الأحد، يونيو 24، 2012

مُرسي: أول رئيس شرعي يخرج من صناديق الاقتراع بمصر


قال إنه سيكون رئيسا "لكل المصريين بدون تمييز"

أخيرا تنفس عشرات الملايين من المصريين الصعداء بعد إعلان لجنة الانتخابات المصرية عن فوز مرشح الإخوان المسلمين للرئاسيات المصرية، محمد مرسي، ليهزم مرشح المؤسسة العسكرية الفريق أحمد شفيق، ولو بفارق ضئيل.

وأَعلن محمد مرسي أول رئيس منتخب لمصر منذ الإطاحة بحسني مبارك بداية 2011، مساء الأحد، أنه سيكون "رئيسا لكل المصريين" بلا تمييز، مشيدا بتضحيات الشهداء وبدور الجيش والقضاء في الثورة والانتقال الديموقراطي في البلاد.
وعاش المصريون منذ حوالي الأسبوع على أعصابهم بعدما تضاربت الأخبار حول صحة النتائج التي تم إعلانها من طرف هيئة الحملة الانتخابية للمرشح مرسي، والتي أكدت فوز مرسي في الانتخابات، قبل أن يخرج المرشح المافس شفيق ليؤكد هو الآخر أن "المعطيات" المتوفرة لديه تشير إلى فوزه على خصمه، وبأنه سيكون "رئيس مصر الشرعي"، فيما ازدادت شكوك المصريين حول فرضية "تدخل أطراف" لتغيير النتائج لفائدة من يصفونها "مرشح المؤسسة العسكرية وبقايا النظام السابق" أحمد شفيق.
وتبلور القلق المصري الشعبي على أرض الواقع عندما تهافت العشرات من الآلاف على ميدان التحرير وسط القاهرة معلينين عزمهم مواصلة الثورة خاصة في ظل إقدام المجلس العسكري الأعلنى على إصدار البيان الدستوري القاضي بإحداث تعديلات دستورية أثارت الجدل، وإقدامه أيضا على حل البرلمان (مجلس الشعب)، بدعوى وجود خروقات في انتخاب العديد من النواب.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر فوز محمد مرسي، مرشح حركة الإخوان المسلمين، في انتخابات الرئاسة بنسبة 51.73 بالمائة وسط فرحة غامرة بين أنصاره، ليصبح بذلك أول رئيس يصل إلى سدة الحكم في البلاد في انتخابات ديمقراطية.
فقد حصل مرسي على 13230131 صوتا، بينما حصل منافسه الفريق أحمد شفيق على 12347380 صوتا من أصل 26240763 ناخب أدلوا بأصواتهم، وعدد أصوات صحيحة بلغ 25577511 صوتا.
وقال مرسي في أول كلمة يوجهها عبر التلفزيون للشعب بعد إعلان فوزه بعد ظهر اليوم في الانتخابات الرئاسية "إنني اليوم رئيس لكل المصريين دون أدنى تمييز" مشيدا بـ"الدماء الزكية لشهدائنا" التي أتاحت هذه "اللحظة التاريخية" وكذلك بدور المؤسسة العسكرية والجيش في حماية الثورة والانتقال الديموقراطي.

وحبس المصريون أنفاسهم اليوم لمدة 50 دقيقة تعتبر هي الأطول في تاريخ مصر، انتظاراً لإعلان اسم الرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية عصر اليوم.
وتسبب طول حديث المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في انصراف البعض لممارسة هواياتهم للبعد عن التوتر والقلق قبيل إعلان اسم الرئيس المنتخب.
واستغرقت كلمة سلطان رقماً قياسياً 50 دقيقة و18 ثانية.
وأعرب الكثير من المصريين في جميع أنحاء العالم عن إحباط شديد بسبب طول البيان الرسمي الذي ألقاه سلطان، وهو يشرح لحظة بلحظة العملية الانتخابية منذ بدأت بانتخابات مجلس الشعب والشورى وما عانته لجنة الانتخابات والقضاة المشرفون عليها من تحديات كبيرة.
وأعرب مصريون وعرب وهم ينتظرون إعلان النتيجة بفارغ الصبر عن غضبهم من تأخير إعلان النتيجة واستغراق سلطان في الحديث، وقارن بعضهم بين سلطان والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والذي كان يعرف بطول خطاباته بشكل فريد.

ودعا مرسي الشعب المصري إلى تقوية الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.
وقال: "إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعو الشعب المصري العظيم إلى تقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الأواصر بيننا وتقوية وحدتنا الوطنية الشاملة".
كما تعهد مرسي بالحفاظ على "الاتفاقيات المصرية مع دول العالم".
وقال مرسي "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية، لقد جئنا برسالة سلام إلى العالم" مضيفا "سنحافظ على الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع دول العالم".
واعتبر في كلمته أن "قدر مصر هو أن تكون قائدة لأمتها رائدة في عالمها"، مشددا على أهمية إقامة علاقات "متوازنة" مع دول العالم.
واحتفل ملايين المصريين، مساء اليوم الأحد، بفوز مرسي ونزل مئات الألوف منهم إلى مختلف الميادين في المدن المصرية وخاصة بميدان التحرير في القاهرة تعبيرا عن فرحتهم بإعلان مرسي أول رئيس للبلاد بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
ومع إعلان المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات في مصر، عن النسبة التي حصل عليها شفيق، علت أصوات الفرح بين أنصار مرسي، الذين كانوا قد ملأوا ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث أدركوا تلقائيا فوز مرشحهم بالرئاسة حتى قبل أن يعلن سلطان عن عدد الأصوات أو النسبة التي فاز بها.
وكان الآلاف من أنصار مرسي قد ملأوا ميدان التحرير قبل ساعات من بدء المؤتمر الصحفي المتلفز للإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية.
وفور معرفة النتيجة انطلقت الاحتفالات بين أنصار في ربوع مصر بفوز مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن حركة الإخوان المسلمين التي ظلت محظورة لسنوات قبل الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط من عام 2011.
وهنأ المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري مرسي بالفوز، كما تلقى مرسي تهاني من مفتي مصر علي جمعة ورئيس المخابرات ووزير الداخلية. بينما صمت المرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق رغم تأكيده أنه سيكون أول مهنئي مرسي بالفوز إذا أعلنت لجنة الانتخابات ذلك.
 كما تقدم سفير تركيا في القاهرة حسين عوني بتهانيه للشعب المصري باسم الشعب التركي "لنجاحه في اجتياز اختبار الديمقراطية"، وقال إن مقعد مصر على طاولة الديمقراطية وانضمامها لعائلة الدول الديمقراطية أصبح جاهزا.
ودوليا هنأ وليام هيغ وزير خارجية بريطانيا مرسي بالفوز ودعاه لمراعاة حقوق كل المصريين، وكتب في تغريدة على تويتر "آمل أن يظهر الرئيس الجديد لمصر قيادة مبكرة فيما يتعلق بالإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية وحقوق كل المصريين رجالا ونساء".
وفي إسرائيل أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احترامه لنتيجة الانتخابات ودعا السلطة الجديدة في القاهرة للمحافظة على معاهدات السلام بين البلدين.
وأضاف نتنياهو في بيان أن إسرائيل تتوقع استمرار التعاون بين البلدين على أساس المعاهدات بينهما التي تصب في مصلحة الطرفين والاستقرار في المنطقة.
أما عربيا فرحبت دولة الإمارات العربية بفوز مرسي وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن الإمارات تؤكد "احترامها لخيار الشعب المصري الشقيق في سياق مسيرته الديمقراطية وتأمل أن تتكاتف الجهود الآن نحو تأمين الاستقرار والتآلف والتعاون بين الجميع".
وعلى مستوى الجماعات والحركات أشادت جماعة الإخوان المسلمين بفوز مرشحها وقالت إن العالم يشهد الآن أن أكبر دولة عربية أثبتت أنها يمكن أن تختار زعيمها بحرية.
وأعربت حركة التحرير الفلسطيني (فتح) أنها مع خيار الشعب وقال أمين سر المجلس الثوري للحركة أمين مقبول "نتمنى للشعب المصري كل التوفيق والاستقرار وما يقبله الشعب المصري نحن معه".
كما احتفل قطاع غزة بفوز مرسي وسمعت أصوات الرصاص احتفالا بالفوز، ويقول الفلسطيني حمدان عطية (56 عاماً) "كيف لا نوزع حلويات ونحن نعيش لحظات الأمل بعد أن عانينا كثيراً من النظام المصري السابق، فذاكرتنا لم تنس الحرب والتواطؤ والحصار".
وقد أجرى رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية اتصالا بمرسي وهنأه على فوزه، ووصف المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري فوز مرسي بأنه نقطة تحول في تاريخ مصر والقضية الفلسطينية.
وفي ليبيا هنأت جماعة الإخوان المسلمين نظيرتها في مصر وقال مسؤولها بشير الكتبي إن الشعب المصري بانتخابه مرسي رئيسا له قد انحاز إلى ثورته.
وكالات-أطلس أنفو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق