الأربعاء، يوليو 04، 2012

دعُوا الشباب يعْمل..


نورالدين اليزيد

توقّفت كثيرا عند بعض الردود غير المرَحِّبة بالمبادرة الشبابية الطموحة التي أطلقها مؤخرا خيرة من شباب هذا الوطن العزيز، والتي أسموها "حكومة الشباب الموازية"، وهي فكرة جمعوية بسيطة لكن لها من الدلالات ما يجعلها تؤسس لنوع آخر من العمل الجمعوي الجاد والملتزم بقضايا الوطن الحقيقية، لا بقضايا البحث عن الدعم المادي أو تسلق الدرجات أولا وأخيرا.
المبادرة التي أطلقها منتدى الشباب المغربي، وهو جمعية شبابية وطنية وضعت منذ وقت غير يسير نصب أعينها العمل لأجل الشباب ومن أجله، وهو ما جعلها تترافع عن قضايا الشباب المغربي في مناسبات مختلفة وعلى كافة الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، أثارت حسد البعض وغضب بعض آخر، فاستل هؤلاء فؤوس الهدم والتخريب؛ بما يدل على أن هناك مَن لا يريد لهذا الشباب المغربي أن يكون مبدعا، وأن يظل بعكس ذلك قابعا إما في زوايا الكسل والخمول، أو وراء فئة من الناس يعظون بالنواجذ على الكراسي والمناصب الجمعوية والحزبية والمهنية، ويضعون على أعينهم وعلى أسماعهم جدارات الإسمنت المسلح، غير مبالين بما تشهده بلادنا من تغيير انخرطت فيه أعلى سلطة بالبلاد وكل أطياف المجتمع، بما فيها أطراف معارضة ظل أكثر المتفائلين، إلى حدود الأمس القريب، لا يُرشحها إلا لتحمل حقيبة أو حقائب وزارية محددة، إن هي وصلت إلى الحكم، فإذا بها تحظى بترأس الحكومة عشية المصادقة على دستور يوسع كثيرا من صلاحيات الممارسة الحكومية ببلادنا.
وكم وجدتُني أتساءل، خاصة عندما قرأت مقالات صحفية وتتبعت تدوينات على المواقع الاجتماعية المختلفة، كلها تحامل وهجوم غير مبرر على أصحاب تلك المبادرة المدنية غير المسبوقة ببلادنا، عن مدى قدرة هؤلاء الذين أخرجوا كل أسلحة التدمير والإبادة في وجه هذه المبادرة المدنية الفتية، على تقديم بديل أو نموذج يحاكي المبادرة التي قدمها شباب "منتدى الشباب المغربي" وشباب آخرين غير منتمين بالضرورة للمنتدى، ولكنهم منتمون لفضاء أوسع وأرحب اسمه "الوطن".
ويبدو أن غياب أية إمكانية لمقارعة مؤسسي "حكومة الشباب الموازية" لدى هؤلاء الذين يهاجمونها، وافتقادهم إلى حس وروح السجال البناء الهادف إلى إغناء المبادرة، إنْ رأوا فيها ما يحتاج إلى تقويم وإثراء، وكذا ظهور البعض من هؤلاء كأنهم ينافحون عن قلاع محصنة، لا أخالها إلا قلاعا لمنظمات عشعشت فيها العناكب، من كثرة غياب مظاهر الحياة بها؛ كل ذلك يجعلنا نتساءل، بكل أسف، عن مآل هذه الدعوات المتكررة من ذوي النيات الحسنة بضرورة أخذ المبادرة والإسراع بتداول المسؤوليات ليس فقط على مستوى الإدارات العمومية والمجالس المحلية، ولكن أيضا وبالضرورة، على مستوى السلطات داخل مختلف المنظمات المدنية والحزبية والنقابية والمهنية.
صحيح أن هناك مجالا للنقد ينبغي أن تتسع له سعة صدر أصحاب مبادرة "حكومة الشباب الموازية"، على غرار باقي المبادرات الأخرى سواء السياسية منها أو السوسيواقتصادية والمدنية، لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون ذاك النقد المغلف بمعاول الهدم وإبادة الأفكار ذات السبق، وإلا فإننا سنحكم على هذه الفئات الشابة بالبقاء دوما خلف أشخاص لا يريدون لهذه البلاد التأسيس لمرحلة التغيير الحقيقي، وهم بذلك يدعون بالنتيجة إلى التقليد وقتل روح الابتكار والإبداع؛ فدعوا الشباب يُبدع.. !                                

هناك تعليقان (2):

  1. Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours

    ردحذف
  2. Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

    ردحذف