الثلاثاء، يونيو 09، 2009

التقرير الذي أزعج البوليساريو ومؤيدي أطروحتهم


نورالدين اليزيد

رغم أن المركز الأوروبي للاستخبارات الإستراتيجية والأمن اتهم في تقريره الصادر سنة 2008، في سابقة من نوعها، أعضاء البوليساريو بربط علاقات مع جماعات إرهابية وتحويل مسار المساعدات الإنسانية ليستفيد منه قادة الجبهة، إلا أن تقريره الصادر سنة 2005، أزعج كثيرا قيادة البوليساريو ومن ورائها النظام الجزائري، عندما أشار، في أزيد من ثمانين صفحة بالإسبانية والفرنسية والإنجليزية، إلى ما وصفه "حجم الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان"، الذي مارسته البوليساريو، ومعها ضباط جزائريون، داخل مخيمات تندوف، سواء على المحتجزين الصحراوين بالمخيمات أو على أسرى الحرب المغاربة.
وأكد تقرير المركز، الذي يترأسه كلود مونيكي، على أن جبهة البوليساريو منظمة ''بدون مستقبل''، وتشكل "تهديدا إرهابيا" للوضع في المنطقة قد يتطور نحو الجريمة المنظمة، الأمر الذي "يشكل خطرا على العديد من الدول الإفريقية وحتى على أوروبا على المدى المنظور".
وقال المركز الذي تأسس سنة 2002، والذي يوجد مقره ببروكسيل حيث مقر البرلمان الأوروبي، في التقرير الذي حمل عنوان''جبهة البوليساريو: شريك مفاوضات ذو مصداقية أم مخلفات حرب باردة وعرقلة لحل سياسي للصحراء الغربية؟''، "إن البوليساريو ظلت طيلة العقود الثلاثة الماضية من إنشائها، في منتصف السبعينات، بيد جماعة من أفراد قلائل يسيطرون عليها وتفتقد إلى الديمقراطية الداخلية، وتقوم باحتجاز''الآلاف من الصحراويين ضد إرادتهم بتواطؤ مع الجزائر''، مضيفا "أن عدة شكاوى قدمت في الماضي ضد الجبهة بسبب الانتهاكات التي تمارسها ضد الصحراويين المحتجزين، كما وجهت إليها عدة اتهامات باستغلال المساعدات الدولية الموجهة إلى المحتجزين والحيلولة دون وصولها إليهم"، داعيا إلى محاكمة المسؤولين من قيادات الجبهة عن هذه الانتهاكات والتجاوزات.
و لم يكتف التقرير بتوجيه الاتهام فقط لجبهة البوليساريو بعدم احترامها لحقوق الإنسان، بل اتهم أيضا الطرف الآخر والرئيسي في إدامة مشكل الصحراء، كما تراه الرباط، الدولة الجارة الجزائر بالوقوف وراء البوليساريو طيلة السنوات الماضية بسبب الرهانات الإستراتيجية في المنطقة، حيث اعتبر أن دعم النظام الجزائري والضغوط التي مارسها كانت وراء اعتراف بعض الدول في القارة الإفريقية بما يدعى''الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية''، متسائلا حول جدوى السعي إلى إنشاء دويلة صغيرة في المنطقة في عصر العولمة.
وأورد التقرير شهادة أحد قياديي البوليساريو الملتحقين بالمغرب، والمسمى لحامدي رباني، والتي قال فيها؛ ''إن جبهة البوليساريو توجد في مرحلة الفشل التام، لأن غالبية أعضائها القدامى قد غادروها، كما تخلى عنها العديد من قادتها التاريخيين، ولم يبق هناك سوى بعض الشباب الذي لن تجد قيادة البوليساريو شيئا تقول لهم، وما هي الآفاق التي ستضعها أمامهم، إن البوليساريو أمام طريق مسدود''.
وأضاف التقرير أن جبهة البوليساريو، ''ليست قادرة على لعب أي دور في أي حل سياسي متفاوض عليه''، بالنظر إلى عدم الاستعداد للتغيير من الداخل، داعيا، في هذا السياق، إلى إجراء انتخابات ديمقراطية داخل الجبهة، وقال بأن المغرب أبدى استعداده أخيرا لمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا، لكن البوليساريو لا يمثل في هذه المعادلة'' سوى جزءا من الصحراويين''.
ودعا التقرير، في الأخير، الجزائرَ إلى الكف عن التدخل في قضية تهم المغرب والمجتمع الصحراوي، مطالبا المجتمع الدولي ومجلس الأمن التحلي بالشجاعة والوضوح للإقرار بأن الحل المبني على الانفصال "هو حل غير قابل للحياة بل هو في جميع الحالات مستحيل"، بالنظر إلى المعارضة القوية لأحد الأطراف، وأن يدفعا الأطراف نحو حل سياسي متفاوض عليه في إطار المجموعة الدولية، داعيا في نفس السياق، الولايات المتحدة الأمريكية، للضغط في هذا الاتجاه من أجل حل قضية الصحراء التي عمرت أكثر من 30 سنة.

