الخميس، مايو 10، 2012

السحيمي..أيقونة الصحافة المكتوبة يرحل عنّا دون ضجيج


في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 24 أبريل انطفأت شمعة من الشموع التي ظلت منذ أزيد من نصف عقد من الزمان تضيء سماء الصحافة والثقافة الوطنيين، وتملأ فضاءات هذين الحقلين اللذين كانا في حاجة إلى مثل هذا القلم الباذخ في وقت كان المغرب للتو يرسم ملامح خارطة طريقه بعد فترو استعمار خدشت هويتنا.
وكغيره من الأقلام الصحافية ببلادنا -إن سمح لي زملاء المهنة بقول ذلك- فقد كانت الانطلاقة من محراب أم الصحف الوطينة (العلم)، منذ النصف الثاني من عقد الخمسينيات، في البداية محررا ثم رئيس تحرير فمديرا بهذه المدرسة الإعلامية الرائدة، التي لولاها لما انشقت من رحم هذه البلاد هذه الصحف وهؤلاء الصحافيون الذين يشاغبون اليوم بنقل الخبر في هذه الظروف المغايرة تماما لظروف النشأة الأولى لصحافيين من طينة السحيمي.
وبحسب مجالسيه وزملائه فالسحيمي اعتبر وحده مدرسة بداخل مدرسة "العلم"؛ مدرسة اختلط فيها الإنساني بالمهني والمبدع، فكان بحق أيقونة الصحافي المغربي المجتهد والمواظب، ليس فقط على الحضور وحسب في قبيلة الصحافيين، ولكن لحضور من أجل تبليغ رسالة حبلى بالمعاني السامية والحوار والحب والسلم، بعيدا عن روح إقصاء الآخرين وادعاء الأستاذية؛ فوحدها الصحافة والعمل الصحفي تنتفي فيهما الذاتية، ووحدها الصحافة يمكن للمرء من خلالها أن يكون مواطنا خدوما لوطنه على رؤوس الأشهاد، وعندما تتوفر لهذا الصحافي ملكة الكتابة الإبداعية، فإنك تصبح رسولا للمحبة والسمو والنبل، وكذلك كان دأب الراحل عنا في هدوء الزميل السحيمي.  
وفي مختلف المحطات التي بصمها ببصمته المهنية الصامتة من شدة تواضعها، عبر مذكراته في ثنايا صحيفة صفحات (العلم)، سواء من خلال كتاباته بمثابة سير ذاتية كـ"الليالي"، و"خواطر طائرة"، و"بخط اليد"٬ وكذلك عبر الملحق الثقافي، هنا نستشف ما بين الأحرف روح مبدع وإنسان وفنان وضع نصب أعينه الدفاع عن مقدسات الإنسان وهي حرية التعبير والحق في الاختلاف، وهي لعمري المبادئ الأولى التي لا يمكن تلقينها في مدارس التعليم، وإنما تنتزع من خلال الحفر في الصحف، ومن خلال تقديم الحجية على عدم إمكانية التخلي عن تلكم القيم الإنسانية، التي لولاها لما تحرر الإنسان، ولولاه لما تحررت الأوطان؛ إنها المدرسة التي كان من أنجب تلامذتها عبد الجبار السحيمي، والذي سار في ما بعد أستاذا تخرج على يديه صحافيون شتى تحفل بهم المنابر الإعلامية ببلادنا اليوم.  
لقد كان السحيمي نعم المواطن ونعم الإعلامين ونعم المبدع والأديب، وهو ما جعل أعلى السلطة في البلاد، جلالة الملك محمد السادس وبعد الإشراف مباشرة على حالة الراحل الصحية وهو طريح الفراش، يعرب عن تقديره السامي "لقيمة الراحل الإنسانية والإبداعية٬ وللمثل والمبادئ الوطنية والأخلاقية التي كان يدافع عنها٬ وهي القيم التي لم يكن يستند في الدفاع عنها إلى نزعة مذهبية ضيقة أو نزوع منفعي ما". إنها القيم التي توقفت عندها رسالة التعزية التي وجهها جلالة الملك إلى أفراد أسرة الراحل٬ والمتمثلة على الخصوص في "غيرة وطنية مشهود بها٬ والتزام بمقدسات الأمة٬ ومن تشبث بمبادئ الصدق والوفاء والجهر بالحق٬ والالتزام بالمهنية الصحافية العالية٬ مساهما بكفاءة وتفان ونكران ذات٬ في بناء الصرح الإعلامي عقب الاستقلال".
فقدان السحيمي، هذا القلم المغربي الأيقونة، ترك آلاما ليس فقط لدى أسرته وذويه بل وكل الزملاء والمغاربة، وهو ما عبرت عنه رسالة نعي لاتحاد كتاب المغرب٬ التي أشارت إلى أن الراحل كان مدافعا عن "قيم الاختلاف والتجديد والالتزام، وتأسيس الرأي الحر النابع من ضرورات الدفاع عن هوية منفتحة على الواقع وعلى الآخر، دون استلاب أو مواربة كما عبرت عن ذلك أعمدته المؤثرة في جريدة العلم وتدخلاته ومواقفه الكثيرة".
وعلى نفس إيقاع الحزن والأسى سارت رسالة نعي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي أعربت هي الأخرى "عن حزنها وآساها لرحيل الفقيد عرفانا لما أسداه للمجال الإعلامي، حيث كان من بين رواد العمل الصحافي في الستينات٬ وتدرج في جريدة العلم٬ هذه المدرسة الوطنية٬ لكي يتحمل في السبعينيات مهام رئاسة التحرير(...)، إضافة إلى إنتاجاته الإعلامية ترك الفقيد لجمهوره من القراء الكثيرين سيرة طيبة سيذكر بها لدى الجميع٬ إنتاجا أدبيا وروائيا غزيرا لا يزال يستهوي الجمهور".
وبالإضافة إلى إرساء دعائم صحافة حرة وملتزمة بقضايا الوطن في إطار احترام مبادئ المهنية، فإن الفقيد ساهم الفقيد في تطوير تطوير القصة القصيرة بالمغرب مستندا إلى منزع أدبي أصيل منفتح على مختلف أساليب الكتابة الصحفية والإبداعية الحداثية التي لا تتنكر للأصالة الأدبية وعتاقتها.
وصدر للفقيد كتاب بعنوان "بخط اليد" عن منشورات شراع بطنجة٬ في إطار سلسلة "كتاب الشهر". وساهم أيضا في كتاب جماعي بعنوان "معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية"، الصادر عن مطبعة الرسالة بالرباط٬ عام 1979.
كما أصدر الأديب الراحل رفقة الأستاذين محمد العربي المساري ومحمد برادة٬ مجلة "القصة والمسرح" سنة1964، وكما كان مديرا لمجلة 2000، التي صدر عددها الأول الوحيد منها في يونيو 1970، فضلا عن اشتغاله رئيسا لتحرير جريدة "العمل" ومديرا لها قبل أن تتوفاه المنية.
نورالدين اليزيد- نُشر في موقع مسارات

الاثنين، أبريل 16، 2012

ندوة الجزيرة مباشر بحضور الصحافي نورالدين اليزيد


ندوة الجزيرة مباشر بعنوان "شبكات التواصل الاجتماعي ما لها وما عليها"، لمساء يوم 15 أبريل، والتي حضرها الباحث في مجال الإعلام ووسائل الاتصال يحيى اليحياوي، والصحافي والمدون نورالدين اليزيد، بالإضافة إلى فعاليات شبابية أخرى


الخميس، أبريل 12، 2012

موهبة خارقة للعادة أصولها مغربية

اسمه الحقيقي هو حس الحجامي واسم شهرته هو HASPOP شاب من أصول مغربية ويحمل الجنسية الفرنسية، أبهر العالم بحركاته الخارقة للمألوف، والتي تجمع بين الرقص والمؤثرات البصرية والألعاب البهلوانية وتطويع الجسد وأطرافه في توليفات جسدية مثيرة للإنبهار.


 HASPOPحسن أو  البالغ من العمر 32 سنة تألق على المستوى الفرنسي والأوروبي وبرز كبطل في الهيب هوب، ثم تجاوز تألقُه مياه المحيط ليحط الرحال بالولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا في برنامج المواهب العالمي المشهور "America's Got Talent"، حيث نال إعجاب الجمهور الأمريكي وكذا لجنة تحكيم هذا البرنامج الذائع الصيت الذي تقدمه شبكة إن بي سي التلفزية والذي يتابعه الملايين من المشاهدين عبر العالم.
حسن يتحدث عن بداياته في هذا المجال الفريد، ليؤكد أنه كان يمارس الملاكمة إلى حدود العشرين سنة من عمره، وكان يتفرج على الراقصين والراقصات كباقي الأشخاص، ليفاجئ ذات يوم أحد أصدقائه برقصة مثيرة أبهرت الصديق؛ ثم بعد ذلك استمر في اكتشاف مواهبه ليلتحق بسرك تألق معه في أوروبا وكندا. بعدها سافر إلى أمريكا حيث سيلتقي، في لقاء حميمي،  ملك البوب مايكل جاكسون الذي سيبدي إعجابه بحسن، قبل أن يتألق في برنامج المواهب الأمريكي الشهير.
حاليا انتهي حسن الذي زار أزيد من مليوني ونصف مشاهد صفحته على اليوتيوب خلال أقل من سنتين، من اقتناء بيت بِـ"لاس فيغاس" بالولايات المتحدة الأمريكية لعائلته المغربية المتواجدة بالمغرب.


الثلاثاء، أبريل 03، 2012

مِصريون يدعون إلى إعلان الحرب على إيران لتجسيدها شخصية الرسول (ص)

يشهد الشارع المصري هذه الأيام، بالإضافة إلى الجدل الذي تثيره الاستعدادات لرئاسيات ما بعد الثورة والحضور اللافت للـ"إخوان" فيها، جدلا واسعا، على المستويين الشعبي والرسمي، حول فيلم إيراني يجسد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتريد الجهة المنتجة تصوير مقاطع من الفيلم على أرض الكنانة. وذهب البعض إلى درجة إعلان الحرب على الجمهورية الإسلامية الفراسية لـ"تجرُّئها" على تشخيص الرسول المحرم دينيا، بحسب ما يراه الجانب السُّني من المسلمين.

