الأحد، فبراير 12، 2012

"المغرب في مواجهة الإمبرياليات.." يصدر في طبعة هي الثانية من نوعها


صدرت حديثا عن دار النشر "جاغوار" بفرنسا طبعة جديدة لمؤلّف المؤرخ الفرنسي الشهير، شارل- أندري جوليان، "المغرب في مواجهة الإمبرياليات 1415- 1956"، وهو واحد من كلاسيكيات الكتب حول تاريخ المملكة.
ويتطرق المؤلف (552 صفحة من الحجم المتوسط)، الصادر للمرة الأولى سنة 1978، لستة عقود من التاريخ المغربي، مع تركيز خاص على مقاومة الشعب المغربي الذي لم يقبل البتة هيمنة القوى الأجنبية.
وجاء في غلاف المؤلف أن شارل أندريه جوليان (1891- 1991)، من خلال القطع مع الأفكار الجاهزة والتوافقية التاريخية، يبحث في جذور حركة المقاومة التي انطلقت في بداية القرن الخامس عشر مع مجيء البرتغاليين.
وأجرى الكاتب، كفاعل أكثر من كونه شاهدا، من مغرب ليوطي إلى استعادة السيادة المغربية والوحدة الترابية، جولة حقيقية عبر هذا المؤلَّف الذي يقف القارئ من خلاله على تشكل شخصية المغفور له محمد الخامس، رمز وراعي المقاومة الوطنية.
ويفتح الكاتب في المقدمة شهية القراء الشغوفين بكتب التاريخ قائلا؛ "لم يكن بوسعي تأليف هذا الكتاب لو لم يكن لي تمرس طويل بقضايا شمال إفريقيا؛ فمنذ وصولي سنة 1906 إلى وهران، في سن الخامس عشرة سنة، تجولت في المغرب العربي وأسست لمعرفتي بتاريخه، ليس فقط على أساس وثائق، لكن كذلك من خلال اتصالات طويلة مع البلاد والناس".
ويشير المؤلف إلى أن الكتاب يتناول في عمومه ردود فعل المغرب على القوى الأجنبية التي كانت تسعى إلى إخضاع المغرب عن طريق الضغوط الاقتصادية والعسكرية والإدارية. وقال في هذا السياق إنه "ولأن أحكامي تمضي في بعض الأحيان ضد ما هو متوافق عليه تاريخيا، فقد أفسحت المجال واسعا لوجهات النظر المتضادة، وخاصة من خلال مقولات نقلتها الصحافة المحلية، مستلهمة من الاستعمار".
وكان شارل أندري جوليان أعرب سنة 1977، عن الأمل في أن يشكل هذا الكتاب الذي يضم عددا من الصور (باللونين الأبيض والأسود) والخرائط، حافزا للنقاش العميق.
ويتوزع الكتاب الذي صدر عن دار النشر "جاغوار"، فرع مجموعة "جون أفريك"، على 13 فصلا تعالج عددا من المواضيع من قبيل "الامبرياليات والمقاومات"، و"مواجهة الإمبرياليات"، و"نشأة الحركة الوطنية"، و"الصحوة الوطنية والمواجهات (1930-1942)"، و"التضييق المالي على السلطان"، و"معاناة الحماية"، و"محمد الخامس..ملك المغرب".
وانتقل شارل أندري جوليان، الذي ولد في شتنبر 1891، في وقت مبكرة من عمره ليعيش في الجزائر. وأمضى ثلاثين سنة في التدريس الثانوي، و16 عاما في التدريس العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة، وجامعة السوربون.
وألف شارل أندري جوليان العديد من المؤلفات، من ضمنها "تاريخ إفريقيا الشمالية" وهو أول كتاب له، عام 1931، و"إفريقيا الشمالية تسير: القوميات الإسلامية والسيادة الفرنسية" عام 1957، و"تاريخ إفريقيا البيضاء"، الذي صدر سنة 1966. وشغل منصب أول عميد لكلية الآداب بالرباط، (1957-1961)، وتولى رئاسة تحرير مجلة "لاروفي ايستوريك" (1926-1936).
عبد الله توفيق-مواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق