الأربعاء، مايو 23، 2012

الوطن وطننا ولا مرحبا بـ"روس" !


مما لا شك فيه أن المغاربة الذين توحّدوا تاريخيا حول شعارهم الخالد "الله، الوطن، الملك"، لم ولن يتفرّقوا إلى أبد الآبدين عندما يساومون في أرضهم التي يشهد التاريخ والجغرافيا بحدودها، ولا تستطيع حسابات الطامعين والراغبين في التنغيص عليهم والنيل من تراب هذه الأرض الطيبة والطيب أهلها، مهما أوتوا من قوة ومكائد.
وكم يُحس المرء بالفخر والاعتزاز عندما يبحر في الشبكة العنكبوتية العالمية، وخاصة في مختلف المواقع الإليكترونية العملاقة، وفي صفحات شبكات الاتصال الاجتماعي كـ"الفيس بوك" و"تويتر"، والـ"يوتوب"، ويجد العشرات بل والمئات، أو فلنقل بأدنى تحفظ، الآلاف من جيوش الشباب المغربي، الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن مقدسات بلادنا بطرقهم الخاصة؛ فلا يترددون ولا يدخرون جهدا في التصدي لأعداء وحدتنا الترابية، من خلال تعليقاتهم التي تحمل في ثناياها الإيمان بقُدسية هذا الوطن الغني بأهله وترابه، وليس بشيء آخر يُباع ويُشترى، والذي يجعل حتى الأشقاء المجاورين يُنَصبون أنفسهم خصوما لَذوذين لنا تحت يافطات "حق تقرير" المصير المفترى عليها.
ولا تكاد مقالة منشورة هنا أو هناك، وبهذا الموقع أو ذاك، وتتعلق بالقضية الأولى وطنيا، أن تخلو من تعاليق "أنترنوت" مغاربة يخوضون حروبا لا هوادة فيها، سواء مع أزلام افتراضيين لعصابة البوليساريو، أو مع عناصر تحركها خيوط تمتد إلى مخابرات الدولة الجارة التي لا تخفي معاكستها لأرضنا ومصيرنا.
إن هؤلاء جنود الاحتياط المغاربة المرابطين في مختلف منصات/قلاع هذا العالم الافتراضي، والذين وإن اختلفوا مع سياسيينا حول طريقة تدبيرهم للشأن العام الوطني، فإنهم لا يقبلون المساس بحدود الوطن الطبيعية الممتدة من طنجة إلى الكويرة، من أية جهة مهما كانت دولة أو عصابة، فتجدهم ينشرون ويردون على مختلف التعاليق بالحجة والدليل على مشروعية وعدالة قضيتنا المقدسة، وعلى زيف وادعاءات الخصوم والمناوئين لنا.
وفي عدد من المناسبات تجد هؤلاء الخصوم الافتراضيين المسخرين من طرف خصومنا الواقعيين لا يستطيعون الاستمرار في المواجهة مع شباب مغربي تسلح بمقدساته، وهو ما يعري عورة هؤلاء المرتزقة بصكوك تقرير المصائر، لغايات الاغتناء وتلهية الشعوب عن قضاياها الحقيقية والطبيعية.
ويبدو أن الحروب القادمة لن تشم منها رائحة بارود أو دم، ولكنها ستكون، وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة، في بحور الشبكة العنكبوتية، ليكون الأقوى فيها هو القادر على التمكن من خيوط هذا العالم الافتراضي، وجعله في متناول شعبه بالشكل الذي يصبح فيه استعمال الإنترنيت مجالا للابتكار والتربية على مقومات الوطن والتعريف بها والذود عليها، لا أن يكون مجرد أداة للترفيه وتمضية وقت الفراغ.
ولعل النصيحة التي قدمها المرشح للرئاسة المصرية "أبو الفتوح" إلى المسؤولين المغاربة -وإن كنا لا نتفق معه بشكل كبير على الأقل من حيث جعل النصيحة هنا مبررا- حول ضرورة التكثير من تحميل خرائط المغرب على الإنترنيت، بعدما سقط العاملون في حملته الانتخابية في خطإ فادح وحمّلوا خريطة للمغرب غير مكتملة، لعلها (النصيحة) تحمل العديد من الدلالات، بحيث يعتبر الاستعمال المكثف لهذه الشبكة سواء من خلال تحميل الأشرطة والصور والخرائط، من طرف الشعوب، شكلا آخر من أشكال، ليس فقط التعريف ببلدان هذه الشعوب وعادات هؤلاء وتقاليدهم ومقدساتهم، ولكن أيضا وهذا هو الأهم، جبهة لحرب الدفاع عن كل ذلك؛ وإنها لدعوة ملحة أيضا إلى الفاعلين في مجال الاتصال ببلادنا لتكريس وتسريع وثيرة نشر استعمال الإنترنيت على أكبر مستوى، وتسهيل الولوج إليه من قبل المواطنين، فليس المهم أن يبلغ عدد الهواتف النقالة بالمغرب أكثر من عدد السكان، كما أعلن مسؤولو الوكالة الوطنية لتقنين وسائل الاتصال (ANRT)، مؤخرا فقط، مادام أن استعمال غالبية هذه الهواتف النقالة لا يمتد أثره، لظروف مختلفة، إلى ما وراء الحدود الوطنية، ولكن الأهم هو انتشار استعمال الإنتريت وتربية الناشئة على كيفية استعماله، وهي دعوة أيضا للأسرة والمدرسة للقيام بذاك الدور التربوي الذي يضمن الانفتاح على الآخر والحفاظ على الثوابت؛ فكلنا جنود للذود عن الوطن ومقدساته.
نورالدين اليزيد
عمود "نافذة" منشور بموقع مسارات على الرابط:
      
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق