الأحد، مايو 15، 2011

محمد السادس يعطي الضوء الأخضر للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي

"فيما الجزائر استغربت من دعوة الخليجيين"

أطلس أنفو

قالت جريدة الاتحاد الإماراتية، في نشرتها الإليكترونية، إن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أبلغ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، "شكر وتقدير" صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، لدولة الإمارات "على الدعوة الصادقة والأخوية في بيان القمة التشاورية لمجلس التعاون بشأن انضمام المغرب إلى منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي من شأنها تقوية أوجه العلاقات المتميزة".

وتسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رسالة خطية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال استقبال رئيس دولة الإمارات في قصره، ظهر اليوم الأحد، الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية والتعاون المغربي، الذي يزور البلاد حاليا في إطار جولة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في أعقاب دعوة هذا التجمع الإقليمي العربي للمغرب للانضمام إليه.


وقال الوزير المغربي إن العلاقات بين دولة الإمارات ودول المجلس عموما ترتقي إلى مستويات متقدمة، "نظرا للتنسيق والتعاون الأخوي الذي يجمعنا مع هذه الدول منذ زمن طويل على كافة المستويات، ويؤهل لمستوى أرفع من العلاقات في ظل توجه قياداتنا وتحقيق مزيد من النمو والاستقرار في دولنا، من خلال خلق شراكات واعدة ومستقبل مشرق من التطلعات والآمال المرجوة".

في سياق ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية "ا.ف.ب" عن وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري، قوله أن الرباط "عازمة بقوة" على الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى "ضرورة إتمام ذلك بشكل تدريجي".

وأضاف الطيب الفاسي أن "المغرب تجاوب مع الدعوة الخليجية بشكل ايجابي، ومن الضروري أن تتم بحسب رؤية تدريجية، آخذين في الاعتبار كل الاختيارات، وعزيمتنا قوية للدخول".

وأوضح أن الانضمام "يحتاج إلى وقت، ولم تتحدد حتى الآن فترة زمنية للبدء في ذلك، كما أنه يحتاج إلى دراسة متينة وعميقة"، برأيه، لأن "المغرب لديه مع دول المجلس الرؤية المشتركة ذاتها بالنسبة للتحديات التي تواجه العالم العربي".

ودعا الفهري إلى "حوار سياسي عميق واستراتيجي وتعاون اقتصادي ومالي عميق بين الخليج والمغرب، وربما هي خطوة ستتبعها خطوات أخرى، نرى أن ما تم عبارة عن خطوة إستراتيجية موفقة".

وفي خطوة مفاجئة ستشكل، في حال نجاحها، تغييرا مهما في المشهد السياسي في الشرق الأوسط، أعلنت الدول الخليجية الست تأييدها انضمام المغرب والأردن إلى صفوفها، وذلك إثر انتهاء قمتها التشاورية في الرياض الثلاثاء الماضي.

وكان منظرا أن تخلف دعوة الخليجي إلى كل من الأردن والمغرب للانضمام إليه ردود فعل متباينة إن لم تكن "رافضة" للدعوة، من قِبل بعض القوى الإقليمية، في سياق ما يبدو أنها عودة إلى سياسة بناء المحاور على الصعيد العربي.

وفي هذا السياق سارعت الجزائر إلى إعلان "استغرابها" من دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للمغرب إلى الانضمام إلى هذا التجمع الخليجي.

وقال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أحد أضلاع التحالف الرئاسي الحاكم، "أستغرب طلب مجلس التعاون الخليجي من المغرب الانضمام إليه"، مشيرا إلى أن "الطبيعي هو أن يأتي الطلب من الدولة التي ترغب في ذلك"، بحسبه، قبل أن يضيف، "يتعين على هذا المجلس أن يغير اسمه بالنظر إلى موقع كل من الأردن والمغرب، واصفا طلب الأردن بغير الجديد و"أن الجديد هو التوقيت متسائلا لماذا الآن؟".

ويرى متتبعون أن من شأن انفتاح دول مجلس التعاون أكثر على المغرب أن يعطي للأخير وكذا لدول الخليج زخما جيوإستراتيجيا كبيرا، بالنظر إلى موقع المغرب بالقرب من الاتحاد الأوروبي، وبالنظر أيضا لعمقه الإفريقي ولعلاقاته المتميزة مع عدد من التجمعات الإقليمية الأخرى والدولية.

إلى ذلك تعتبر الدعوة الخليجية إشارة قوية على انتصار الدبلوماسية المغربية في حربها المعلنة مع نظيرتها الجزائرية حول ملف الصحراء، والذي لا تنفي الجزائر تحيزها الفاضح إلى جانب الانفصاليين الداعين إلى إقامة دولة مستقلة في الأقاليم الجنوبية للمغرب.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن انضمام المغرب إلى دول مجلس التعاون الخليجي، الذي من المنتظر أن يتم تغيير اسمه، سيؤدي لا محالة إلى تغير موقف قطر "غير الواضح" إزاء الوحدة الوطنية للمغرب، حيث تمر العلاقات بين البلدين بنوع من الفتور كان من أبرز مميزاته إغلاق مكتب قناة الجزيرة بالرباط، بسبب ما رأت السلطات المغربية أنه "تحامل وتحيز" ضد الوحدة الترابية للمملكة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق