الجمعة، سبتمبر 30، 2011

جزائري: لن نثور حتى ولو داسونا بأقدامهم..غباء عسكر الجزائر


كم هي مغفلة هذه المخابرات العسكرية الجزائرية التي تسكن قصر المرادية وتجثم على صدور الجزائريين وتحبس أنفاسهم دوما، وخاصة هذه الأيام، لتتنسم فصل ربيع يجتاح المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، وهي (المخابرات) تحاول زرع البلبلة في صفوف المواطنين لئلا يخرجوا للتظاهر في الشوارع، مروجين مقولة أن كل مشاكل الشعب الجزائري الشقيق، هي ليست من صنع النظام، ولكنها فقط مشاكل أفرزتها طرق تسيير بعض مسؤولي البلديات.
حديثي عن جنرالات العسكر، الذين بدأت فرائصهم ترتعد بعدما تمت الإطاحة بـ"الزعيم"، و"ملك ملوك إفريقيا"، و"إمام المسلمين"، وهلم جرا من الألقاب التي استثنى منها لقب "الجرذ"، حيث لا يعرف الجحر الذي يختبِئ فيه هو وذراعه اليمنى من أبنائه، جاء (الحديث) بعدما تَكشفت كل عورات جنرالات الدم وبدأت سوءاتهم أمام الملإ عارية، فلم يُجد نفعا كل تطبيلهم بأنهم سائرون على طريق الإصلاح، الذي يستنسخونه من جارهم الغربي، المغرب، رغم أن لا قِبل لهم ولا قدرة على مجاراته، بعدما نزل محمد السادس إلى الشارع وانضم إلى "ثوار" المغرب المنضوين تحت لواء حركة 20 فبراير، فكان ثائرا أكثر منهم عندما أمر بتعديل جذري للدستور، وبإجراء انتخابات سابقة لأوانها.
السرعة القصوى التي يمضي بها المغرب على درب الإصلاحات الدستورية والسياسية، جعلت الجيران الشرقيين لمغرب –وأقول الجيران تجاوزا رغم أني لا أستثني الشعب الذي لا يكن له المغاربة إلا الود والتقدير- يرتبكون، بل ويفقدون صوابهم عندما رأوا القوى الدولية تبارك خطوات محمد السادس الإصلاحية، بل وانبرت حتى دول وإمارات الخليج العربي تفطن إلى المكانة الإستراتيجية التي يسير المغرب في اتجاه تبوئها، فأبت إلا أن تعرض عليه انضمامه إلى التجمع الإقليمي الأكثر فاعلية في المنطقة العربية، ألا وهو مجلس التعاون الخارجي، ليصاب محتلو قصر المرادية بالسُّعار، فلم يجدوا حرجا في إبداء ما أسموه "استغرابا" إزاء الدعوة الخليجية، بينما لسان حالهم يؤكد مدى الصدمة التي تلقوها وهم يجدون أنفسهم في بوثقة "غير المُرحب بهم" في زمن الثورات العربية، حتى من لدن القوى الكبرى في العالم.
الغباء الذي أتحدث عنه هاهنا، والذي بدا واضحا في تصرفات ضباط المخابرات الجزائريين، أو كلاب حراسة جنرالاتهم، كما يحب البعض من الجزائريين أن يصفوهم، يدعو أكثر من تساؤل حول جدوى مثل هكذا تصرفات وأساليب يتبعها جهاز يُفترض أنه يسهر على حماية المواطنين قبل الجنرالات، تماما كما يُفترض فيه نهج أساليب أكثر مواكبة لمتطلبات العصر الحديث؛ وإلا فما الجدوى من أن يحتل ضباط المخابرات أبواق الإعلام الجزائري المكتوب والسمعي البصري، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى استغلال شبكة الاتصال لإرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف النقالة، والإدعاء أنها من "مصادر مجهولة" أو "صهيونية" تحرض المواطن الجزائري على التظاهر. والنتيجة أن الشعب الجزائري فطن للعبة الخبيثة والصبيانية، فلم يخرج في يوم 17 شتنبر المنصرم، ما دام أن الأمر يتعلق بخطة مرتجلة أراد جنرالات العسكر الحاكمون أن يجسوا بها نبض الشعب من جهة، ومن جهة أخرى الإدعاء بأن الجزائريين في غنى عن الثورات، ولا ينقصهم إلا النظر والتملي في وجه عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس المعتل الذي يتحرك بخيوط ينسجها العسكر.
كم هو غبي هذا العسكر عندما يلبس دور المواطن الجزائري المقهور رغم أن بلاده تزخر بالإمكانيات النفطية والغازية، ثم يتسلل في غسق الليل إلى مواقع إليكترونية ويرد على معلقين بأنه "لن يثور حتى ولو داسوه بأقدامهم.."، ثم يزيد بـ"أن مشكلة الجزائري ليست مع النظام ولكنها مع رئيس البلدية".
وأكاد أجزم، بل أقسم بأغلظ الأيمان، وأنا المغربي الأمازيغي العربي المسلم الذي تجمعني وشقيقي الجزائري أواصر الدم والدين والثقافة نفسها، بأن بلاد المليون شهيد لن ترضى لنفسها الذل ولن تظل خارج سياق التاريخ، هذا الذي يخطه الشعب العربي. وأن الانتفاضة لرفع الظلم الجاثم على صدور المواطنين ليست إلا مسألة وقت، كما تبدو ملامحها ومؤشراتها واضحة من خلال الاحتجاجات المتوالية على الشغل والسكن وتحسين المعيشة، وقد طفح الكيل وهم يرون ملايين دولارات عائدات الغاز تذهب إلى الحسابات السرية للجنرالات بالخارج.
وكم ضحكت من الإشاعة التي ألصقها، زورا، ضباط المخابرات بمن وصفوهم "الصهاينة"، في حين كشفت المعطيات، سابقا وحاليا، بأن بني صهيون هم من ارتكبوا ويرتكبون مجازر دموية في حق الشعب الجزائري بأيادي عناصر مخابرات الجيش ثم يعلقون شماعة "الإسلاميين"؛ فهلَّا قلبتم هذه الأسطوانة المشروخة التي ما عادت تطرب، لأن رفع شعار "الإرهاب الإسلامي"، لم يصبح يفيد أيها الجنرالات، لا محليا ولا وطنيا. وإن كان هذا الشعار الذي امتطاه الدكتاتوريون للإستمرار في حكمهم يجدي نفعا، لبقي زين العابدين الهارب وحسني مبارك المريض القابع في السجن ومعمر القذافي الفار على عروشهم، فاستعدوا أيها الجنرالات للفرار أو المحاكمة..        
نورالدين اليزيد

الجمعة، سبتمبر 23، 2011

آخر جرائم عناصر البعث السورية..الاستهزاء بصلاة المسلمين

بعد قصف المآذن وتخريب بيوت الله وتدنيسها، هاهم عناصر الجيش وشبيحة نظام البحث السوري تستهزئ من صلاة المسلمين، فلا غرو إذن إن هم استباحوا دماء هؤلاء المسلمين..حسبنا الله ونعم الوكيل..

الأربعاء، سبتمبر 21، 2011

مؤيد النظام السوري في برنامج "الاتجاه المعاكس" يسقط من مقعده..فهل يسقط الأسد؟

في واقعة طريفة ومعبرة في ذات الوقت؛ وخلال حلقة الثلاثاء من برنامج الإتجاه المعاكس الذي يقدمه الإعلامي فيصل القاسم على قناة الجزيرة، تعرض الكاتب والباحث عبد المسيح الشامي أحد مؤيدي نظام الأسد إلى السقوط على الأرض، بعدما دافع طوال الحلقة عن ممارسات الأسد وانتهاكات جيشه ضد المتظاهرين في سوريا، متهما المتظاهرين بالتآمر على الدولة.

وأكد الشامي خلال الحلقة أن الرئيس بشار الأسد هو الشخص الوحيد والأخير القادر على قيادة سوريا خلال هذه الفترة العصيبة، معتبرا أنه لا يزال يمثل وحدة البلاد، كما أنه يعد الحصن العروبي الأخير في الدول العربية، ولذلك فإن سقوطه يعد سقوطا للقومية العربية، وأضاف "أن الأكثرية لا تزال مع الأسد وتؤيده".

ووصف ما يتم الحديث عنه من قمع وقتل وانتهاكات واعتقالات من قبل نظام الأسد ضد الشعب السوري بأنه "لعب وأكاذيب وخدع ومسخرة" على حد قوله.

فيما أكد محمد العبدالله عضو المجلس الوطني الإنتقالي في سوريا خلال الحلقة أن النظام السوري لم يكن صالحا للحكم من الأساس، خاصة وأن تركيبته أمنية، وقد مارس القمع والتعذيب ضد المتظاهرين؛ والذي لم يشهد العالم مثيلا له من قبل، حيث وصل الأمر إلى اعتقال أطفال وتعذيبهم وقطع الأعضاء التناسلية لهم، فضلا عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين وهدم المساجد والمنازل.

وقد توالت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي على حادث سقوط الشامي خلال الحلقة الأمر الذي اعتبره البعض سقوطا لمؤيدي الأسد، ودليل على سقوط النظام وكل مؤيديه، فيما اعتبر البعض أن سقوط عبد المسيح الشامي هو جزاء كل من يؤيد نظام الأسد وممارساته ضد شعبه.

عن موقع وطن

الاثنين، سبتمبر 19، 2011

مالك "ذي إندبندنت" البريطانية يوجِّه لكمة إلى رجل أعمال روسي على الهواء


هاجم الملياردير الروسي ومالك 4 صحف بريطانية، أليكسندر ليبيديف، رجل أعمال ثرياً روسياً آخر، ووجّه إليه لكمة خلال برنامج حواري على محطة "أن تي في" الروسية نُوقِشت فيه الأزمة الاقتصادية والوضع المالي في روسيا.

وأدت اللكمة التي وجَّهها ليبيديف للمدير السابق للمجموعة العقارية "ميراكس جروب" سيرجي بولونسكي إلى سقوطه من الكرسي ومنصة الأستوديو.
وبحسب موقع محطة "سكاي نيوز" البريطانية أمس الأحد، فقد ترك ليبيديف مقعده ووجه لكمة مباشرة لوجه بولونسكي لقوله إنه سئم من الحديث عن الأزمة الاقتصادية، وإنه يُفضِّل أن توجه له لكمة على أن يتحدث عن هذا الموضوع، فما كان من ليبيديف إلا أن بادر بلكمه بيده اليمنى.
وعن سبب انفعال ليبيديف بهذه الطريقة، قال إنه اضطر إلى سماع كلام حاد وعدائي من بولونسكي ومهين للجميع في الاستوديو لمدة ساعة ونصف، وإنه ليس من الأشخاص الذين ينفعلون بالضرب، ولكن بعد سماع تهديدات قولية وفعلية اضطر إلى ضربه كردة فعل، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الاثنين.
وقام بولونسكي على الفور من الأرض دون أن تبدو عليه الإصابة، لكنه نشر في وقت لاحق صوراً على الإنترنت ظهر فيها إصابته بجرح في ذراعه بالإضافة إلى تمزق بنطاله.
يُذكر أن ليبيديف يملك أربع صحف بريطانية هي: "ذي إندبندنت" و"ذي إندبندنت أون سنداي" و"ذي لندن إيفنينج ستاندرد" و"آي نيوزبيبر"، بالإضافة إلى امتلاكه جزءاً من صحيفة "نوفايا جازيتا" الروسية، وهو أيضاً أحد المساهمين الرئيسيين في شركة الطيران الروسية "أيروفلوت" بنسبة 30%، وتبلغ ثروته 3.1 مليار دولار، وفقاً لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز".
وكانت مذيعة هندية قد تعدت على أحد ضيوفها على الهواء حين دخلت في نقاش حاد معه، فقامت بضربه بالحذاء على الهواء مباشرة أمام ملايين المشاهدين، ما أذهل فريق العمل والمصورين الذين لم يستطيعوا تهدئة المذيعة او حتى إنقاذ الضيف من حذائها.
وسادت الفوضى في الأستوديو بعد الحادثة التي خرجت على إثرها المذيعة غاضبة، فيما فتحت إدارة القناة تحقيقاً رسمياً معها لكشف الحقائق الكاملة في الحادثة التي شغلت الرأي العام الهندي وتصدرت الصفحات الأولى للصحف।

عن العربية نت

الخميس، سبتمبر 08، 2011

المرأة المغربية تنخرط في "الربيع النسائي" من أجل الديمقراطية والمساواة

الدعوة إلى "دسترة" المكتسبات التي تم تحقيقها لفائدة المرأة المغربية، والتنصيص على تجريم العنف ضد النساء وعلى "التمييز الإيجابي" بين المرأة والرجل، والمساواة في تقلد المناصب، والرفع من نسبة التمثيلية السياسية النسائية، أبرز مطالب الحركات النسائية التي وجهنها للجنة الاستشارية لتعديل الدستور، وهي العناوين الكبرى التي رفعتها النساء المغربيات في ما أسمينه "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة"

طالبن بـ"تأنيث" مقتضيات الدستور الجديد



"تعزيز مشاركة المرأة في تدبير الشأن الجهوي خاصة، وفي الحقوق السياسية عامة، وذلك بالتنصيص القانوني على تيسير ولوجها للمهام الانتخابية"؛ هذه الفقرة من الخطاب الملكي لـ9 مارس الماضي، والذي اعتُبر "ثورة" الملك محمد السادس في مواجهة استباقية مع "الربيع العربي"، لما تضمنه من إشارات قوية لتعديلات دستورية سابقة من نوعها، اعتبرتها الحركات النسائية المغربية، من جهتها، بمثابة "ضوء أخضر" لها من أعلى السلطات، لبداية زحف "الربيع النسائي المغربي".
فقد انبرت فعاليات نسائية مختلفة إلى تأسيس ما أسمينه "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة"، في رد فعل سريع ومنسجم، أولا، مع الإشارة الملكية القوية لمأسسة حقوق المرأة أو "مكتسباتها"، كما تفضل تلك الفعاليات تسميتها، وثانيا، بالتناغم إلى درجة التماهي مع مطالب حركة 20 فبراير، التي لم تخف المناضلات النسائيات انخراطها في الدينامية التي تم إطلاقها في 20 فبراير الماضي.

الربيع النسائي..يزحف على المغرب

"تحالف الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة" يضم مكونات من الحركة النسائية المغربية المجتمعة بالرباط يوم الأربعاء 16 مارس الماضي، أي بعد أسبوع فقط من الخطاب الملكي، ويهدف من بين ما يهدف إليه إلى "دسترة المساواة الفعلية والشاملة بين النساء والرجال في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
ولهذا الغرض أعلن التحالف، الذي لم يذكر تحديدا في بيان إعلان إنشائه الجمعيات المنضوية إليه بالاسم، أعد مذكرة تحمل تصور الحركة النسائية للدستور الجديد الذي تطمح إليه النساء المغربيات في القرن الواحد والعشرين، والذي يستجيب لدعوات السلطات العليا بالبلاد إلى "شرعنة التمييز الإيجابي"، على حد ما ذهب إليه تأويل العديد من المنتميات إلى هذا التحالف النسائي، لمنطوق الخطاب الملكي المشار إليه.
وبحسب المذكرة فإن مطالب "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة" بدسترة الحقوق الإنسانية للنساء والمساواة بين الجنسين في دينامية النضالات المتواصلة للحركة النسائية، تهدف أساسا إلى "جعل مسلسل الإصلاحات الدستورية الذي أطلقه الخطاب الملكي الهام، لحظة تحول حقيقية في مسار النهوض بحقوق النساء وحمايتها من مدخل تأصيلها الدستوري". إنه التحول الذي أعلنه عنه الملك محمد السادس، في خطاب 9 مارس، والذي يتجاوب تماما مع أهداف الحركة النسائية ببلادنا، تقول الفاعلة النسائية والقيادية بحزب التقدم والاشتراكية، فاطمة حركات في حديثها إلى المجلة، قبل أن تضيف أن إشارة الملك في خطاب مارس "تعد توجيها لدسترة الحقوق والمكتسبات، التي راكمتها الحركات النسائية المغربية".
وأشارت القيادية الحزبية والفاعلة النسائية أيضا منذ مدة في دينامية "الحركة النسائية من أجل الثلث في أفق المناصفة"، إلى أن الورش الكبير الذي أعطى إشارة انطلاقته جلالة الملك بالتزامن مع ما تشهده بلادنا والبلاد العربية الأخرى من رياح التغيير، يعتبر من جهة استمرارا للحركية التي تعرفها بلادنا على مستوى المكتسبات النسائية التي تم تحقيقها، ومن جهة أخرى تفاعلا مع سياق الحراك السياسي المجتمعي والشبابي الذي يشهده المغرب والمنطقة العربية في ما بات يعرف بـ"الربيع العربي"، وهو ما يجعلنا أمام تحد حقيقي لتقنين تلك المكتسبات السياسية واعتبار الحقوق الأساسية للنساء المغربيات خطوطا حمراء لا يجب المساس بها من قبل أي كان".

أوراش بتاء التأنيث..

إنه "الورش الكبير"، يقول بيان تحالف "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة"، الذي يشكل حصيلة متقدمة لنضالات القوى الديمقراطية والحداثية، و"تجاوبا إيجابيا مع نبض المجتمع في سياق الحراك السياسي المجتمعي والشبابي الذي يشهده المغرب وعموم المنطقة العربية"، والذي "لن يحقق ما تقتضيه المرحلة إلا باعتبار الحقوق الأساسية للنساء المغربيات رهانا محوريا للدمقرطة والتحديث والعدالة الاجتماعية وترسيخ القيم الكونية لحقوق الإنسان".
ورغم أن العديد من الفعاليات النسائية أبدت بعض "التحفظ" على التركيبة البشرية للجنة الاستشارية لتعديل الدستور، والتي لم يرق فيها العدد النسائي ضمن الأعضاء إلى الثلث (خمسة نساء فقط من أصل 18 عضوا إضافة إلى الرئيس)، على الأقل كما تأمل مختلف الفعاليات النسائية، إلا أن ذلك لم يمنع ممثلات "نصف المجتمع" من إبداء تفاؤلهن من مستقبل بلادنا، ومن أريج "ربيع نسائي" بدأت رائحته تفوح مباشرة بعد خطاب 9 مارس. لكن فصل هذا الربيع لن يكتمل ولن يحل أبدا، إذا لم يتم اعتبار "مسألة المساواة بين الرجل والمرأة إحدى الرهانات الأساسية للمرحلة"، وإذا لم تكن مناسبة تعديل الدستور فرصة لـ"التأصيل الدستوري للمكتسبات ومواصلة مسلسل الإصلاحات في انسجام تام مع الدستور ومع التزامات المغرب الدولية"، و"تأنيث" مقتضيات الدستور الجديد، بدل تركه يهتم فقط بالجانب الذكوري.
وفي هذا السياق يقترح التحالف على اللجنة الاستشارية لتعديل الدستور مجموعة من المبادئ والمقترحات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار من لدن أعضاء اللجنة التي سترفع خلاصة أعمالها إلى الملك محمد السادس قبل طرحها على استفتاء عام يصوت فيه المغاربة بـ"نعم" أو "لا" من أجل تبنيها.

"دسترة" المكتسبات..أبرز مطالبهن

تركز مذكرة "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة"، على ضرورة حماية حقوق النساء وإيجاد آليات النهوض بها، وكذا وضع "تدابير التمييز الإيجابي"، التي من شأنها "الحد من واقع الميز والإقصاء، وعدم تكافؤ الفرص، وتقليص البون الشاسع بين النساء والرجال، الذي يجعل بلدنا مصنفا في درجات متأخرة في العديد من التقارير الدولية"، مما يسيء إلى "ما نحرزه من تقدم مقارنة بالعديد من الدول في محيطنا الإقليمي بالخصوص".
وفي هذا السياق يعتبر "التحالف" النسائي أن "مبدأ المساواة بين النساء والرجال الذي لا تستقيم الديمقراطية بدون إقراره، من الثوابت التي ينبغي أن يرتكز عليها الدستور" الجديد، مؤكدا على "التأصيل الدستوري لحقوق الإنسان وللحريات العامة والفردية بدون تمييز، وللحقوق الإنسانية للنساء، وضمنها الحق في الولوج المتساوي إلى كافة الحقوق بما فيها الصحة والتعليم والشغل والملكية والموارد المالية".
لقد بات من الضروري، تقول من جهتها نزهة العلوي النائبة البرلمانية عن الاتحاد الاشتراكي وعضو اتحاد العمل النسائي ومنسقة "شبكة نساء من أجل نساء"، تحقيق تقدم بخصوص مطلب الرفع من نسبة التمثيلية السياسية للنساء؛ بحيث تعتبر انتخابات سنة 2012 على الأبواب، و"أي تخلف عن رفع هذه التمثيلية بنسبة تفوق الثلث فإننا سنكون أخطأنا موعدنا مع التاريخ"، لذلك فإن "أملنا كبير في النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة الاستشارية، والتي نتمنى أن تكون في مستوى طموحات السلطات العليا بالبلاد، التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك عزمها على تكريس ما تم تحقيقه من مكتسبات بل والرفع منها"، لما يخدم قضايا وحقوق المرأة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتكاد تجمع مختلف الأصوات النسائية التي طالبت مباشرة بعد خطاب 9 مارس بإشراك النساء في اللجنة الاستشارية التي يترأسها الأكاديمي، عبد اللطيف المنوني، على ضرورة أن تأخذ هذه الأخيرة بعين الاعتبار مختلف المقترحات التي همت الجانب النسائي، والتي اتفقت عليها جميع المذكرات المرفوعة إليها سواء تلك المتعلقة بالجمعيات الحقوقية أو الأحزاب السياسة أو المنظمات النقابية، معتبرة "دسترة المكتسبات" وخلق"مجلس أعلى للنساء"، و"الرفع من التمثيلية السياسية وفي تدبير الشأن العام"، هي أبرز المطالب النسائية التي ينبغي أن يتضمنها الدستور الجديد.
ومن بين المطالب الأخرى أيضا التي جاءت بها مذكرة "الربيع النسائي للديمقراطية والمساواة"، التي حصلت المجلة على نسخة منها، "دسترة سمو المواثيق والقوانين الدولية لحقوق الإنسان على القوانين الوطنية واعتبارها مصدرا للتشريع"، وكذا "دسترة المساواة بين النساء والرجال في الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية".
وأشارت المذكرة أيضا إلى ضرورة النص على تعريف عدم التمييز، كما ورد في المادة 1 من اتفاقية "القضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء"، يعنى مصطلح "التمييز ضد المرأة، أيَّ تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من آثاره أو أغراضه، توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل"، وعلى حظر هذا التمييز مهما كان مصدره من سلطات عمومية أو أي هيأة أو منظمة أو شخص.
وطالب التحالف النسائي بـ"دسترة مبدإ المناصفة بين النساء والرجال في كافة مراكز القرار"، و"دسترة التدابير الإيجابية الضامنة للمناصفة في النفاذ إلى كل مواقع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقضائي والإداري"، على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، و"دسترة مبدإ المناصفة بين النساء والرجال في كافة مراكز القرار"، و"التنصيص على مسؤولية الدولة في اتخاذ كل التدابير ووضع السياسات والآليات الكفيلة بتفعيل المساواة بين الجنسين في مختلف مراحل بلورة السياسات العمومية وإنجازها وتقييمها"، و"اعتماد مبدأ المساواة وسد الفجوات بين الرجال والنساء في تخطيط الميزانيات الوطنية والجهوية والمحلية ومأسستها في القانون التنظيمي للمالية"، و"التنصيص على تجريم العنف ضد النساء واعتباره انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان ومسا خطيرا بالنظام العام"، و"دسترة الحماية الفعلية للنساء من العنف والتمييز عبر إرساء آليات تشريعية ومؤسساتية"، وغيرها من المطالب التي رأت مختلف الأصوات النسائية بأن ربيعهن لن يأتي في موعده ما لم تأخذها لجنة المنوني على محمل الجد.
نورالدين اليزيد (نشرت بمجلة لكل النساء)

الأربعاء، سبتمبر 07، 2011

رائعة نزار قباني..بلقيس (مع أوديو بصوت الشاعر)

بلقيس...


بلقيس

شكرا لكم
شكرا لكم
فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأسا على قبر الشهيده
وقصيدتي أغتيلت
وهل من أمة في الأرض ـ إلا نحن ـ تغتال
القصيده ؟

بلقيس...
كانت أجمل الكلمات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
كانت إذا تمشي ..
ترافقها طواويس
وتتبعها أيانل
بلقيس يا وجعي
ويا وجع القصيده حين تلمسها الأنامل
يا هل ترى
من بعد شعرك هل سترتفع السنابل ؟
يا نينوى الخضراء
يا غجريتي الشقراء
يا أمواج دجله
تلبس في الربيع بساقها
أحلى الخلاخل
قتلوك يا بلقيس
أية أمة عربية
تلك التي
تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
والمهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل أكلت قبائل
وثعالب قتلت ثعالب
وعناكب قتلت عناكب
قسما بعينيك اللتين إليهما
تأوي ملايين الكواكب
سأقول ،يا قمري ،عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبة عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟

بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيء على السواحل
سأقول في التحقيق :
إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول
وأقول :
إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتة قيلت
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان
ما بين الحدائق والمزابل
بلقيس
أيتها الشهيدة والقصيده
والمعطرة النقيه
سبأ تفتش عن ملكتها
فردي للجماهير التحيه
يا أعظم الملكات
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومريه
بلقيس يا عصفورتي الأحلى
ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعا تناثر فوق خد المجدليه
أترى ظلمتك إذ نقلتك
ذات يوم من ضفاف الأعظميه
بيروت تقتل كل يوم واحدا منا
وتبحث كل يوم عن ضحيه
والموت في فنجان قهوتنا
وفي مفتاح شقتنا
وفي أزهار شرفتنا
وفي أوراق الجرائد
والحروف الأبجديه...
ها نحن يا بلقيس
ندخل مرة أخرى لعصر الجاهليه
ها نحن ندخل في التوحش
والتخلف والبشاعه والوضاعه
ندخل مرة أخرى عصور البربريه
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية والشظيه
حيث اغتيال فراشة في حقلها
صار القضيه
هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج في أعينها
ينام ولا ينام
بلقيس
يا عطرا بذاكرتي
ويا قبرا يسافر في الغمام
قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليست هذه مرثية
لكن
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون مشتاقون مشتاقون
والبيت الصغير
يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
ولا تروي الفضول
بلقيس
مذبوحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون ما يجري
ولا أدري أنا ماذا أقول ؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
هل تخلعين المعطف الشتوي ؟
هل تأتين باسمة
وناضرة
ومشرقة كأزهار الحقول ؟

بلقيس
إن زروعك الخضراء
مازالت على الحيطان باكية
ووجهك لم يزل متنقلا
بين المرايا والستائر
حتى لفافتك التي أشعلتها
لم تنطفئ
ودخانها
مازال يرفض أن يسافر

بلقيس
مطعونون مطعونون في الأعماق
والأحداق يسكنها الذهول
بلقيس
كيف أخذت أيامي وأحلامي
وألغيت الحدائق والفصول

يازوجتي
وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني
قد كنت عصفوري الجميل
فكيف هربت يا بلقيس مني ؟

بلقيس
هذا موعد الشاي العراقي المعطر
والمعتق كالسلافه
فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافه ؟

بلقيس
أن الحزن يثقلني
وبيروت التي قتلت لا تدري جريمتها
وبيروت التي عشقت
تجهل أنها قتلت عشيقتها
وأطفأت القمر
بلقيس
يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك
فمن ترى يبكي علي
بلقيس كيف رحلت صامتة
ولم تضعي يدك في يدي ؟

بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الشجر ؟
وتركتنا ـ نحن الثلاثة ـ ضائعين
كريشة تحت المطر
أتراك ما فكرت بي ؟
وأنا الذي يحتاج حبك مثل زينب أو عمر

بلقيس
يا كنزا خرافيا
ويا رمحا عراقيا
وغابة خيزران
يا من تحديت النجوم ترفعا
من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

بلقيس
تذبحني التفاصيل الصغيره في علاقتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير قصة

ولكل عقد من عـقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي
تغمرني كعادتها، بأمطار المنان
فيعرش الصوت العراقي الجميل
على الستائر
والمقاعد
والأواني
ومن المرايا تطلعين
من الخواتم تطلعين
من القصيدة تطلعين
من الشموع
من الكؤوس
من النبيذ الأرجواني

بلقيس
يا بلقيس
لو تدرين ما وجع الكمان
في كل ركن أنت حائمة كعصفور
وعابقة كغابة بيلسان
فهناك كنت تدخنين
هناك كنت تطالعين
هناك كنت كنخلة تتمشطين
وتدخلين على الضيوف
كأنك السيف اليماني

بلقيس
أين زجاجة الغليون
والولاعة الزرقاء
أين سيجارة الـ( كنت) التي
ما فارقت شفتيك ؟
أين الهاشمي مغنيا
فوق القوام المهرجان
تتذكر الأمشاط ماضيها
فيكرج دمعها
هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضا تعاني ؟
بلقيس : صعب أن أهاجر من دمي
وأنا المحاصر فوق ألسنة اللهيب
وبين ألسنة الدخان

بلقيس : أيتها الأميرة
ها أنت تحترقين في حرب العشيرة والعشيرة
ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟
إن الكلام فضيحتي
ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا
عن نجمة سقطت
وعن جسد تناثر كالمرايا
ها نحن نسأل يا حبيبه
إن كان هذا القبر قبرك أنت
أم قبر العروبه
بلقيس :
يا صفصافة أرخت ضفائرها علي
ويا زرافة كبرياء

بلقيس :
إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عرب
وياكل لحمنا عرب
ويفتح قبرنا عرب
فكيف نفر من هذا القضاء ؟
فالخنجر العربي ليس يقيم فرقا
بين أعناق الرجال
وبين أعناق النساء

بلقيس :
إن هم فجروك فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
لن أقرأ التاريخ بعد اليوم
إن أصابعي اشتعلت
وأثوابي تغطيها الدماء
ها نحن ندخل عصرنا الحجري
نرجع كل يوم ألف عام للوراء

البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر يسأل عن قصيدته
التي لم تكتمل كلماتها
ولا أحد يجيب عن السؤال
الحزن يا بلقيس
يعصر مهجتي كالبرتقال
الآن أعرف مأزق الكلمات
أعرف ورطة اللغة المحاله
وأنا الذي اخترع الرسائل
لست أدري كيف أبتدئ الرسالة
السيف يدخل لحم خاصرتي
وخاصرة العباره
كل الحضارة أنت يا بلقيس الأنثى والحضاره
بلقيس أنت بشارتي الكبرى
فمن سرق البشارة ؟
أنت الكتابة قبلما كانت كتابه
أنت الجزيرة والمناره

بلقيس
يا قمري الذي طمروه مابين الحجارة
الآن ترتفع الستاره
الآن ترتفع الستاره
سأقول في التحقيق
إني أعرف الأسماء والأشياء والسجناء
والشهداء والفقراء والمستضعفين
وأقول أني أعرف السياف قاتل زجتي
ووجوه كل المخبرين
وأقول : إن عفافنا عهر
وتقوانا قذاره
وأقول : إن نضالنا كذب
وإن لا فرق لدينا
ما بين السياسة والدعاره
سأقول في التحقيق :
إني قد عرفت القاتلين
وأقول :
إن زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الأنبياء
وقتل كل المرسلين
حتى العيون الخضر
ياكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم
والأساور والمرايا واللعب
حتى النجوم تخاف من وطني
ولا أدري السبب
حتى الكواكب والمراكب والسحب
حتى الدفاتر والكتب
وجميع أشياء الجمال
جميعها ضد العرب

لما تناثر جسمك الضوئي يا بلقيس
لؤلؤة كريمه
فكرت : هل قتل النساء هواية عربيه
أم أننا في الأصل محترفو جريمه ؟
بلقيس
يا فرسي الجميله إنني
من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
من يوم أن نحروك
يا بلقيس
يا أحلى وطن
لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن

لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن
مازلت أدفع من دمي
أعلى جزاء
كي أسعد الدنيا ولكن السماء
شاءت بان أبقى وحيدا
مثل أوراق الشتاء
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
وهل القصيدة طعنة
في القلب ليس لها شفاء ؟
أم أنني وحدي الذي
عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟

سأقول في التحقيق :
كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
كل اللصوص من الخليج إلى المحيط
يدمرون ويحرقون
وينهبون ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد أبا لهب
كل الكلاب موظفون
وياكلون
ويسكرون
على حساب أبي لهب
لا قمحة في الأرض تنبت
دون رأي أبي لهب
لا طفل يولد عندنا
إلا وزارت أمه يوما
فراش أبي لهب
لا سجن يفتح
دون رأي أبي لهب
لا رأس يقطع
دون رأي أبي لهب

سأقول في التحقيق :
كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها

وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي
يجري كأنهار الذهب

سأقول في التحقيق :
كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف
وأضرموا فيه اللهب
سأقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها
فما تركوا فيه وردا وما تركوا عنب
هل موت بلقيس
هو النصر الوحيد
بكل تاريخ العرب ؟
بلقيس
يا معشوقتي حتى الثماله
الأنبياء الكاذبون
يرقصون
ويكذبون على الشعوب
ولا رساله
لو أنهم حملوا إلينا
من فلسطين الحزينه
نجمة
أو برتقاله
لو أنهم حملوا إلينا
من شواطئ غزة
حجرا صغيرا
أو محاره
لو أنهم من ربع قرن حرروا
زيتونة
أو أرجعوا ليمونه
ومحوا عن التاريخ عاره
لشكرت من قتلوك يا بلقيس
يا معبودتي حتى الثماله
لكنهم تركوا فلسطين
ليغتالوا غزاله!!!

ماذا يقول الشعر يا بلقيس
في هذا الزمان ؟

ماذا يقول الشعر
في العصر الشعوبي
المجوسي
الجبان
والعالم العربي
مسحوق ومقموع
ومقطوع اللسان
نحن الجريمة في تفوقها
فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟؟
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
أخذوا القصيدة من فمي
أخذوا الكتابة والقراءة
والطفولة الأماني

بلقيس يا بلقيس
يا دمعا ينقط فوق أهداب الكمان
علمت من قتلوك أسرار الهوى
لكنهم قبل انتهاء الشوط
قد قتلوا حصاني

بلقيس :
أسالك السماح فربما
كانت حياتك فدية لحياتي
إني لأعرف جيدا
أن الذين تورطوا في قتلك ، كان مرادهم
أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والأنوثة مستحيله
ستظل أجيال من الأطفال
تسأل عن ضفائرك الطويله
وتظل أجيال من العشاق
تقرأ عنك أيتها المعلمة الأصيلة
وسيعرف الأعراب يوما
أنهم قتلوا الرسوله
ق ت ل و ا
ا ل ر س و ل ه