الجمعة، فبراير 11، 2011

أخيرا تنحى فرعون عن كرسي الرئاسة

ثورة شعبية تطيح بمبارك بعد أزيد من 30 سنة من الحكم


قال نائب رئيس الجمهورية المصري عمر سليمان إن الرئيس المصري حسني مبارك قرر التنحي عن منصبه.

وأضاف سليمان أن مبارك كلف المجلس العسكري الأعلى تولي شؤون الحكم في البلاد.

وقد علت الهتافات وصيحات الفرح بين مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في معظم المدن المصرية، وعلى الأخص العاصمة القاهرة.

يواصل مئات الآلاف من المتظاهرين المصريين الاحتشاد في الشوارع المؤدية إلى مركز العاصمة المصرية القاهرة احتجاجا وغضبا على إصرار الرئيس حسني مبارك التشبث بالسلطة، على الرغم من تفويضه نائبه عمر سليمان صلاحياته بموجب الدستور.

وإلى جانب الحشود الضخمة الموجودة في ميدان التحرير ومحيطه، تجمع عدة آلاف في نطاق مبنى التلفزيون، والقصر الرئاسي الذي تحميه وحدات من مدرعات ودبابات الجيش.

وقال مراسلنا من القاهرة خالد عز العرب أن اشتباكات وقعت بين متظاهرين ورجال الأمن في مدينة ديروط في محافظة أسيوط، وأن هناك أنباء عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.

كما تحدثت أنباء عن سقوط عشرة قتلى وإصابة أكثر من 30 جريح في اشتباكات مسلحة بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام أحد أقسام شرطة بمدينة العريش في سيناء.

وقال مصدر حكومي بارز لـ "بي بي سي" إن الرئيس المصري وأسرته قد غادروا القاهرة إلى منتجع شرم الشيخ بشبه جزيرة سيناء على البحر الأحمر.

كما انطلقت تظاهرات أخرى عقب صلاة الجمعة من عشرات المساجد في محافظات الإسكندرية والدقهلية وأسيوط والسويس وبورسعيد والغربية والبحيرة، فيما أطلق عليه المتظاهرون جمعة التحدي.

بيان الجيش

وكان البيان الثاني للمجلس العسكري الأعلى في مصر قد أكد أن الجيش سيضمن "إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل في الطعون الانتخابية، وما يلي بشأنها من إجراءات، وإجراء التعديلات التشريعية اللازمة، وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، في ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية".

وأضاف البيان أن القوات المسلحة "تلتزم برعاية مطالب الشعب المشروعة، والسعي لتحقيقها من خلال متابعة هذه الإجراءات في التوقيتات المحددة بكل حدة وحزم، حتى تمام الانتقال السلمي للسلطة، وصولا للمجتمع الديمقراطي الحر الذي يتطلع إليه أبناء الشعب".

وقال البيان إن القوات المسلحة المصرية "تؤكد على عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح، وتحذر بعدم المساس بأمن الوطن والمواطنين، كما تؤكد على ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية، حفاظا على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم".

وكالات

الخميس، فبراير 10، 2011

أخبار متواترة عن تنحي مبارك هذه الليلة

اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بدون مبارك

كشفت مصادر مختلفة من العاصمة المصرية القاهرة ومن واشنطن، أخبارا تفيد بعزم الرئيس المصري حسني مبارك تنحيه هذه الليلة عن الرئاسة بعد استمرار احتجاجات الشارع المصري لأزيد من 17 يوما مطالبة بتنحي الرئيس المصري.

وقال أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي إن الرئيس المصري حسني مبارك قد يتنحى وأن الموقف في البلاد سيتضح قريبا.

ومن جهته قال الأمين العام للحزب الحاكم في مصر، حسام بدراوي، لإذاعة بي بي سي الخميس أنه "يتوقع أن يستجيب" الرئيس المصري حسني مبارك "لمطالب الشعب" قبل الجمعة.