عائلات طلبة مراكش المعتقلين وزملاؤهم يربكون هيئة المحكمة وينظمون مسيرات موازية


تم تأجيل محاكمتهم إلى 19 مارس المقبل

نورالدين اليزيد

اهتزت جنبات محكمة الاستئناف بمراكش، التي كانت تنظر، يوم الخميس الماضي، في قضية المجموعة الثانية لطلبة جامعة مراكش الإحدى عشر المعتقلين، على رفع الشعارات "الأوطمية" لطلبة الجامعة والهتافات والزغاريد المصاحبة من طرف أفراد عائلات الطلبة المتابعين بنفس المحكمة، وهو ما جعل القاضي رئيس الجلسة الذي بدا مرتبكا، ينبه أكثر من مرة، إلى ضرورة التزام الهدوء في القاعة، قبل أن يعلن عن تاريخ الـ19 مارس المقبل كموعد لاستئناف محاكمة الطلبة المعتقلين على خلفية الأحداث التي وقعت في 14و15 من شهر ماي من السنة الماضية، عندما تدخلت قوات الأمن أثناء احتجاجات قام بها طلبة كلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.
وقالت مصادر طلابية وأخرى من عائلات المعتقلين، أن قوات الأمن منعت، في البداية، زملاء الطلبة المعتقلين وأفراد عائلاتهم، من ولوج قاعة المحكمة لتتبع أطوار المحاكمة، قبل أن يفسحوا لهم الطريق لذلك، تحت ضغط إلحاح هؤلاء عبر رفع الشعارات والتكتل فيما بينهم، وبعد تلقي قوات الأمن تعليمات رؤسائهم بالسماح للمحتجين بالدخول، تقول مصادر "المساء"، التي أكدت أن المحاكمة حضرها أيضا ممثلو وسائل إعلام دولية ووطنية بالإضافة إلى مراقبين دوليين، مشيرة إلى أن ممثلين عن الصحافة الفرنسية بالخصوص ظلوا على اتصال هاتفي مع أفراد من عائلات المعتقلين، طيلة أطوار جلسة المحاكمة، التي استغرقت أكثر من عشرين دقيقة.
ووضعت عائلات الطلبة المعتقلين، التي كانت تخوض إضرابا عن الطعام طيلة يوم المحاكمة، شارات حمراء احتجاجا على ما تراه "لا قانونية" الاعتقال والمحاضر"المفبركة" لتوريط أبنائها.
وكانت مصادر من عائلات المعتقلين أشارت في وقت سابق، في تصريحات لـ"المساء"، أنها بدأت إجراء اتصالاتها بغية تحريك مسطرة قضائية لدى محاكم أجنبية، لمتابعة مسؤولين مغاربة، ولإنصاف أبنائهم المتابعين بتهم ملفقة، كما زعمت تلك المصادر، التي أكدت أيضا على أنها لن ترضخ للضغوطات التي تقوم بها بعض العناصر الأمنية لثنيهم على عدم التوجه للقضاء الدولي.
ولم تستجب هيئة المحكمة لدفاع الطلبة المتابعين، والذي تقدم بملتمسات منح السراح المؤقت لموكليه، واكتفى القاضي بالقول أن الملف غير جاهز، قبل أن يعلن عن رفع الجلسة وتأجيل المحاكمة إلى غاية التاسع عشر من شهر مارس المقبل.
إلى ذلك، وقبل محاكمة الخميس الماضي، قام العشرات من الطلبة بمسيرة احتجاجية من الحي الجامعي إلى مقر محكمة الاستئناف قبل أن يتوجهوا كذلك، بعد نهاية المحاكمة، إلى السجن المركزي بولمهارز، الذي ألقى أمام مدخله ممثلون عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كلمة منددة باعتقال زملائهم، قبل أن يعودوا إلى الحي الجامعي، رافعين شعارات من قبيل؛ "الكاديري يا شهيد، قسما قسما لن نحيد" و"تحية خالدة، زهور زهور الصامدة"، في إشارة إلى كل من زميلَيهم عبد الرزاق الكاديري الذي توفى متأثرا بجراح أثناء تدخل الأمن في احتجاجات طلابية تضامنا مع غزة نهاية السنة الماضية، والطالبة زهرة بودكور الفتاة الوحيدة ضمن المجموعة الثانية من المعتقلين الإحدى عشر.
وتعتبر جلسة، يوم الخميس الماضي، الجلسة الثانية في أطوار محاكمة هذه المجموعة من الطلبة المعتقلين منذ عشرة أشهر بدون أن تتم محاكمتهم، بعدما تم تقديمه إلى المحكمة خلال الجلسة الأول من المحاكمة في ثامن يناير من السنة الجارية.
وبينما تشير محاضر الشرطة القضائية إلى توجيه عدد من التهم إلى الطلبة، ومنها التجمهر بدون إذن مسبق من السلطات واستعمال العنف وإضرام النار في ممتلكات خاصة وعامة وحمل السلاح الأبيض والتهديد بالقتل وغيرها من التهم، يعتبر طلبة جامعة مراكش وأفراد عائلات المعتقلين، أن محاكمة هؤلاء هي محاكمة سياسية بكل المقاييس، مؤكدين على أن الاعتقال جاء على خلفية احتجاج الطلبة ضد ما يرونه "إفلاس" الإصلاح الجامعي، ومطالبين بتحسين شروط التحصيل العلمي والإقامة في الحي الجامعي.

طلبة مراكش ينددون بظروف اعتقالهم


يخوضون إضرابا عن الطعام بالتزامن مع محاكمتهم

نورالدين اليزيد

يخوض طلبة جامعة القاضي عياض المعتقلون بدون محاكمة، منذ أزيد من عشرة أشهر، يومي الأربعاء والخميس، وتزامنا مع استئناف محاكمتهم، إضرابا عن الطعام احتجاجا على "تردي أوضاعهم و تنصل مندوبية السجون و إدارة السجن من كل الوعود التي قطعت في الحوارات السابقة معهم".
ومن المفترض أن تكون محكمة الاستئناف، بتت أمس الخميس، في جلسة هي الثالثة من نوعها في ملف الطلبة الإحدى عشر المتابعين على خلفية الأحداث التي وقعت في 14و15 من شهر ماي من السنة الماضية، عندما تدخلت قوات الأمن أثناء احتجاجات قام بها طلبة كلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.
وبينما تشير محاضر الشرطة القضائية إلى توجيه عدد من التهم إلى الطلبة، ومنها التجمهر بدون إذن مسبق من السلطات واستعمال العنف وإضرام النار في ممتلكات خاصة وعامة وحمل السلاح الأبيض والتهديد بالقتل وغيرها من التهم، يعتبر طلبة جامعة مراكش وأفراد عائلات المعتقلين، أن محاكمة هؤلاء هي محاكمة سياسية بكل المقاييس، مؤكدين على أن الاعتقال جاء على خلفية احتجاج الطلبة ضد ما يرونه "إفلاس" الإصلاح الجامعي، ومطالبين بتحسين شروط التحصيل العلمي والإقامة في الحي الجامعي.
وجاء في بلاغ للطلبة المعتقلين، توصلت "المساء" بنسخة منه، أنهم يعانون من مضايقات عدة من مسؤولي إدارة السجون، ومن ذلك الحرمان من الحق في متابعة الدراسة واجتياز الامتحانات، مشيرا إلى استمرار عميد كلية الحقوق في "الانتقام من المناضلين المعتقلين"، واعتبار المعتقلين في حالة غياب عن تلقي الدروس التوجيهية وحرمانهم من اجتياز ما تبقى من امتحانات الدورة الاستدراكية، وحرمان الحاصلين على شهادة الإجازة من التسجيل في سلك الماستر، وذلك بقرار وزاري حسب تصريحات عمداء الكليات، وكذا حرمان بعض المعتقلين من صرف منحهم الجامعية.
ويضيف بيان الطلبة المعتقلين، والذي حمل اسم "بلاغ2"، أن المعتقلين يعانون من الترحيل القسري و توزيعهم على السجون، وهو ما يرونه انتقاما منهم، مشيرا إلى استمرار تدهور الحالة الصحية للمعتقلين في غياب أي متابعة طبية جادة.
ورفض الطلبة، في بلاغهم، تجميعهم في زنازين لا تتوفر فيها الشروط الصحية وشروط متابعة الدراسة.
إلى ذلك توقعت مصادر من عائلات الطلبة المعتقلين حضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام الدولي وممثلون عن منظمات دولية، محاكمة يوم الخميس، مشيرة إلى أنهم كعائلات للمعتقلين مستعدون الذهاب إلى أبعد الحدود في النضال من أجل ضمان محاكمة عادلة لأبنائهم المعتقلين.
وكانت مصادر من عائلات الطلبة المعتقلين أشارت، في وقت سابق لـ"المساء"، إلى بدء قيامهم بإجراءات مع فعاليات دولية لرفع دعوى ضد المسؤولين المغاربة، في موضوع اعتقال أبنائهم.

شغيلة عصبة أمراض القلب والشرايين تتهم وزارة الصحة ومسؤولي العصبة بـ"تجاهل" مطالبهم


طالبوا السلطات العليا التدخل لإيجاد حلول لمطالبهم

نورالدين اليزيد

طالبت شغيلة العصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين، التي تخوض اعتصاما للأسبوع الثالث أمام المدخل الرئيسي للعصبة بمستشفى ابن سينا، السلطات العليا للتدخل لإصلاح الوضع المؤسساتي والقانوني والمهني والإنساني "الخطير" لشغيلة العصبة، في ظل "تجاهل وعجز" وزارة الصحة والمسؤولين بالعصبة، عن إيجاد الحلول لملفهم، واكتفاء هؤلاء، بنهج سياسة "الترهيب" والاقتطاع من الأجور والطرد التعسفي، وهو ما ينفيه المتصرف والمسؤول الإداري في العصبة.
وكانت العصبة بدأت سلسلة من الاحتجاجات منذ شهر يناير الماضي، بتنظيمها وقفات احتجاجية منددة بـ"تعسفات" الإدارة في حق المنتمين للنقابات، وبغياب حوار "جاد ومسؤول"، مع ممثلي المستخدمين والأطر، وعدم رد الإدارة على الملف المطلبي وعدم التزامها بصرف مستحقات المستخدمين.
واتهم أسامة نقرو، الكاتب عام الفرع المحلي للعصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين التابع للنقابة الوطنية للصحة العمومية، الإدارة بتوجيه ما يزيد عن 80 إنذارا و80 توبيخا للمحتجين وطرد اثني عشر مستخدما، منهم سبعة أعضاء بالمكتب النقابي وعضو لجنة إدارية ومنخرطَين، مشيرا إلى أن ما وصفه "أسلوب القمع"، لن يثني هؤلاء على الإلحاح في مطالبتهم بحقوقهم.
وأضاف ممثل النقابة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لـ"المساء"، "أن التجاوزات والخروقات التي تقوم بها الإدارة، والتي وصلت إلى حد تسخير مرتزقة من الأمن يستفزون المعتصمين ويتحرشون بالنساء منهم، كلها لن تزيد هذه الشغيلة إلا تمسكا بمطالبها العادلة، بغية تحسين أوضاعها المهنية والاجتماعية، حتى تؤدي مهمتها الإستشفائية للمواطنين، على أكمل وجه، في ظروف تراعي هذه المهمة النبيلة".
وأشار نقرو، إلى "أن تحرش الإدارة بالمواطنين بلغ مداه عندما قام أشخاص من تلك "العصابة" المرابطة أمام مبنى العصبة، بمهاجمة وتعنيف معتصمات، ما أدى إلى إسقاط العديد منهم على الأرض، ومنهم المستخدمة نجاة زروال التي تم رفسها على مستوى بطنها من قبل أولائك الحراس، مضيفا أن زملاءها قاموا بفتح محضر بالضابطة القضائية، بخصوص هذا الحادث الأليم، ويعتزمون متابعة المسؤول الذي أمر تلك العناصر الغريبة على العصبة، بالقيام بتلك العمال المشينة في حق المستخدمين"، يقول ممثل الشغيلة.
بالمقابل، نفى توفيق خليفة المسؤول الإداري بالعصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين، أية تعسفات في حق شغيلة العصبة، موضحا، في اتصال مع "المساء"، "أن الطرد للمستخدمين المعنيين، جاء بناء على ما ينص عليه قانون الشغل، حيث أقدم أربعة منهم (رجل وثلاث نساء من المستخدمين)، بمهاجمة مكتب المتصرف، مكسرين باب المكتب بعنف، وهو ما يعتبر إهانة في حق موظف، ما جعلنا نقدم على فتح محضر لدى الشرطة القضائية".
وأشار خليفة، إلى أن كل القرارات التي يصدرها، تستند إلى القانون، حيث يمارس مهامه انطلاقا من التفويض الذي منحه إياه رئيس العصبة البروفسور بنعمر المعين بظهير، وهو ما ينفيه ممثل النقابة، الذي أكد لـ"المساء"، أن القرارات المتخذ من طرف المسؤول الإداري غير شرعية، لأن القانون ينص على ضرورة انتخاب مجلس إداري بطريقة قانونية، يمكنه تسيير العصبة وإصدار ما يلزم من قرارات.
وكانت شغيلة العصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين قررت الدخول في اعتصام مفتوح منذ الثاني من الشهر الجاري، في الوقت الذي نظمت فيه أيضا النقابة الوطنية للصحة العمومية وقفة احتجاجية وطنية يوم عاشر فبراير الجاري، أمام ابن سينا.
وفي الوقت الذي عبر فيه أسامة نقرو عن أسفه لنهج الجهات الوصية، سياسة الهروب إلى الأمام، وعدم الاستجابة لمطالب الشغيلة لما يخدم أيضا الصالح العام، وجه، باسم زملائه، ملتمسا إلى الملك للتدخل بقصد إنقاذ العشرات من المستخدمين والأطر، من مصير مجهول سيطال بالنتيجة أفراد عائلاتهم، داعيا الهيئات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني إلى التضامن مع شغيلة العصبة و"فضح المسكوت" عنه.
وخلص ممثل الشغيلة إلى دعوة المستخدمين ممن استسلموا إلى "ترهيب وقمع" المسؤول الإداري، إلى تجاوز حاجز الخوف ومساندة زملائهم المعتصمين، مطالبا في نفس السياق، بالتراجع الفوري عن كل "القرارات الجائرة" وفتح حوار جدي ومسؤول لحل المشاكل العالقة بخصوص ملف شغيلة العصبة.

تقييم حصيلة برنامج فوكاريم خلال أربع سنوات من الإنجاز


اعتبرت وزارة الإسكان أن حضوره باهت في برنامج مدن بدون صفيح

نورالدين اليزيد

اعتبر مسؤولون حكوميون وفاعلون اقتصاديون وفعاليات مدنية، خلال يوم دراسي حول تقييم أداء "فوكاريم" لقروض السكن، أن حصيلة هذا البرنامج كانت إيجابية، خلال أربع سنوات من الإنجاز، رغم الصعوبات التي اعترضته، مسجلين تطور نشاط صندوق الضمان المركزي، الذي عرف نموا بنسبة 6 بالمائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2009، مقارنة بالمعدل السنوي للقروض الممنوحة خلال السنة الماضية، في الوقت الذي تشير فيه وزارة الإسكان إلى حضور جد باهت لـ"فوكاريم" في برنامج مدن بدون صفيح، رغم أنه يعتبر دعامة أساسية في البرنامج.
وكانت حصيلة أربع سنوات من الإنجاز، هي إعلان 30 مدينة بدون صفيح، وهدم ما يناهز 128 ألف براكة، وتحسين ظروف سكن 650 ألف نسمة.
وشارك في اليوم الدراسي، المنظم يوم أمس الاثنين بالرباط، من طرف وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية ووزارة الاقتصاد والمالية، بتعاون مع صندوق الضمان المركزي، كل الفاعلين المتدخلين في عملية تمويل وإنتاج السكن الاجتماع، بالإضافة إلى جمعيات الأحياء، التي تساهم في المصاحبة الاجتماعية للأسر المستفيدة من القروض الممنوحة في إطار الصندوق.
ورغم التفاؤل الذي عبر عنه المتدخلون في ما يتعلق بتطور برنامج فوكاريم، إلا أن وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، أشارت إلى حضور جد باهت في برنامج مدن بدون صفيح، وتجلى ذلك في ضآلة نسبة الأسر القاطنة في أحياء الصفيح المستفيدة من القروض المضمونة، بحيث لم تتجاوز النسبة 7 بالمائة من مجموع القروض الممنوحة، وبالمقابل فإن فوكاريم سجل حضورا قويا في اقتناء السكن الاجتماعي وضعيفا في اقتناء الأرض أو البناء الذاتي، أي أن إعادة الإيواء عبر البناء الذاتي، التي تمثل 70 بالمائة من الوحدات المنجزة لا تعني إلا 8 بالمائة من قروض فوكاريم، بالإضافة إلى تسجيل تفاوت في انخراط الأبناك.
وأكد المشاركون خلال اليوم الدراسي، المنظم تحت شعار "فوكاريم دعامة أساسية للبرنامج الوطني مدن بدون صفيح"، على أن السنة الحالية ستكون سنة تعزيز وثيرة البرنامج، إذ من المرتقب أن تنضم 30 مدينة أخرى إلى لائحة المدن المعلنة بدون صفيح، ومن أهمها؛ مدن الداخلة وبوجدور ووجدة ومراكش وطنجة وتطوان وفاس ومكناس وسطات والناظور وخنيفرة وبركان والقصر الكبير.
وأشارت ورقة تقنية قُدمت، خلال الندوة، أن الأوراش التي تم فتحها وصلت إلى 195 ألف وحدة، أي ما يناهز 65 بالمائة من مجموع الوحدات، ليتم لحد الساعة إنجاز 48 بالمائة من مجموع الوحدات وهو ما يعني إنجاز 144 ألف وحدة، تهم هدم أو إعادة الهيكلة على مستوى 127ألف و250 براكة، و15 ألف و670 وحدة شاغرة، بينما 51 ألف وحدة هي في طور الإنجاز، أي ما يمثل 17 بالمائة مجموع عدد الوحدات.
ويتجلى تقدم الأشغال بالخصوص في وثيرة الترحيل وهدم البراريك، حيث انتقلت من 5 آلاف براكة سنويا، قبل انطلاق البنامج إلى ما يقارب 50 ألف براكة، كرقم مسجل خلال سنة 2008، أي 10 أضعاف الحصيلة السابقة، وهو الرقم الذي يجب الحفاظ عليه سنويا مع الإيقاف الفوري لكل أشكال التزايد، لبلوغ هدف برنامج مدن بدون صفيح 2010/2012.
وبعد الإقرار بالصعوبات التي تعترض التأهيل المالي للأسر عبر قروض فوكاريم، تم اقتراح عدد من الحلول بهدف تشجيع الأسر والأبناك، على حد سواء، للتعاطي إيجابيا مع برنامج فوكاريم، ومن ذلك اعتماد مصاحبة مالية من طرف الأبناك، خاصة للأسر القاطنة في أحياء الصفيح، وضمان تأهيل مالي للفئات الفقيرة من الأسر ذات الدخل المحدود وغير القار لضمان عدم انزلاق الاستفادة، واعتماد إجراءات محفزة إضافية خاصة في إطار اقتناء البقع الأرضية والبناء الذاتي، ثم الدعوة إلى متابعة دورية ومنتظمة من طرف كل القطاعات العمومية والخاصة المعنية بفوكاريم، عن طريق حملات إعلامية مثلا وكذا عن طريق التتبع والإفتحاص والتقييم والتكوين.