وعرفت الآونة الأخيرة "خلافا حادا وهجوما شرسا" على دولة إيران الإسلامية بعد أن أعلنت عن خوضها تجربة فنية باسم "الرسول" تتناول حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقوم مخرج الفيلم الإيراني، مجيد مجيدي، بتجسيد شخصية الرسول بنفسه، والذي طلب من مصر تصوير أجزاء من الفيلم على أرضها.
وذكر موقع محيط أنه على الرغم من أن مجمع البحوث الإسلامية أصدر على الفور بيانا بمنع عرض الفيلم في مصر، إلا أن البيان "لم يشفِ صدور مسلمي مصر، ومازال يراودهم الشك والقلق من إتمام تصوير الفيلم وعرضه".
ولأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها عرض أعمال فنية تناولت جوانب من حياة بعض الصحابة والأنبياء مثل مسلسل "يوسف الصديق"، و"مريم العذراء" في مصر، فإن شروع إيران في تجسيد شخصية الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم وجوانب من حياته في عمل فني أثار حفيظة المسلمين جميعا من شتى أنحاء العالم، فظهر الهجوم الشرس على الشركة المنتجة للفيلم والمسؤوليين الإيرانيين، وتوحدت المطالب بمنع الفيلم من العرض.
يذكر أنه تم الانتهاء من تصوير الجزء الأول من الفيلم بالكامل في إيران، ومن المقرر أن يتم إنجاز جزأين آخرين من الفيلم، وسيقوم فيهما مجيدي بنفسه بتجسيد دور الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن جانبه شدد الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية على أن مثل هذه الأعمال الفنية تعتبر "إساءة وتعدٍّ للحدود الإسلامية"، مطالبا المسؤولين الإيرانيين بالكف عن هذه الأفلام، وعدم عرضها في مصر، واصفاً في ذات السياق ما تقوم به إيران بأنه "أمر لا يليق بدولة مسلمة، وسلوك غير لائق".
وأنهى المجمع بيانه قائلاً إنه "لم يوجد في عصور الأنبياء أي شيء يدل على ملامح شخصياتهم، وبالتالي تكون الشخصية التي تظهر على الشاشة، في أي عمل فني، شخصية مغايرة لحقيقة الرسول أو النبي، ويصبح الأداء بهذا الشكل أقرب إلى الكذب أو هو الكذب نفسه".
وتتواصل ردود الأفعال الرسمية والشعبية للمسلمين من مختلف أنحاء المعمور، إذ استنكر المصريون تجسيد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. وأكدت الصحافة المصرية نقلا عن مصادر مختلفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أن يجسده بشر.
وشنت تلك المصادر هجوما على الجمهورية الإسلامية الفارسية، معتبرة أن الأخيرة من أكثر الدول التي شرعت في تناول مثل هذه الأعمال التي تتناول جانبا حساسا من الدين الإسلامي؛ حيث دعا العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى شن الحرب على إيران إذا استكملت تصوير الفيلم أو إذا تجاهلت مشاعر وغضب المسلمين وقامت بعرض الفيلم.
وعلى أرض الواقع، ندد آخرون بهذه "الخطوة الجريئة والمستفزة" لمشاعر المسلمين، داعين إلى منع دخول الممثلين الإيرانيين من إلى أرض الكنانة لاستكمال تصوير الفيلم، ومؤكدين أنه في حالة حدوث هذا الأمر الهزلي، على حد قولهم، فستكون ردود الأفعال "قاسية".
ووفق وسائل إعلام مصرية فقد تم تسجيل وجهة نظر أشمل ترى أن المسؤولية العظمى تقع على الحكومة المصرية والإعلام المصري، اللذين –بحسب هذا الرأي- يرجع إليهما اتخاذ قرار دخول الممثلين الإيرانيين إلى مصر ومن ثم إتمام العرض من عدمه، ووقف هؤلاء ضد فكرة مشاهدة الفيلم حتى لو تم عرضه، وذلك غيرة على النبي صلى الله عليه وسلم، ودفاعا عن النهج الإسلامي المتمثل في التحريم القاطع لتجسيد الأنبياء.
وعلى الرغم من كل هذه المشاعر المتأججة ضد عرض الفيلم في أي دولة، وخصوصا مصر، يرى البعض أنه في حالة عرض الفيلم فإن الفضول والعادة سيحتمان على الكثير من المسلمين مشاهدته والوقوف على ما يتناوله من حياة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أنه بحسب هؤلاء "ليس في اختيارنا منعه من العرض، لأنه يدخل في باب المتاجرة الفنية والتي تستفيد منها الدول العارضة، حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والقيم والأخلاقيات، ولاسيما أن معظم الشعب المصري لا يتفهم حقيقة تحريم تجسيد الأنبياء، إلى جانب وجود فئة عريضة من الأميين -على حد وصفهم-.
ونبه آخرون إلى أن إيران ليست دولة الإسلام الوحيدة، إنما هي منتسبة للدول الإسلامية، ولذلك "فلا يصح لها أن تتعامل مع الدين بتوجه منفرد ووجهة نظر أنانية، ولاسيما أنها دولة شيعية على الأعم".
أطلس أنفو