وترددت أنباء عن استجابة الرئيس المصري حسني مبارك لمطالب المتظاهرين المصريين الليلة، وذلك إثر إعلان عن اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم الخميس.

ونقلت قناة "العربية" الإخبارية أن بعضا من ضباط الجيش بالقوات المسلحة الموجودين في ميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية، أعلنوا في الإذاعة الداخلية بالميدان عن "أنباء سارة" للمتظاهرين الليلة.

وقال بدراوي إن الرئيس مبارك "لا يهمه المنصب في الوقت الحالي وإنما استقرار مصر".

وسئل بدرواي هل يتوقع أن يتخذ مبارك قرارا بهذا الشأن غدا الجمعة فقال "ربما قبل ذلك".

ويأتي تصريح الأمين العام الجديد للحزب الوطني قبل ساعات من تظاهرات دعا إليها المحتجون في ميدان التحرير الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، والتي يتوقع أن تشهد مشاركة كبيرة خصوصا بعد اتساع الاحتجاجات وانضمام الموظفين والعمال إليها منذ الأربعاء.

وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم الخميس أيضا، في بيان رقم1، أنه سيواصل اجتماعاته بشكل مستمر، وسيعمل على القيام بما يراه لازما للحفاظ على مصالح الوطن والشعب، واصفا مطالب المحتجين بـ"المشروعة"، وبأنه "يبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على شعب مصر"، وهو ما فُهم منه أنها إشارة لمراقبة الجيش لوضع "الفراغ" المحتمل أن يتركه تنحي الرئيس مبارك. وعرض التلفزيون المصري اجتماع المجلس الأعلى للجيش المصري، والذي اختفى منه الرئيس حسني مبارك ونائبه عمر سليمان، مما يطرح أكثر من تساؤل عما إذا كان الرئيس غادر بالفعل القاهرة، وتسلم الجيش لمقاليد السلطة، بصفة مؤقتة، في انتظار أن يتم إعلان ذلك في غضون ساعات أو دقائق من هذه الليلة.

ووردت أنباء، لم يتم تأكيدها، عن استقبال الإمارات للرئيس المتنحي.

تحقيق مثير يكشف تورط الجيش المصري في تعذيب متظاهرين

الحياد الذي يرفعه كشعار يطرح أكثر من تساؤول حول نواياه

في تحقيق مثير تنفرد به صحيفة "الجارديان" البريطانية وتنشره على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر اليوم الخميس، نقرأ كيف أن "الجيش المصري متورِّط باعتقال وتعذيب المئات، أو ربما الآلاف، من المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس حسني مبارك".

ينقل التقرير، الذي أعدَّه مراسل الصحيفة في القاهرة، كريس مكاجريل، عن نشطاء في مجال حقوق الإنسان قولهم "إن نصف المعتقلين منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام مبارك في الخامس والعشرين من الشهر الماضي قد تعرَّضوا للتعذيب على أيدي عناصر في الجيش".

ويرى المراسل أن حالات الاعتقالات والتعذيب هذه تسقط عن الجيش صفة "الحيادية"، إذ طالما حرص على الظهور بدور المحافظ على الأمن، وعدم التعرُّض للمحتجين الذي يطالبون برحيل الرئيس مبارك عن الحكم فورا.

يقول المراسل إنه تحدث إلى عدد من المعتقلين الذين أكدوا له أنهم قد تعرَّضوا بالفعل للضرب المبرح وصنوف مختلفة من الانتهاكات والتعذيب على أيادي عناصر من الجيش، وذلك في ما يبدو أنه "جزء من حملة ترهيب وتخويف منظَّمة"، غالبا ما كانت تُناط في السابق بالأمن المركزي الذي انسحب من ميدان المواجهة مع المتظاهرين منذ الأيام الأولى للاحتجاجات.

"لقد اختفى المئات، وربما الآلاف، من الأشخاص العاديين في المعتقلات العسكرية في شتى أنحاء البلاد، وذلك لا لسبب سوى لحملهم منشور سياسي، أو لحضور المظاهرات، أو حتى لمجرَّد بسبب ملامحهم أو الهيئة التي بدا عليها بعضهم".

وينقل المراسل عن جماعات حقوق الإنسان تأكيدها أنها قامت بتوثيق العديد من حالات الانتهاك والتعذيب تلك، بما في ذلك استخدام الجيش لأسلوب الصدمات الكهربائية ضد بعض المعتقلين.

وتقول تلك جمعيات إن العديد من الأسر تبحث بيأس وقلق عن أبناء وأقارب لها لا يزالون متوارين عن الأنظار منذ إلقاء الجيش القبض عليهم.

وحسب التحقيق فإن "بعض المعتقلين احتُجزوا داخل المتحف المصري للآثار المطلِّ على ميدان التحرير. أمَّا من اُطلق سراحهم، فقدوا قدَّموا روايات مثيرة عن التعذيب الجسدي على أيدي الجنود الذين اتهموهم بالعمل لصالح قوى أجنبية، بمن في ذلك إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية".

وتضم قائمة المعتقلين ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومحامين وصحفيين، وإن كان معظم هؤلاء قد أُطلق سراحه لاحقا.

وينقل التقرير عن حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في القاهرة، قوله: "لقد اختفى المئات، وربما الآلاف، من الأشخاص العاديين في المعتقلات العسكرية في شتى أنحاء البلاد، وذلك لا لسبب سوى لحملهم منشور سياسي، أو لحضور المظاهرات، أو حتى لمجرَّد بسبب ملامحهم أو الهيئة التي بدا عليها بعضهم".

ويضيف بهجت: "مجال الاعتقالات واسع، فمن أشخاص حضروا الاحتجاجات، أو آخرين اعتُقلوا لخرقهم حظر التجول، أو أولئك الذين ردُّوا على ضابط اعترض سبيلهم، أو من سُلِّموا إلى الجيش لأنهم بدوا مثيرين للشبهة، أو لأنهم يشبهون الأجانب في ملامحهم، حتى وإن لم يكونوا كذلك".

ويردف قائلا: "هذا أمر غير عادي. وعلى حد علمي، هو أمر غير مسبوق أن يقدم الجيش على فعل ذلك".

أمَّا أشرف، البالغ من العمر 23 عاما، فيقول إنه كان من بين عدة أشخاص اعتقلهم الجيش يوم الجمعة الماضي على تخوم ميدان التحرير.

يقول أشرف إنه اعتُقل لأن الجنود ضبطوا معه صندوقا مملوءا بالأدوية والمواد الطبية التي كان يحاول إيصالها إلى العيادات المتنقلة التي أُقيمت على عجل في ميدان التحرير لعلاج المتظاهرين الذي يتعرضون لإصابات جرَّاء مهاجمة الموالين لمبارك.

يقول أشرف: "كنت أسير في أحد الشوارع الفرعية عندما استوقفني عسكري وسألني إلى أين كنت ذاهبا. وعندما أخبرته عن وجهتي، اتهمني بالعمل لصالح الأعداء الأجانب. بعدها تدافع الجنود الآخرون نحوي، وأوسعوني ضربا ببنادقهم".

"لقد أوضح الحليف الأمريكي الأوثق في الخليج بجلاء أنه يتعيَّن السماح للرئيس المصري البقاء لكي يشرف على انتقال السلطة إلى الديمقراطية بشكل سلمي، ومن ثم يترك الحكم بكرامة".

ويشرح أشرف كيف نُقل بعد ذلك إلى موقع عسكري مؤقت، حيث تم تقييد يديه وراء ظهره، وتعرض للمزيد من الضرب هناك، قبل أن يُنقل ثانية إلى منطقة خلف المتحف تقع تحت سيطرة الجيش.

يضيف أشرف، "وضعوني داخل غرفة. بعدها جاء ضابط وسألني عمَّن يدفع لي لكي أكون ضد الحكومة. وعندما أخبرته بأنني أريد حكومة أفضل، ضربني في أنحاء مختلفة من رأسي إلى أن سقطت أرضا. بعدئذ بدأ الجنود الآخرون جميعا بركلي بأقدامهم، حتى أن أحدهم ظل يركلني بين ساقيَّ".

ويمضي أشرف إلى القول: "لقد أحضروا حربة وهددوا بأنهم سيغتصبوني بها. بعدها لوََّحوا لي بها بين ساقي. قالوا لي إنني قد أموت هناك، أو قد أختفي في غياهب السجون، ولا أحد يمكن ان يعلم بذلك أبدا. لقد كان التعذيب مؤلما، لكن فكرة الغياب في سجن عسكري كانت مخيفة حقا".

أمَّا هبة مرايف، وهي ناشطة تعمل لصالح منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، فتقول: "تتصل بنا أسر كثيرة لتقول لنا إحداهن: لا أستطيع العثور على ابني، وأخرى تقول أعتقد أن ما يحصل هو أن الجيش يعتقلهم".

وترفق الصحيفة التحقيق على صفحتها الأولى بصورة كبيرة يظهر فيها اثنان من الشرطة العسكرية المصرية وجنود آخرون وهم يلقون القبض على أحد المعتقلين في ميدان التحرير، والذي غدا رمزا للمعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام مبارك.

عن الـ"البي بي سي"

الثلاثاء، فبراير 08، 2011

لَلاَّمريم..الأميرة المتوجة وطنيا ودوليا

لها السبق في رقتها وإنسانيتها وتسابقها على فعل العمل الاجتماعي، وطنيا ودوليا، كما كان لها السبق في كونها أول أميرة شاركت المغاربة جميعهم حفل زفافها،وكان لها السبق أيضا في إنجاب أول حفيدة نالت عشق الملك الجد، ثم أخيرا وليس آخرا لها السبق في تمثيل النساء المغربيات في المحافل الدولية، عملا وتتويجا

مشهود لها بالعمل الاجتماعي والدفاع عن حقوق الطفولة والمرأة

نورالدين اليزيد

ليس صدفة أن تُسلم هذه السنة (سنة2010)جمعيةُ "النساء الرائدات عالميا" العالمية، التي تتوفر على ممثلين بخمس عشرة دولة بإفريقيا وأمريكا وأوروبا، الجائزة التي تحمل اسم الجمعية، ولكن لجنة التحكيم المكونة من شخصيات مرموقة، رأت في صاحبة السمو الأميرة للامريم، الاسمَ الذي يستحق هذا التكريم، لِما أبانت عنه سمُوها من التزام بخدمة قضايا الطفولة والمرأة، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وهو التزام عبرت عنه نيكول باربان، رئيسة ومؤسسة الجمعية بقولها بأنه "يجعلنا شديدي الإعجاب إلى درجة الاندهاش".

"كونوا على يقين، أيتها السيدات والسادة، أن الجائزة التي سُلمت لي اليوم، مُنحت من خلال شخصي إلى كافة النساء ببلدي، اللواتي هُن على اقتناع بأن العالم الذي نرغب فيه من أجل أطفالنا، هو عالم السلم والتسامح والحوار في إطار احترام الاختلاف وترسيخ التفاهم".. الكلام للأميرة للامريم، مخاطبة الحضور أثناء تسلمها جائزة "النساء الرائدات عالميا" بباريس مؤخرا، اعترافا بعمل الأميرة "المتميز وحسها المرهف بالتضامن، والتزامها الدائم من أجل تعزيز وضعية النساء المغربيات، ونساء العالم العربي والقارة الإفريقية حتى ينخرطن في تحقيق التنمية والتقدم".

الأميرة المناضلة

ليس الأول ولن يكون الأخير، بالتأكيد، هذا التكريم للأميرة "المناضلة" من أجل قضايا وحقوق الطفل والمرأة والإنسان، عموما، ليس فقط في رحاب هذا المغرب العزيز، ولكن في مختلف ربوع بلاد المعمور، لأن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، شقيقة جلالة الملك، المزدادة في 26 غشت سنة 1962 بروما، تلقت منذ نعومة أظافرها تربية هي نموذج للدفاع عن قيم المواطنة والحس الاجتماعي والإنسانية، سرعان ما جعلت والدها الملك الراحل، الحسن الثاني، يعينها رئيسة لمصالح الأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، مباشرة بعد حصولها على شهادة الباكالوريا، سنة 1981، ليتفاجأ الشعب المغربي بأن للأميرات أيضا نصيبا في تقمص الزي العسكري، بعيدا عن تلك الصورة الأسطورية التي ظلت عالقة بأميرات القصر. نفس المفاجأة والدهشة الكبيرة تلك التي عبر عنها الشعب المغربي وهو يتابع، ثلاث سنوات بعد ذلك، عبر التلفزيون حفل زفاف بِكرة الحسن الثاني، بفؤاد الفيلالي، ولم تكن وقتها الأميرة تتجاوز 22 سنة، فكان وقتها حفلا شاركت فيه كل الأسر المغربية، خاصة عندما نقل التلفزيون الرسمي صور الملك الراحل الحسن الثاني يجلس إلى جانب ابنته الأميرة، وهي داخل هودجها متزينة بلباس العروس، وقد غمرته الفرحة كأي أب يفخر بابنته، متحررا من كل قيود السلطة والمُلك.

بَصْمتها كانت واضحة في الملف الاجتماعي للقوات المسلحة الملكية، خاصة في الفترة التي تولت فيها رئاسة المصالح الاجتماعية لهذه المؤسسة، حيث كان أفراد القوات المسلحة يخوضون حربا ضروسا وقتها ضد أعداء الوطن. وبالنظر إلى الكفاءة العالية التي أبانت عنها سموها في حفظ المصالح الاجتماعية للجنود المغاربة، فقد أبى شقيقها الملك إلا أن يعينها في ماي سنة 2003، رئيسة لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين والمحاربين، وليتواصل الاعتراف بجدارتها عندما رُقيت سموها، في يوليوز من نفس السنة، إلى رتبة كولونيل ماجور.

الأميرة المرهفة

الأميرة الرقيقة والمرهفة بأحاسيس الأمومة، أحست منذ وقت مبكر بواجبها كأميرة، وقبل ذلك كامرأة وإنسانة، فسارعت إلى العمل الذؤوب من أجل ضمان حياة كريمة للطفل، وهو ما جعلها أهلا لترأس المرصد الوطني لحقوق الطفل، والجمعية المغربية لدعم صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، مهمتان سيٌبرِزان الوجه الآخر للأميرة الإنسانة البسيطة، التي تغادر حياة القصور للانخراط في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية المختلفة، ومنها مكافحة استغلال الأطفال، وخاصة الفتيات، والتشجيع على التمدرس، والحملة الوطنية للتلقيح التي اتخذت بُعدا مغاربيا، وتجاوزت الحدود، تماما كما تجاوز صدى سموها الآفاق عربيا وإفريقيا ودوليا، فالاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع ليس وليد الصدفة، وإنما لكون ذلك يمثل "المستقبل الواعد الذي نريده خاليا من كل أشكال العنف والقسوة"، تقول سموها ذات خُطبة، قبل أن تؤكد كذلك في ذات سياق رفض كل أشكال القسوة اتجاه بني الإنسان، خاصة إن كان من ذوي الفاقة، حين صرخت بأعلى صوتها الرخيم والخافت دوما، بأنه "من العيب أن يُشغل المغرب صغيرات في سن التمدرس عوض منحهن فرصة الدراسة واللعب فقط، مثل قريناتهن في العالم بأسره"؛ إنه الاهتمام المتزايد الذي استحقت بفضله الأميرة، والأم لِلَلاسكينة المزدادة في 30 أبريل 1986 ومولاي إدريس المولود في 11 يوليوز 1988، أن تنال الرئاسة الشرفية للعديد من الجمعيات التي تعمل لفائدة الطفولة، ومنها بالخصوص جمعية مساعدة ودعم الأطفال المصابين بالربو، والجمعية المغربية "أعمال خيرية للقلب"، وجمعية آباء وأصدقاء الأطفال المصابين بالسرطان "المستقبل".

للامريم..السفيرة

إيمانها بأن العمل الاجتماعي ليست له حدود، جعلها تشرف شخصيا وميدانيا على العديد من العمليات ذات الطابع الدولي، في هذا المجال الإنساني، فتتبَّعت سموُّها عن كثب مراحل التحضير الجاري لإرسال الأطنان من الأدوية التي أُرسلت سنة1991، إلى نساء وأطفال العراق، وهو نفس الإيمان الصادق بواجب نشر السلم والحب وإعادة الأمل لدى الإنسان، الذي جعل الأميرة للامريم ترافق إحدى الطائرات المتوجهة سنة 2000، إلى بريتشتينا وبيتروفيتشا، لتتَبع عمليات توزيع الأغذية والملابس والأدوات المدرسية والألعاب على أطفال كوسوفو. تحركات استثنائية لأميرة تعشق العمل الإنساني وترفض أن تكون لذلك حدود، فكما ينبغي الرعاية بالطفل والإنسان المغربي، فيجب كذلك تقديم المساعدة لمن هو في حاجة إلى ذلك من دول المعمور، إنها الأميرة التي استحقت في يوليوز 2001 تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، اعترافا من المنتظم الدولي بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها سموها خدمة لقضايا الطفولة في العالم.

وللأطفال أمهات ينبغي النهوض بحقوقهن بعيدا عن النظرة التمييزية للمرأة، وهو ما وضعته الأميرة نصب أعينها في سياق عملها المجتمعي المتكامل، من أجل خلق نواة أسرة تكون اللبنة السليمة والصلبة لبناء مجتمع متضامن يقر بحقوق نصفه الأنثوي، ولذلك حرصت سموها على تدعيم المكتسبات النسائية والنهوض بحقوقهن، عبر الانخراط في العديد من المبادرات، حيث أشرفت الأميرة في مارس سنة 2006، على توقيع ثلاث اتفاقيات، بصفتها رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية العمل الإستعجالي ومؤسسة "ريد 5"، لتليها اتفاقيتان أخريتان في السنة الموالية، تهم الأولى تعزيز مكتسبات مدونة الأسرة لفائدة المرأة وتدعيم تجربة مراكز الاستماع، بينما الثانية تهدف إلى المساهمة في توعية النساء بمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا.

الأميرة المتوجة

تجربتها في العمل الاجتماعي وقدرتها على تكسير حواجز البروتوكول والقرب أكثر من الناس والاستماع إلى مختلف قضاياهم، جعلت الراحل الحسن الثاني، في أواخر أيامه سنة 1999، يكلفها بمهمة رئاسة مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، وكأنه بذلك كان يريد أن يرحل إلى الدار الآخرة وقد وضع ملف أبناء المغاربة بالمهجر في أياد أكثر أمانا، وهو الذي ظل طيلة أيام ملكه يحرص على العناية بالمهاجرين.

الأميرة للامريم، الأكثر ظهورا إعلاميا من بين الأميرات، كان لها السبق في كل شيء؛ في رقتها وإنسانيتها، وفي ظهورها كأول نجلة للملك يتم زفها في عرس علني رأى فيه المغاربة لأول مرة، حرم ملكهم، الأميرة للا لطيفة، وكان السبق للأميرة أيضا في إنجاب حفيدة الملك الراحل للاسكينة، أو سندريلا القصر الملكي، التي كان الملك الراحل يضعف أمامها، وهو الملك الذي يُشهد له بالعظمة، كما كان لها السبق في تمثيل النساء المغربيات أحسن تمثيل، على المستوى الدولي، وتشهد لها بذلك الجوائز العديدة التي نالتها وآخرها جائزة "النساء الرائدات عالميا"، إنها الأميرة المتوجة وطنيا وعالميا.

منشورة في مغرب اليوم