الثلاثاء، يناير 17، 2012

الموت يكتم صوت سُلطان "لوتار" الرائع رويشة


أُعلن اليوم الثلاثاء عن وفاة المغني الشعبي، بالعربية والأمازيغية، محمد رويشة عن سن تناهز 62 سنة بعد معاناة مع أزمة مرضية حادة تطلبت دخوله إلى المستشفى الذي تلقى فيه علاجات قبل أن يغادره مؤخرا بعد استشفائه قليلا، قبل أن يسلم الروح هذا اليوم وهو بمنزله بمدينة خنيفرة.
ويعتبر رويشة الرجل العصامي الذي طور آلة لوتار (الآلة الشعبية البسيطة المغربية الأصل) بحيث أضاف إليها خيوطا وأصبحت في عهده تتوفر على أكثر من ثلاثة خيوط، (يعتبر) واحدا من الفنانين المغاربة الذين يكاد لا يختلف عنهم اثنان حول أصالتهم وقدراتهم على التعريف بالتراث المغربي والأغنية الشعبية تحديدا.
وبرحيل الفنان الكبير محمد رويشة، بعد صراع ومعاناة مع المرض، يكون المشهد الفني الوطني عامة، والأغنيتان الأمازيغية والشعبية على وجه الخصوص، فقدا تجربة غنائية متفردة استنفرت مكنون الذات في أشواقها الوجدانية والروحية.
فقد اختطفت يد المنون محمد رويشة بينما كان يتم الاستعداد لتنظيم سهرة تكريمية له، إلى جانب موحا الحسين أشيبان الملقب بـ"المايسترو"، يوم 24 يناير الجاري بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.
وكان الراحل رويشة غادر سرير المرض مؤخرا بمستشفى الشيخ زايد بالرباط عائدا إلى مسقط رأسه خنيفرة، حيث تحسنت حالته الصحية، إلا أنه أحسّ بمتاعب صحّية صباح اليوم قبل أن يتم نقله إلى المستشفى، لكنه أسلم الروح إلى باريها قبل الوصول إليه.
ولد الفنان محمد رويشة سنة 1950 بمدينة خنيفرة (الأطلس المتوسط)، وقضى مرحلة التمدرس بين الكتاب والمدرسة إلى غاية 1961، حيث كان له ميل إلى الفن وممارسته تلقائيا.
وعبر الاحتكاك ببعض الأسماء، خاصة الأستاذ محمد العلوي لاعب فريق شباب خنيفرة الذي شجعنه ورافقه إلى الرباط وقدمه إلى القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية، حيث اكتشفت موهبته ليسجل أول شريط له بالدار البيضاء سنة 1964. وفي سنة 1980 غنى الراحل على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.
كان الراحل رويشة فنانا أصيلا، صوتا مفعما بالأحاسيس الرائعة، متشبثا بأصالته المغربية الأمازيغية، ومُعتزا بلغتيه، الأمازيغية والعربية، اللتين أبدع في توظيفهما في أعمال غنائية متنوعة، بأحاسيس مرهفة، وموسيقى أصيلة، وكان حضوره في المشهد الفني الوطني متميزا ووازنا، من خلال ألحانه العذبة الرائقة، وكلماته الرقيقة والعميقة، المختارة بعناية، وأغانيه، التي وسمها بالحب والطيبة، وأداها بعفوية وصدق.
امتاز الراحل رويشة في أدائه الموسيقي بالمزج بين ألوان محلية ووطنية وذلك في قالب لا يخرج عن المقام الأطلسي الذي يعتمد على "ربع نوتة" وهو بذلك يبقى وفيا لمعنى اسمه "روي شا" والذي يعني بالأمازيغية "اخلط شيئا" وهو مزج فني لا يستطيع إتقانه إلا من كانت له أذن موسيقية مرهفة كالفنان الراحل محمد رويشة.
وطبع الراحل محمد رويشة حياته بتواضع وطيبة وخلق، قل نظيرهما، إذ يعيش صاحب الجلباب الصوفي في منزل متواضع، مكون من طابقين في حي شعبي بمدينة خنيفرة، ويتميز عازف "لوتار" بين أبناء مدينته بإنسانيته وعفويته، وابتسامته الدائمة، التي لا تفارق محياه.
تكشفت موهبة رويشة باكرا. لم يقو على مغالبة هوسه بالموسيقى فأغلق دونه باب الدراسة رغم شهادة مدرسيه له بالتفوق. أما حين تنبأ له عميد الموسيقى الأمازيغية حمو اليزيد، ذات يوم، بمستقبل واعد، حين سمعه يدندن على "لوتار"، فقد عرف الشاب محمد رويشة أن طريق المجد له اسم واحد: الاجتهاد.
ومن بين الإبداعات التي بصم بها الراحل محمد رويشة ربرتواره الغنائي "شحال من ليلة وليلة"، "يا مجمع المؤمنين"، "قولوا لميمتي"، "أيورينو"، "الحبيبة بيني وبينك دارو الحدود" ورائعته ذائعة الصيت "إناس إناس".
وكان الراحل خص وكالة المغرب العربي للأنباء مؤخرا بتصريح عبر الهاتف بعث من خلاله قبلات الامتنان والشوق "لكل المغاربة الذين عبروا عن حبهم له، شيوخا وشبابا. لن أنسى الدموع التي سالت في عيون أحباء لا أعرفهم".
وسيوارى الفقيد، الذي خلف أربعة أبناء، الثرى يوم الأربعاء 18 يناير الجاري بمسقط رأسه (مدينة خنيفرة) بعد صلاة الظهر.
أطلس أنفو-ومع

الثلاثاء، يناير 03، 2012

الملك يعين أول حكومة ملتحية "قزّمت" الحضور النسائي وأقصت تمثيلية الصحراء

أخيرا وبعد مخاض استمر شهرا ونيف استقبل الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء بالقصر الملكي بالرباط أعضاء أول "حكومة ملتحية" يقودها أمين عام الحزب الإسلامي الذي ارتضى النضال من أجل "أيديولوجيته" الإسلامية، من داخل المؤسسات بعكس جماعة العدل والإحسان التي فضلت "حروب" الشوارع وسياسة لي أذرع المخزن.

واستقبل الملك في البداية عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة (الوزير الأول في الدساتير القديمة)، الذي كان الملك عينه قبل نحو شهر ومباشرة بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 25 نونبر، التي حصل فيها حزب العدالة والتنمية على المرتبة الأولى متبوعا بحزب الاستقلال، أهم حليف له في الحكومة الجديدة. بعد ذلك تقدم للسلام على الملك محمد السادس باقي أعضاء الحكومة المكونة من إتلاف رباعي ضم إلى جانب العدالة والتنمية، كلا من حزب الاستقلال، وحزب الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية.

وجاءت تشكيلة الحكومة التي أدت القسم أمام ملك البلاد على الشكل التالي؛ عبد الإله بنكيران: رئيس الحكومة، عبد الله بها: وزير الدولة، محند العنصر: وزير الداخلية، سعد الدين العثماني: وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مصطفى الرميد: وزير العدل والحريات، أحمد التوفيق: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إدريس الضحاك: الأمين العام للحكومة، نزار بركة: وزير الاقتصاد والمالية، نبيل بنعبد الله: وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، عزيز أخنوش: وزير الفلاحة والصيد البحري، محمد الوفا: وزير التربية الوطنية، لحسن الداودي: وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، محمد أوزين: وزير الشباب والرياضة، عزيز رباح: وزير التجهيز والنقل، الحسين الوردي: وزير الصحة، مصطفى الخلفي: وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، فؤاد الدويري: وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد الواحد سهيل: وزير التشغيل والتكوين المهني، عبد القادر اعمارة: وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، لحسن حداد: وزير السياحة، بسيمة الحقاوي: وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، محمد الأمين الصبيحي: وزير الثقافة، عبد الصمد قيوح: وزير الصناعة التقليدية، الحبيب الشوباني: الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، عبد اللطيف لوديي: الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف معزوز: الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، الشرقي الضريس: الوزير امنتدب لدى وزير الداخلية، يوسف العمراني: الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، محمد نجيب بوليف: الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، عبد العظيم الكروج: الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، وإدريس الأزمي الإدريسي: الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية।

ما يعاب على الحكومة الجديدة التي جاءت بعد "ربيع عربي" طالب بعديد من المطالب كالديمقراطية ومحاربة الفساد والمساواة بين الجنسين، وهو ما سارع دستور فاتح يوليو إلى التفاعل معه وتخصيص فصل يحمل أكثر من مدلول هو الفصل 9، الذي دعا إلى احترام مبدإ المساواة، ما يعني أنها ضمانة دستورية، (ما يعاب) هو أن تمثيلية النساء كانت خجولة جدا، ولم ترق إلى ما كان النسيج النسائي يصبو إليه، بحيث اكتفت حكومة بنكيران، التي تضم حزب التقدم والاشتراكية أحد أبرز الداعين إلى المساواة بين الجنسين، بمنح حقيبة وحيدة وواحدة لإمرأة تنتمي إلى حزب المصباح، وهي بسيمة الحقاوي التي ستدير وزارة المرأة والأسرة والتضامن الاجتماعي. إنها "خيبة" أمل ستكون أولى الأوراق التي سيستغلها بدون شك الرافضون لتوجهات الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة، والذي ستكون له أيضا تداعيات ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن حتى على صعيد علاقات المغرب مع دول ومكونات المنتظم الدولي، الذين لا يخفون توجسهم من تولي الإسلاميين مقاليد الحكم بالمغرب.

ثاني أبرز ميزة ميزت حكومة بنكيران هو "إقصاء" تمثيلية الصحراء في الحكومة الجديدة، بحيث يبدو أن القصر "لم يقتنع" بالعنصرين اللذين تضمنتهما لائحة بنكيران؛ وهما ولد الرشيد من حزب الاستقلال، وكجمولة بنت أبي عن التقدم والإشتراكية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الإسمين الصحراويين اللذين تم اقتراحهما هما ضمن "لائحة سوداء" لن تخول لهما تبوء مناصب سامية؛ وفي حين تؤكد المعطيات أن ولد الرشيد بات من الذين لا يلقون ترحيبا حتى من لدن أبناء الصحراء نظرا إلى "تسلط" آل الرشيد على أهالي الصحراء، فإن المصادر ذاتها تشير إلى أن محيط القصر يحتفظ بتحفظه على كجمولة، الانفصالية السابقة، التي وقفت مواقف "يشوبها الغموض" خاصة إزاء قضية الانفصالية أميناتو حيضر التي أحرجت المغرب كثيرا أمام المنتظم الدولي.

إلا أن هذا المعطى (عدم الأهلية-إن تم التسليم بذلك-) لم يكن ليحول دون تدخل القصر بطرقه المختلفة، من أجل البحث عن بروفايل صحراوي يتم إدماجه بالحكومة الحالية، حتى ولو تطلب الأمر السير على غرار ما تم فعله مع وزير الفلاحة التجمعي، عبد العزيز أخنوش، الذي طُلب منه تقديم الاستقالة من حزب التجمع الوطني للأحرار، عشية انضمامه إلى "الحكومة الملتحية" تحت عباءة "المستقل". فهل غياب تمثيلية الصحراويين سيكون له انعكاسه في مستقبل الأيام، الذي ينتظر تنزيل الدستور الجديد، وقبله تنزيل الجهوية المتقدمة التي تمنح أقاليم الصحراء حكما ذاتيا في هذا الإطار؟


نورالدين اليزيد


الجمعة، ديسمبر 30، 2011

الوليد- إعلام: امبراطور الإعلام العربي "الوليد" مُصِر على إطلاق قناة تنافس "الجزيرة" و"العربية"



عاد الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال ليكرر مرة أخرى عزمه إطلاق قناة إخبارية جديدة سنة 2012 تحمل إسم (العرب)، وستتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مقرا لها.
وأضاف الأمير الوليد في تصريحات صحفية، أوردتها وسائل إعلام خليجية اليوم الخميس، أن "القناة ستواكب التغييرات الدراماتيكية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن (العرب) التي ستبث برامجها على مدى 24 ساعة "ستخدم كل العرب وقضاياهم وستساهم في التنمية البشرية والاقتصادية في اطار الديموقراطية التي ستتبعها".
وأكد أن (العرب) التي ستتخذ من المدينة الإعلامية بالعاصمة البحرينية المنامة مقرا لها، "ستنافس شبكتي الجزيرة القطرية والعربية السعودية"، مشيرا إلى تعيين الصحافي جمال خاشقجي مسؤولا عن القناة.
وستتوفر المحطة على شبكة من المراسلين والمكاتب الإخبارية المنتشرة في المنطقة والعالم.
يشار إلى أن (العرب) مشروع إعلامي مشترك جديد بين "المملكة القابضة" التي يملكها الأمير الوليد، وخدمة (بلومبرج) الإخبارية.
ويملك الوليد بن طلال 12 محطة فضائية متنوعة، أهمها ( قناة الرسالة، روتانا خليجية، روتانا طرب، روتانا موسيقى، روتانا سينما، روتانا زمان، روتانا كليب، روتانا مصرية، وفوكس أفلام وفوكس مسلسلات وإل بي سي)، فضلا عن مجموعة واسعة من الاستثمارات المرتبطة بقطاع الإعلام، من بينها حصص في "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" و"نيوز كوربوريشن" إلى جانب حصة بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، اقتناها مؤخرا ما جعل العديد من المتتبعين يتساءلون حول مستقبل هذا الموقع الاجتماعي الذي ساهم بشكل كبير في اندلاع ما يسمى "الربيع العربي"، في الوقت الذي ينتمي فيه الوليد إلى نظام سعودي محافظ ينظر بعين الريبة إلى الاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة العربية منذ سنة وأطاحت بأنظمة عربية فيما تبقى أنظمة أخرى قاب قوسين أو أدنى من الزوال.
المنامة -وكالات

الخميس، ديسمبر 29، 2011

سوريا-ثورة: طفل ذو 5 سنوات يُقتل أمام أعين مراقبي الجامعة العربية

أصيب خبراء الجامعة العربية المبعوثون من قبل هذه الأخيرة للاطلاع على الوضع بسوريا، بذهول عندما قام نشطاء حقوقيون بجلب طفل مقتول لا يتعدى عمره خمس سنوات ووضعه فوق واجهة إحدى عربات مبعوثي الجامعة. وأصيب المراقبون العرب بدهشة وحرج شديدين عندما رأوا جثة الطفل (الشهيد) مسجية فوق السيارة بينما انبرى نشطاء يضعون فوقهارصاصا فارغا لعله الذي رماه به قناصة بشار الأسد