الجمعة، مارس 04، 2011

فتيات يمارسن الـ"السيبير سيكس" نزولا عند رغبة "فارس" أحلام افتراضي

بدافع التسلية أحيانا و"الشات" تجد العديد من الفتيات أنفسهن تخضن في أحاديث "جادة" عن الزواج بأشخاص هم في الغالب من جنسيات خليجية، وأحيانا أخرى يكونون مغاربة مقيمين بالخارج، وبعد الوعود التي يتلقينها، يستسلمن لطلبات هذا "الزوج الافتراضي" الذي يريد الاطلاع على مكامن اللحم والإثارة لدى البعض من هؤلاء الفتيات اللاهثات وراء "فارس" أحلام لا يأتي في الغالب، بل يصبحن ضحيات بعدما يتم نشر صورهن الفاضحات أمام الملء في الشبكة العنكبوتية

"الرغبة في الزواج والبحث عن المال وراء تَعريهن"

جالت قليلا بعينيها من حواليها، وترنحت في مقعدها بعدما دنت أكثر إلى جهاز الحاسوب الموضوع أمامها، وعدّلت من جلستها في ذات الوقت الذي عدّلت فيه كذلك كاميرا الحاسوب...كانت القاعة شبه فارغة إلا من أربعة أشخاص، هي خامستهم، بالإضافة إلى الفتاة المشرفة على مقهى الإنترنيت هذه، والتي كانت تخوض هي الأخرى في حديث يبدو كأنه هو الآخر حميمي..

كنت من بين هؤلاء الزبناء القلائل أتابع هذا البيع الرخيص للحم الآدمي..مختفيا وراء حاسوبي، رأيت هذه الفتاة تعرض "بضاعتها" إلى ذاك الخليجي، الجالس هنالك يقدم لها الوعود تلو الوعود، تحت صك عريض اسمه الزواج...هذا ما استنتجتُه، عندما استرقت منها خلسة السمع ...والنظر؛

"سأكون زي الخادمة عندك.." قالت بلهجة مصرية حسِبتْها هي خليجية..قبل أن تُخفض صوتها..وتواصل، "أنا بَحبك...إن كنت عايز أبناء...أو ما عايز ما فيه مشكلة...بَس أكون بأُربك..". كلامها كان يبرز جانبا من حوار مع الطرف الآخر، يبدو أنه لا يقبل أبناء في حالة إقامة علاقة زواج، قد لا تأتي أبدا مع مثل هذا الذي يطلب منها التعري أمام الكاميرا..اندفعت فجأة أكثر إلى الكاميرا، بعد أن التفتت فقط إلى الفتاة المديرة للمقهى...بينما لم تعر أي اهتمام إلى باقي الحضور بالقاعة، هؤلاء الزبناء الذين كان صاحب هذه الكلمات واحدا منهم...استشعرتُ أن الفتاة تريد الكشف عن مخزون ثيابها من اللحم الأنثوي، من الجهة العليا، فلقد علمتني التجارب، في أوقات سابقة، الشيء الكثير عن هذا التعري الممزوج فيه ما هو واقعي وما هو افتراضي...واستطاعت عيناي في مرات عديدة اقتناص فتيات في عمر الزهور أحيانا يعرضن أجسادهن أمام مرأى زبناء مقاهي الإنترنيت، الذين باتوا يألفون وجود فتيات مرتديات ألبسة شفافة أو قصيرة وهن يخضن في أحاديث وحوارات ساخنة عبر "الميسنجر" و"السكايب"وبالـ"ويب كام".. في صورة من صور "السيبير سيكس" المعروف لدى الغرب، ودون وعي منها، داعبت قليلا نهديها من الأسفل كأنها تحمل حمَّالات النهدين إلى أعلى..فبدت مقدمتهما وامتد أكثر الفاصل بينهما، الذي فضحته أشعة المصباح وهي تكشف عن سيلان عرق كثير بدأ يثور على هذا الجسد المضغوط بالأماني والأمنيات، وبدرجة حرارة القاعة المرتفعة جدا..كنت أسترق النظرات حين التقت عيناي بعينيها، خِلتها وقتها أنها ستكبح جماحها هذه الثائرة على اللحظة..استحياءً مني ومن باقي الزبناء لكن لم تفعل..فلقد كانت نظرتها إلي عن غير قصد، بل عن غير وعي..تابعتِ الكشف عن نهديها بيَد، بينما كانت اليد الثانية تحاول تكييف "الويب كام"، مع اتجاه ووضع صدرها المسكين هذا الذي تبتاعه صاحبته لزوج افتراضي قد يأتي أو لا يأتي، أو لنقل قد يتحول إلى آدمي من لحم ودم، أم أنه سيظل حلما تطارده هذه الباحثة عن زوج، في غياهب ظلمات بحور هذا العالم الافتراضي.. المسمى إنترنيت..تابعت تعديل الكاميرا موجهة إياها إلى ما تحت "الحزام"..حقا إنها تريد الكشف عن فخديها..حاولت في المرة الأولى..وكنت أحاول لحاقها بناظري فلقد كانت غافلة عمن حولها، أو إنها لم تكن آبهة بهم، فالهدف أكثر وأسمى بالنسبة إليها من أن تتأخر عن تلبية طلبات هذا "الفارس" الافتراضي..ثم حاولت مرة ثانية..أخيرا نطقت كالذي ينطق بعدما يعجز عن تلبية طلبٍ غال لشخص عزيز "موش آدرا..في مرة أخرى ممكن حبيبي..أوكي"، كأنها كانت تستجديه بأن لا يغضب منها..وسكتت عن الكلام المسترسل الدافئ الحمّال لمعان كثيرة..وأسئلة متداخلة جمة؛ فتاة في مقتبل العمر تبيع جسدها بأثمنة بخسة لأشخاص مفترضين مقابل وعود ليس إلا بالزواج.. وفي أحسن الأحوال مقابل مبلغ من المال يتم إرساله إلى وكالة تحويل الأموال..هكذا تحكي صاحبة مقهى الأنترنيت، التي كشفت أنها "ذاقت فلوس دوك ولاد الحرام، لكن لن يذوقوا لحمها، أو يلمسها ذات يوم أحد أولائك الكلاب.." على حد تعبيرها..

"سيكس" مباشر..من أجل زوج

سعيدة، المشرفة على هذا المقهى، باتت خبيرة بمآرب زبنائها، في هذا المقهى الكائن وسط حي كثيف السكان بمدينة سلا، فهؤلاء الزبناء صنفان لا ثالث لهما، وإن كان هناك صنف آخر فهو صنف أطفال يبحثون عن مواضيع يطالبهم بها أساتذتهم في المدارس الابتدائية، وتساعدهم سعيدة على البحث فيها قبل إخراجها في ورق فيذهبون في حال سبيلهم، ويبقى المجال مواتيا للصنفين الأكثر ارتيادا على مقهى الإنترنيت هاته؛ الصنف الأول معروف ويثير الكثير من الضوضاء والإزعاج لسعيدة، حيث يحتل على الأقل ثلاثة أشخاص مكتب جهاز حاسوب واحد ويبدأون في التخاطب و"الشات" مع الأهل والأحباب، وبصوت مرتفع، مما يكسر صمت القاعة، وفي غالب الأحيان، يزعج باقي الزبناء، لاسيما منهم، الفئة الثانية الأكثر حضورا بالمقهى؛ إنهن الفتيات الباحثات عن أنصافهن الأخرى..فهؤلاء بِتن معروفات لدى سعيدة بكونهن يأتين من أجل الغرض نفسه..

تحكي سعيدة أنها بالرغم من أنها شخصيا ترفض ربط علاقة، مهما كانت طبيعتها، مع خليجي انطلاقا من مواقع الإنترنيت، بحكم مبادئها وظروف عائلتها التي لا تسمح بهذا النوع من العلاقات، إلا أنها ليست ضد الفتيات اللائي يفضلن الغوص في هذا العالم الافتراضي، من أجل الزواج، خاصة أننا بالمغرب نحيا على "أزمة" حقيقية في تكوين أسرة؛ فكثير من الشباب المغاربة حاصلون على شواهد عُليا لكنهم من دون عمل، فكيف لهؤلاء أن يبادروا إلى خطبة فتاة، وهم بالكاد يستطيعون توفير مصروفهم اليومي (قهوة وسجائر)؟ تتساءل سعيدة، التي استمرت تسرد حكايات مختلفة، في ما يشبه العارفة بمشاكل الشباب وخاصة الفتيات الراغبات في التزوج من أصحاب "البترودولار"..نسبة كبيرة من الفتيات اللائي كن يزرن هذا النادي الذي أديره، تضيف، منذ أزيد من سنتين تزوجن عبر الإنترنيت، ومن هن من حظيت بزوج له مال غزير، كما هو الشأن بالنسبة لإحداهن التي أصبحت صديقة عزيزة علي، والتي مكّنها زوجها العُماني من منزل من طابقين بمدينة تمارة، تسكن به هي وعائلتها، بعدما كانوا يكترون بيتا يجمعون بمشقة الأنفس ثمن سومته الكرائية كل شهر، هي التي كانت تعمل "فام دميناج" وشقيقها الكهربائي..قيمة المنزل الذي يوجد في أحد الأحياء العصرية الحديثة بتمارة تتجاوز الـ160 مليون سنتيم، تقيم فيه اليوم برفقة كافة أفراد أسرتها، بمن فيهم والديها العاطلين عن العمل وأشقائها الخمسة..وعن سؤال عما إذا كانت صديقتها هذه كانت تستعمل نفس طُرق العري أمام كاميرا جهاز الحاسوب قبل أن تلتقي زوجها في ما بعد، ابتسمت سعيدة وطلبت إعفاءها من الجواب عن هذا السؤال، لأن ذلك أصبح من الماضي، قبل أن تفعل تحت إلحاحنا..لقد كانت تفعل أكثر مما تقوم بها الفتاة سالفة الإشارة إليها، بحسب محدثتي، لأنها كانت تبقى شبه عارية أمام الحاسوب، بعدما تطلب من المشرفة على النادي إغلاق باب القاعة، مع تكفلها بتعويضها عن ثمن الخدمة بالأجهزة العشر، حيث كانت تقضي ما بين الساعة والساعتين، خاصة في فترة الظهيرة، أمام الكاميرا تدلك في نهديها، كما كنت أخطف النظرات أحيانا، تقول سعيدة، وربما كانت تفعل أكثر من ذلك، خاصة أني كنت أنهمك في جهازي، بعدما تختار الارتكان إلى زاوية القاعة، وكان ينتهي إلى مسمعي من حين لآخر أصوات كتلك التي تصدر عن فتاة يضاجعها شخص.. وهذه هي النتيجة..تضيف المتحدثة؛ رجل لا يأتي إلى المغرب إلا نادرا، وسيارة لا يقل ثمنها عن 20 مليون سنتيم، في متناول شقيقها، لأنها لا تتقن السياقة، كما لا تتقن أيضا القراءة والكتابة، لأنها شبه أمية، والشيء الوحيد الذي كانت بارعة فيه لحد الاحترافية، هو "الإبداع" في طريقة عرض ما تكتنزه من لحم طري ووجه أبيض صاف تحسدها عنه صديقاتها، تعرض كل ذلك أمام الزوج الافتراضي الذي، بسحرة لحم آدمي، تحول إلى زوج حقيقي..مع بعض التحفظ على الصفة، لأنه لا يلتقي زوجته إلا لفترة وجيزة لا تتعدى، بالكاد، أسبوعين في السنة، فهو لا يستطيع أخذها معه إلى سلطنة عمان، لأسباب شخصية وعائلية، ظل يرفض الخوض فيها مع زوجته المغربية، التي أنجبت منه مؤخرا طفلا يشبهه تماما من حيث السُمرة التي تعلو مُحيى هذا العماني القادم من سلطنة عمان.

وزواج عرفي..على سُنة "النِّت"

حكايات أخرى، روتْها سعيدة، لا تكاد تنتهي تشير إلى هروب ولجوء فئة عريضة من الفتيات إلى هذا "الخَطّاب" الإليكتروني الذي يتيح لهن إمكانيات أكبر للاختيار، فهناك "طلب" على المرأة المغربية، تقول سعيدة، لأنها ببساطة "صبّارة مسكينة"، وليس لها أي اعتراض على أن يُعدد الزوج العربي، أو أن تكون هي زوجته الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أو .. هلُمّ جرّا..في سبيل التمتع بحياة الرغد والرفاهية..إنه "الحلال" بالنسبة لهؤلاء العرب، ولكنه "حرام" بالنسبة للمغربي، الذي لا يستطيع توفير حتى أدنى متطلبات الحياة الهادئة لزوجته، والكلام دائما لهذه الـ"سعيدة" التي اكتسبت تجارب حياتية مليئة بالطرائف إلى حد عدم التصديق، لكنه هو الواقع الذي يخرج من بين أسلاك هذا العالم الافتراضي..

وهذه فتاة لا تعكس هيأتها الفيزيولوجية سنها الحقيقي، كما تبدو على الصورة التي أبت سعيدة إلا أن تظهرها لي وقد التُقطت لهما معا في هذا النادي؛ قامة طويلة وجسد ضخم على الطريقة الأمريكية، بالإضافة إلى شعر منسدل على الأكتاف يكاد يغطيهما..وابتسامة طفولية تكشف عن أن وراء هذا الجسد والنهدين الثائرين روح صبية بريئة..كذلك هي هذه الفتاة؛ فلقد حصلت فقط قبل أيام، ولأول مرة، على البطاقة الوطنية، لأنها للتو أكملت ربيعها الثامن عشر، وتعرفت قبل أزيد من سنتين على رجل بحريني من الشيعة، يعتبر من "علية قومهم". وبالرغم من أنه يكبرها سنا بحوالي أربعين سنة، إلا أنها ارتضته زوجا خارج إطار الزواج، بالنسبة للقانون المغربي على الأقل، وأما هنالك بمملكة البحرين فإنما يمكنها أن تسافر معه وتعيش معه داخل نفس البيت دون أي حسيب أو رقيب، ما دام يحتفظ كل منهما بورقة عرفية ابتدأ الكلام المخطوط بها..بـ"زوّجتك نفسي".. الصديقة الثانية للمتحدثة إلينا، أرادت إقناع "زوجها" هذا بإبرام عقد شرعي في إطار القانون المغربي، كما عرضت عليه الإنجاب أيضا على أن يحمل المولود اسم والدته التي بات القانون المغربي يسمح لها بذلك بعد إصلاح المدونة، لكنه رفض، بمبرر أن ظروفه العائلية لا تسمح لها بذلك، وأية ظروف هاته التي يتعذر بها، ما دامت زوجته عرفيا المغربية، تسافر معه إلى المنامة وتجلس إلى زوجته وبناته، التي إحداهن تكبرها سنا...بل إن حب عائلته لها وتوصية والده بها خيرا، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها، هو ما جعله يغدق عليها المال ذات اليمين وذات الشمال، بعدما اشترى لها سيارة وشقة بإحدى العمارات المتواجدة بطريق القنيطرة بمدينة سلا، ويرسل لها شهريا أجرا محترما من المال تعيش منه هي وإخوتها ووالديها..وارتضت بهذا الوضع، رغم أنها هنا "تعيش حياتها" عادية، كأنها غير ملتزمة مع ذاك الرجل البحريني النائم في المنامة..هذه الزوجة "المعلقة" فتنت المواطن البحريني الشيعي، بشعرها كما يصرح لها بذلك، وبعينيها الغامقتين سوادا وبابتسامتها غير المتكلفة البريئة..وإن كانت هي الأخرى قد كانت تبرز مفاتنها عبر "الويب كام"، قبل أن يطلب منها الكف عن ذلك، عندما تأكد أنه سيأتي إلى المغرب للقائها، وفي مقابل ذلك ترجاها أن ترسل إليه صورا شخصيا عبر "الإيمايل"، ففعلت وليتها لم تفعل، تقول صديقتها، التي كشفت أنها أرسلت صورا غاية في الإثارة. وأقسمت سعيدة على أن الصور المرسلة كانت الطعم الحاسم الذي أخرج هذا العجوز من بحر الإنترنيت ليأتي لملاقاة التي رمت بالصنارة لاصطياد سمكة، فاصطادتها وببطنها كنزا لا يقدر بثمن، حيث ما يزال يعدها في كل مرة يلتقيها (مرتان أو ثلاث مرات في السنة) بأنه لن يفرط فيها ولن يتركها، ووصيته الوحيدة إليها، هو أن "تحافظ على نفسها" عندما يكون بعيدا عنها.

في الغالب لا تسلم الجرة..

ليس كل مرتادات نوادي الإنترنيت من أجل البحث عن أزواج، يكون حظهن مسعفا إلى هذه الدرجة من اليسر؛ فكثيرات هن الفتيات اللائي بدأن فقط بمجرد دردشات عادية للتعارف مع أشخاص من بني جلدتهم، لكنهن سرعان ما انخرطن في علاقات افتراضية مع "مجهولين" وعدُوهن بكثير من المتمنيات؛ مال وسيارة "آخر موديل" باسمهن، وزواج وسفر إلى دولة عربية خليجية أو أوروبية أو أمريكية، وحياة مترفة بمنازل راقية..لكن لا شيء من ذلك؛ بل كانت النتيجة صادمة عندما وجد البعض من هؤلاء الفتيات صورهن تملأ المواقع الإليكترونية، في شكل "ألبومات كاملة" عنهن، أو في شكل مقاطع "فيديو" توثق بالصورة لحظات حميمية حسبناها ذات يوم لا يعلمها، بعد الله سبحانه، إلا هن والذين كانوا يحرضوهن على الكشف عن مفاتنهن..

"ليلى" الفتاة ذات العشرين سنة من عمرها، والتي تتابع دراستها في السنة ثانية جامعية، واحدة من اللائي صُعقن عندما جاءت أخبار وجود صورهن في بعض المواقع الإليكترونية..تلقت الخبر في البداية بشكل عادي، وحسبت أن صديقتها التي أخبرتها بذلك، كانت تقصد صورها في صفحة الموقع الاجتماعي "فيسبوك" الذي وَضعت فيه صورا لها برفقة صديقات وأصدقاء وأفراد العائلة، لكن صدمتها كانت قوية حين أخبرتها الصديقة، في ما إذا كانت تضع في صفحتها الشخصية بـ"الفيسبوك" صورة لها وهي أمام كاميرا الحاسوب في موقع "الشات" المباشر "إم إس إن" مرتدية قميصا داخليا شفافا "شوميز دو نوي"، وتبدو كأنها تداعب صدرها المكشوف بشكل شبه تام..لطمت وجهها بأعشارها "آويلي.."، صارخة في وجه الصديقة بسؤال عن لون الـ"شوميز"، قبل أن تنهار مصدومة، بعدما أخبرتها بلون أسود..إنها هي عندما كانت ذات ليال صيفية تخوض في حديث حميمي من داخل غرفتها بالبيت مع "مراد" الذي أخبرها بأنه موجود بإيطاليا، والذي كان أكد لها أنها يحبها ويريد التزوج بها، قبل أن ينال ثقتها وتستسلم لرغبته المرضية في الكشف عن مفاتنها.. لكنها اكتشفت في ما بعد أنه شخص "مريض" من الدار البيضاء، وكان يريد فقط ابتزازها ماديا عندما هددها بنشر صورها الشخصية في المواقع الإليكترونية، إن لم تخضع لطلبه وهو أن ترتبط به، لكنها تحدّته وأمطرته بوابل من السب والقذف، ولم تعر لتهديده أي اهتمام ما دام الأمر، باعتقادها، كان يتعلق بصور سبق لها هي نفسها أن وضعتها بموقع اجتماعي يضع فيه ملايين الناس صورهم، منها حتى الشبه فاضحة..ولم تكن تتصور أن "مراد" كان يأخذ لها صورا بينما كانت تحاوره عبر "الشات" في تلك اللحظات الساخنة العابرة..

طلبت من صديقتها أن تدلها على الموقع الذي رأت فيه تلك الصور، لم تذكر الصديقة العنوان تحديدا، لكن ذاكرتها احتفظت باسم صاحب الموقع؛ هو بالضبط مُدونة وليس موقعا عاما..أخبرتها صديقتها بأنها تحمل حاسوبها المحمول، وبعد إتمام الحصة الدراسية، يمكنهما أن يأخذا قهوة معا، ويلِجا إلى الموقع..وكذلك فعلتا..وليتهما ما قامتا بذلك الاكتشاف الصادم..فقد تمكنتا من الولوج إلى المُدونة واطلعتا على كمٍّ من الصور، بل إن الصدمة الكبرى كانت عندما أحالهما رابط إليكتروني، وُجد بالمدونة، على الموقع العالمي الشهير "يوتوب"، الذي وجدتا فيه ثلاثة أشرطة فيديو لـ"ليلى"، كل واحد منها تتراوح مدته الزمنية ما بين دقيقة ونصف وثلاث دقائق، تنقل بدقة تلك اللحظات التي كانت تكشف فيها عن جسدها أمام الـ"الويب كام"..صُعقت وذرفت دموع الندم واستحلفت صديقتها على أن يظل ذلك سرا بينهما، في انتظار أن يبحثا عن طريقة لحذف على الأقل تلك الأشرطة المصورة بالـ"يوتوب"..

مسؤولية من؟

في لحظة إبحار يسيرة عبر محيط هذا العالم الافتراضي، وبتحريك محرك البحث العالمي المعروف "الحاج غوغل"، كما يحب البعض أن يسميه، يمكن للمبحر أن يعثر بدون بذل جهد كبير صور المئات من الفتيات اللائي لا يعرفن أن صورهن باتت تملأ صفحات المواقع الإليكترونية ومنها بالخصوص الموقع الشهير "يوتوب"..إنه الاستسلام والرضوخ إلى إغراءات المال والزواج، الذي يجعل فتيات في عمر الزهور يضحين بكرامة الجسد وقدسيته، ويبتعنه بأثمنة بخسة جدا -وهل للكرامة ثمن مادي؟- مقابل مجرد وعود لا تجد في الغالب طريقها إلى التنفيذ، وحتى إن نُفذت كما هو الشأن بالنسبة للائي تزوجن، بهذه الطريقة، من خليجيين فإن العاقبة لا تكون إلا وخيمة، خاصة مع تعارض القانون المغربي الذي يمنح المرأة الكثير من الحقوق، بالقوانين الخليجية الأكثر تزمتا وقيودا على الزواج المختلط، الذي يجمع مواطنين خليجيين بأجانب..

المسألة، بنظر المختصين ومنهم على الخصوص، الباحثون في علم الاجتماع يحذرون من ما أصبح يسمى في بعض الأدبيات بـ"السيبير سيكس"، الذي يجعل شخصين أو أكثر، تحت تأثير إغراء المال أو أشياء أخرى، يعيشون لحظات حميمية تتطور أحيانا إلى ما يشبه المضاجعة، وإن كانت المسافة التي تربط أطراف العلاقة قد تصل أحيانا إلى آلاف الكيلومترات، هذا إن لم تكن لا تتعدى بعض الكيلومترات، عندما يلتجأ أحد أطراف هذه العلاقة إلى الكذب والتستر تحت اسم مستعار.. "السيبير سيكس" الذي يتحدث عنه المختصون يصبح إدمانا وقد يتحول إلى مرض، بحيث يجد فيه بعض المقموعين والمحرومين، أو لنقل المقموعات والمحرومات، عاطفيا واجتماعيا، وفي غياب الوازع الأخلاقي والديني، الملاذ الآمن لممارسة غير عادية، وقد تصبح هذه الممارسات شاذة..هنا يصبح دور الأسرة في الانفتاح على الفتيات وخاصة المراهقات ضروريا، للتوعية والنصح البعيد عن استعمال أدوات التهديد والوعيد، ولكن بالتي هي أحسن..نفس الدور يتقاسمه مع الأسرة الإعلام والمجتمع المدني، وقبلهما المدرسة، وهي الأطراف التي ينبغي أن تسهم في تأطير وتربية الفرد على المبادئ والأخلاق الحميدة..دون نسيان الدور الأساسي والمحوري طبعا للدولة والأجهزة الحكومية، التي ينبغي عليها نهج سياسة تدبيرية في الحكامة الاجتماعية، التي تكفل للعاطلين والعاطلات عن العمل، مناصب شغل تجنبهم السقوط في عالم الـ"سيكس سيبير". هذا العالم الجنسي وإن كان في العالم الغربي أصبح تجارة مقننة تؤطره شركات ضخمة، متخصصة في مجال الإعلام والاتصال، إلا أن ثقافتنا لا تدعو إليه، وهنا يكمن دور المؤسسات السالف ذكرها، التي يجب أن يكون دورها توعيا أكثر منه قوالب في شكل أوامر بمقاطعة هذا المنتوج القادم إلى حضارتنا من الغرب.

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف19/2/12 01:14

    شكرا يا اخي على الانذار لاننا كثيرا ما ننسى اننا عايشين مع و وسط وحوش

    ردحذف