنيه بمن فيهم اليهود، لمواصلة مسيرة التنمية في إطار برنامج تعليمي يضع نصب أعينه جميع مكونات التركيبة الثقافية المغربية. وليس ذلك على المغرب بعزيز بالنظر إلى أنه بلغ "حدا من النضج في مشروعه المجتمعي"، يقول المستشار الملكي أندري أزولاي في إحدى تصريحاته، لدرجة صار معها من الممكن حاليا إجراء نقاش إيجابي، غير صدامي، حول المساهمة اليهودية فيه، وأنه يجب "التحرك" كي يسترد مغاربة الغد تاريخهم الحقيقي.

تشير تقديرات بعض المهنيين في المجال السياحي إلى أن توافد اليهود المغاربة، في السنوات الأخيرة، على المغرب بات ملحوظا ولا يمكن إخفاؤه، حتى ولو اضطرت السلطات الرسمية إلى ذلك بالنظر إلى "الإكراهات" الإقليمية ومسار السلام الذي تدور جولاته بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي السنتين الأخيرتين فقط، قدرت بعض الإحصائيات عدد الوافدين من اليهود المغاربة إلى بلدهم الأصلين من كل من إسرائيل وفرنسا والأمريكيتين، بأكثر من 200 ألف يهودي سنويا، حجوا إلى وطنهم الأصلي من أجل إقامة احتفالاتهم الدينية في المعابد والأضرحة اليهودية المنتشرة في مدن المملكة.

وتلعب الفدرالية المغربية ليهود العالم دورا هاما في محاولة إعادة الاعتبار لليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل، على الخصوص، من خلال ترتيب بعض اللقاءات والندوات لشخصيات إسرائيلية في المغرب، كان آخرها تريب زيارة الوزيرة الإسرائيلية السابقة ورئيسة حزب "كاديما" المعارض، تسيبي ليفني، لطنجة في السنة الماضية. وقبلها في سنة 2009، كشفت وثيقة مؤرخة نشرت مؤخرا على موقع "ويكيليكس" الشهير عن أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في اجتماعات عقدت في الرباط، بمناسبة المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، مثّلت فرصة لإعادة إحياء التواصل بين كل من المغرب وإسرائيل. وتحدثت البرقية الدبلوماسية التي وجهها مسؤولو السفارة الأمريكية بالرباط، إلى رؤسائهم في الخارجية الأمريكية، عن تعمّد أحد ممثلي وزارة الخارجية المغربية اصطحاب مسؤولة الوفد الإسرائيلي لتناول الغذاء، وتقديمها بنفسه إلى السفيرين الروسي والفرنسي، ليُظهر المسؤول أمامهما "مدى ترحيب المغرب بالحضور الإسرائيلي".

التحركات الرسمية من الجانبين ليست إلا الصورة السطحية لحركة "تنقل" متواصلة ما بين المغرب وإسرائيل ليهود مغاربة، هاجسهم تجاوز حضور احتفالات "الهيلولة" ومواسم أولياء اليهود المنتشرة أضرحتهم في هذه المدينة المغربية أو تلك، بل إن المسألة باتت تتعلق باقتناء أراض فلاحية وعقارات لتشييد منازل والاستثمار فيها، خاصة في مدن عرفت تاريخيا باستقطابها لليهود، كتطوان والجديدة والصويرة وآسفي وتارودانت وغيرها، التي ما تزال بناياتها القديمة تشهد على التواجد اليهودي بها، وما أحياء "الملاّح" وبعض المدارس العتيقة والمقابر إلا نماذج حية على تجدر هذه الطائفة اليهودية بوطنها المغرب. وفي مدينة كالصويرة، التي ينظم فيها مستشار الملك، أندري أزولاي، واحدا من أبرز المهرجانات العالمية، أصبح من غير اللافت لدى سكان المدينة انتشار "ملكيات" خاصة هنا وهناك ليهود فضلوا الاستقرار والاستثمار في "موغادور"، وهو ما جعل السلطات، حسب مصادر جمعوية بالمدينة تلجأ في السنوات الأخيرة إلى إعادة رسم خارطة جديدة لساكنة المدينة، تتماشى والإقبال المتزايد لليهود على اختيار هذه المدينة للاستقرار الدائم بها، حيث اضطرت السلطات إلى إعادة إسكان أزيد من 400 أسرة يهودية بحي الملاح، في مقابل نقل أزيد من 500 أسرة مسلمة إلى مساكن جاهزة، مقابل أثمنة تفضيلية لا تتعدى 30 ألف درهم في إطار مشاريع الحكومة المتعلقة بمدن بدون صفيح. وتهدف خطة السلطات إلى بناء مساكن لليهود على الطراز الأندلسي لإحياء هذا التراث بمدينة الصويرة التي كانت في خمسينيات القرن الماضي، تأوي لوحدها أزيد من 17 ألف يهودي، في ذات الوقت تسعى سلطات المدينة إلى تأهيل البنية التحتية لاستقبال المزيد من الوافدين الجدد/القدماء على البلاد، وعلى الصويرة تحديدا.

++++++++++++++++++++

اليهود المغاربة يشكلون سدس اليهود الموجودين بالعالم

في ظل غياب إحصائيات رسمية جديدة تحدد العدد الإجمالي لليهود المتواجدين بين ظهرانينا، سواء بشكل دائم أو مؤقت، تشير بعض المعطيات إلى أن عدد اليهود المغاربة الدائمي الإقامة بالمغرب لا يتعدى بضعة آلاف، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن العدد في تقدم مستمر بسبب التزايد المتلاحق لهجرة اليهود من أصول مغربية، من مختلف بلدان العالم صوب المغرب.

وبحسب أرقام غير مؤكدة فإن هناك حوالي 700 ألف يهودي في العالم يحمل الجنسية المغربية معظمهم من كبار السن، وحوالي مليونين من يهود العالم هم من أصول مغربية،أي أن سدس يهود العالم الذين يصل عددهم إلى 12 مليون هم ذوو أصول مغربية.

ويتركز معظم اليهود المغاربة، خصوصا، في مدن فاس والدار البيضاء والجديدة والصويرة وتطوان وتارودانت. ويشتغلون في غالبيتهم بالأعمال الحرة والتجارة، وخاصة في قطاعات اقتصادية ذات أهمية خاصة كالذهب وقطاع السيارات والقطاع السياحي.

ويختلف موقف المؤرخين حول أصول اليهود المغاربة ما بين كونهم من بني إسرائيل (أي أبناء سيدنا يعقوب)، وبين كونهم هم أمازيغ مغاربة تحولوا عبر التاريخ إلى اليهودية، وه ما يعرف في الأوساط الإسرائيلية بـ"يوداي نكوشكوش"، أي يهود الكسكس، نسبة إلى أنهم يحملون عددا كبيرا من العادات المغربية كباقي أهل البلاد من المسلمين.

وتاريخيا انخرط اليهود المغاربة في كافة مجالات الحياة العامة، ولم تكون هناك فوارق بينهم وبين المغاربة المسلمين، حيث ظهر في الساحة الفنية العديد من الفنانين اليهود، خصوصا في النصف الأول من القرن الماضي، كملك الأغنية الشعبية آنذاك، حايم بوطبول، والفنان الكوميدي الحالي الشهير، جاد المالح، الذي حصل مؤخرا على جائزة الشخصية الأكثر شعبية في فرنسا. كما أن مهرجان كناوة الذي ينظم في مدينة الصويرة يمول من طرف رجل الأعمال اليهودي ومستشار الملك الاقتصادي أندري أزولاي.

وبحكم مكانتهم الاجتماعية المتميزة داخل المجتمع المغربي، فقد تقلد اليهود عدة مراكز حساسة، كوزارة الخارجية ما بين 1956 إلى 1960، ووزارة التعليم ما بين 1956 و1963، ومنصب رئيس الديوان الملكي ما بين 1965 حتى 1985، ومنصب مستشار ملكي سامي ما بين 1963 حتى اليوم، ووظيفة أستاذ للملك الحسن الثاني حيث درسه أحد اليهود لفترة ثلاث سنوات، ومنصب ممثل المغرب في الأمم المتحدة الذي تقلده أحد المغاربة اليهود ما بين 1957 حتى1967.

الجمعة، فبراير 18، 2011

الغرب يعتبر مظاهرات ليبيا بداية غروب نظام القذافي

أنباء عن تدخل قوات إفريقية وقتل العشرات من المتظاهرين

تساءلت صحيفة "تايمز" البريطانية عما إذا كانت المظاهرات التي تشهدها ليبيا بداية لتكرار ما جرى في كل من مصر وتونس، وستؤدي إلى رحيل النظام الليبي، أم لا.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها تحت عنوان "أهو الغروب في طرابلس؟"، إن أمام الإصلاحيين صراعا خطيرا، غير أن المطالبة بالتغيير في ليبيا توضح الكثير من سياسة الغرب الخارجية، وكذلك حالة النظام في طرابلس.

وتشير "تايمز" إلى أن العقيد معمر القذافي يعد في الغرب شخصية زئبقية، غير أن صفته المتميزة في التصلب كانت دعامة له في التمسك بتلابيب السلطة منذ حكمه للبلاد عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1969.

فالأجهزة الأمنية الداخلية تتمتع بسلطات واسعة، والمنتقدون للنظام مغيبون عن الساحة، وهناك تقارير تفيد بأن السلطات قتلت نحو 1200 معتقل في سجن أبو سليم عام 1996.

وقالت الصحيفة إن الأيديولوجية المثيرة للضحك هي التي تنادي بالديمقراطية، ولكنها توفر على أرض الواقع غطاء للدكتاتورية.

وتمضي "تايمز" قائلة إن ممارسة الوحشية في الداخل جرت بالتوازي مع دعم "الإرهاب" في الخارج، مذكَرة بتفجير حانة في برلين عام 1986، وطائرة لوكربي عام 1988.

غير أن العزل الدولي لطرابلس، إلى جانب الهجوم العسكري الأميركي عليها في ثمانينيات القرن الماضي، وتطبيق عقوبات دولية، وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، كل ذلك ساهم في دفع القذافي إلى التقارب مع الغرب.

وتختم الصحيفة بأن ليبيا ما زالت، رغم الانفتاح على الغرب، دولة بوليسية، وأنه تمكن حماية مصالح الغرب في نهاية المطاف بالوقوف إلى جانب الديمقراطية.

في سياق ذلك أفادت منظمات حقوقية وشهود عيان وصحفيون بوقوع عشرات القتلى والجرحى في صدامات مستمرة، منذ الأربعاء الماضي، بين المتظاهرين وعناصر الأمن في عدد من مدن ليبيا، وسقط أغلب الضحايا في مدينتيْ بنغازي والبيضاء، في وقت بث فيه التلفزيون الليبي أمس الخميس صورا للزعيم معمر القذافي وهو يتجول وسط حشود في العاصمة طرابلس.

وتحدثت تقارير متواترة عن 14 قتيلا على الأقل في بنغازي الواقعة على بعد ألف كيلومتر من طرابلس، وأفادت بحرق مقار أمنية، بينها -حسب الصحفي عاصم أمبيق- كتيبة الفضيل بوعمر.

وشيعت اليوم الجمعة جنازة عشرة أشخاص على الأقل في بنغازي التي سجلت أيضا هروب سجناء من سجن شبّ فيه حريق حسب أحد الصحفيين، واعتصام آلاف أمام إحدى محاكم المدينة.

كما ترددت أنباء عن حرق المثابة الأم في المدينة وحرق مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر.

وتطورت احتجاجاتٌ ضد الفساد وسوء أحوال المعيشة، دعا إليها ناشطون على مواقع اجتماعية، إلى مواجهات دامية بدأت في بنغازي وانتقلت إلى مدن البيضاء وأجدابيا ودرنة، حيث أحرقت مقار أمنية وأخرى تابعة لأجهزة مؤيدة للنظام مثل اللجان الثورية، فيما تحدثت أنباء عن امتدادها إلى مدن أخرى كالكفرة والزنتان.

وفي البيضاء القريبة من بنغازي تحدثت منظمات حقوقية ومواقع معارضة عن 14 قتيلا على الأقل، فيما تحدث مصادر أخرى لـ"الجزيرة نت"، عن 35 قتيلا.

وسقط الضحايا الجدد في البيضاء أمس عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطا برصاص الأمن الأربعاء، بعد حرق مقار حكومية وأمنية.

وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن البيضاء "باتت في يد الشعب"، حيث سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.

وتواترت أنباء عن إرسال كتائب أمنية تضم عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلى بنغازي وأجدابيا والبيضاء لإخماد الاحتجاجات، فأطلقت، حسب ما روت مصادر للجزيرة نت، النار عشوائيا على المتظاهرين في البيضاء فأصابت مئات.

ووفق مصادر ليبية، رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار، بل وساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين.

ورُددت في الاحتجاجات هتافات ضد القذافي، وأحرقت، إضافة إلى المقار الأمنية ومقار اللجان الثورية، نُصُب تمثل الكتاب الأخضر الذي تعتبره القيادة الليبية الدليل الأيديولوجي للبلاد.

وحدد الخطيب عبد الله الورفللي متحدثا إلى الجزيرة، اليوم من بنغازي، بعض مطالب المحتجين وهي سحب "البلطجية" والقوات الأمنية والقوات الأمنية الأفريقية، وعزل المتسببين في أعمال القتل والسماح بالتظاهر السلمي وبوصول وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى المتظاهرين.

وحجبت السلطات موقع "الجزيرة نت" في كل أنحاء الجماهيرية، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك.

وحذرت اللجان الثورية، وهي إحدى أعمدة النظام الليبي، اليوم "المغامرين" من رد قاس، وقالت إن "سلطة الشعب" والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها.

وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي صورا للقذافي وهو يتجول وسط حشود في طرابلس، فيما بدا محاولة للتأكيد على أن الشعب ملتف من حوله، في وقت قالت فيه صحيفة مقربة منه إن ابنا له زار القوى الأمنية في الشرق، حيث وقعت أغلب الاحتجاجات، لعرض خطة تنمية.

وقالت الولايات المتحدة إن على سلطات ليبيا الاستجابة إلى مطالب المحتجين بالإصلاح السياسي، وحثتها فرنسا على وقف الاستخدام المفرط للقوة، فيما دعتها "هيومن رايتس ووتش" إلى إنهاء استهداف المتظاهرين، وفتح تحقيق مستقل في أعمال القتل.

وتجد ليبيا نفسها بين بؤرتي ثورة، حيث حملت ثورة شعبية في تونس الرئيس زين العابدين بن علي على الهرب، واضطرت مظاهرات مليونية في مصر الرئيس حسني مبارك إلى التنحي عن الحكم.

الجزيرة نت.وكالات