السبت، فبراير 15، 2020

المغرب يؤيد صفقة القرن !

نورالدين اليزيد

نورالدين اليزيد
يسألونك عن #صفقة_القرن قل فيها خيانة بكل بساطة ولا داعي للتفاصيل التي بداخلها تأوي شياطين الإنس والجن!
إصرار #المغرب الرسمي على تضمين عبارة منسوخة في كل بياناته منذ إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام (صفقة القرن)،  قبل أيام، مفادها أن “المغرب يقدر الجهود البناءة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، ويتابع باهتمام إعلان الرئيس #دونالد_ترامب عن خطته للسلام، وسيعكف على دراسة تفاصيلها ومقتضياتها بعناية كبيرة”، ثم يردف بعدها “أن إطلاق هذه الدينامية (المقصود طبعا المبادرة الأمريكية) هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل واقعي قابل للتطبيق ومنصف ودائم للقضية الفلسطينية، بما يمكن شعوب المنطقة من العيش بكرامة ورخاء واستقرار، ويضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة، عاصمتها القدس الشرقية”. ثم يختم المغرب الرسمي بياناته نفسها التي وزعها على مختلف الوزراء، بتلك العبارة الأخرى المكررة والتي محتواها أن “المملكة تؤمن بأن القدس يجب أن تبقى أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار كما جاء في نداء القدس الموقع في الرباط يوم 30 مارس 2019 بين الملك وقداسة البابا فرنسيس”، هذا الإصرار على تبني هذا النوع من التصريحات يعني بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل أن:
-#الرباط مع صفقة القرن وتعتبرها دينامية وسبيلا وحيدا لإيجاد حل “واقعي”؛
-حديث بيانات الحكومة المغربية عن “شعوب المنطقة” المقصود به حتى الشعب الإسرائيلي، يعني هناك تطبيع مبدئي!
-الحديث عن “حقوق” الشعب الفلسطيني في تلك البيانات ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو كلام ظاهره خدمة القضية وباطنه ضد القضية، حيث إن إسرائيل نفسها وبنود الصفقة تتفقان على أن عاصمة فلسطين ستكون في “أبو ديس”، وهي توجد شرق القدس المحتلة، على الهامش، ولا مانع للاحتلال بتسميتها “القدس الشرقية”؛
نسخة من الرسالة/وعد بلفور الشهيرة التي كشفت عن وعد بريطانيا لليهود بإقامة دولة في فلسطين وذلك في سنة 1917
-أما التنصيص في بيانات الخارجية المغربية وغيرها من الحكومات والأنظمة العربية على أن “تبقى (القدس) أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث”، فهذا ما لا يتعارض حتى مع العقيدة الصهيونية ومع دولة الاحتلال بل وحتى مع #وعد_بلفور الداعي إلى إنشاء دولة لليهود والذي صدر في العام 1917 باسم وزير الخارجية حينها #آرثر_بلفور كرسالة إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز اليهود البريطانيين، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا وإيرلندا، حيث نص بالحرف (الصورة المرفقة): “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر” !
أضِف إلى الموقف الرسمي المغربي المتماهي مع صفقة القرن كشْفَ موقع إخباري أمريكي (أكسيوس)، هذه الأيام، استنادا إلى تصريحات دبلوماسيين ومسؤولين إسرائيليين، عن وجود اتصالات سرية مع نظرائهم من المغرب بشأن التطبيع في العلاقات، برعاية أمريكية وبتدخل من اللوبي اليهودي الذي يقنع إدارة ترامب على الاعتراف رسميا بمغربية الصحراء لتعلن الرباط موقفها المؤيد بوضوح للصفقة! وبالموازاة مع ذلك نقلت تقارير إسرائيلية خبر بيع إسرائيل طائرات حربية مسيرة تمكن الجيش المغربي من تعقّب عناصر البوليساريو والمتطرفين على الحدود، وسط تكتّم رسمي من الجانب المغربي !
بناء على كل ما سبق، نستطيع إلى حد ما كمغاربة إقناع أنفسنا أن السلطات المغربية وتحديدا الدولة من خلال #ملك_البلاد، ربما وجدت نفسها أمام موقف لا تُحسد عليه ولا قِبل لها على مواجهة قوة من حجم #أمريكا، لاسيما في ظل استمرار وجود ملف الوحدة الترابية على طاولة #الأمم_المتحدة التي نعرف جيدا اليد الطولى لأمريكا في صُنع قراراتها، لكن ماذا يضير مسؤولينا إنْ هم تحلّوا بالجرأة لقول ذلك بدل اللعب بالكلمات وتوزيع بيانات منسوخة على الوزراء يرددونها كالببغاوات بدون اقتناع؟ !
نعرف نحن الشعوب العربية والإسلامية أن القضية الفلسطينية لن يحدد مصيرَها ومستقبلَها إلا أبناؤُها فلسطين، لكن ما يحز في أنفسنا هو هذا التكالب والتهافت على دعم الاحتلال من تحت الطاولة ومن فوقها ومن حولها، من قبل الحكام العرب، وتبني أطروحاتهم برُمتها، بل وصلت وقاحة بعضهم إلى حد حضور مؤتمر إعلان ترامب ورئيس وزراء الاحتلال عن الصفقة، في مقابل بيع الوهم للفسلطينيين.. إنه الضحك على الذقون وإن غدا لناظره قريب وستروْن ويروْن أيَّ غضب يلقون من المرابطين والمرابطات هناك !
و #خليونا_ساكتين
#صفقة_القرن_لن_تمر
#القدس_الشريف
#فلسطين_حرة
https://www.facebook.com/nourelyazid
nourelyazid@gmail.com
ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة لصاحبها على حسابه في الفيسبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق