السبت، مارس 26، 2011

الـ"تسونامي" يصل إلى حزب البعث الحاكم بسوريا الذي بدأ يرتجف


المعارضة لـ"النظام"؛ "إنكم عصابة كاملة متكاملة الأطراف وجزء من إمبراطوريات الشر"

في الوقت الذي تشير فيه مصادر مختلفة إلى أن قيادة حزب البعث أصيبت بـ"الذهول والصدمة" نتيجة سرعة وقوة الثورة العارمة التي اجتاحت مختلف أنحاء سوريا، تؤكد المعارضة السورية في الداخل والخارج "عزم وإصرار" الشعب السوري على مواصلة الاحتجاج من أجل الحرية والكرامة والإصلاح السياسي ومحاربة الفساد.

وتواصلت مسيرات مختلفة، خاصة في محافظة درعا، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاج، ولوحظ شباب يمزقون صور الرئيس بشار الأسد المعلقة في منصات ضخمة في شوارع المحافظات، كما نقلت قنوات تلفزية مختلفة عملية هد وهدم تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في احتجاجات هي الأولى من نوعها بالبلاد، وذكرت باحتجاجات سنة 1982 على عهد الرئيس الراحل الأسد الأب.

وأكد شهود عيان لوكالة رويترز، اليوم السبت، أن آلاف المشيعين في قرية طفس السورية قرب درعا أحرقوا مبنى لحزب البعث ومركزاً للشرطة.

وذكر شاهد عيان أن المئات من المحتجين تجمعوا اليوم (السبت) في ميدان رئيسي بمدينة درعا السورية وهم يطالبون بالحرية.

وأضاف أن ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أمس الجمعة، ورفعوا قطعة من الورق المقوى كُتب عليها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".

إلى ذلك، أكدت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن السلطات السورية أفرجت مساء الجمعة عن 260 معتقلاً سياسياً بينهم أكراد وإسلاميون.

وأكد رئيس الرابطة عبدالكريم ريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "غالبية الذين أُفرج عنهم كان قد تم اعتقالهم على خلفية انتمائهم إلى تيارات إسلامية".

واعتبر ريحاوي أن "هذه الخطوة تأتي بداية لجملة الوعود التي تم إطلاقها مؤخراً حول تحسين واقع الحريات العامة في سوريا".

في سياق ذلك هاجم المعارض السوري المقيم بالسويد، محمد رحال، في بيان توصل "أطلس أنفو" بنسخة منه، مستشارةَ الرئيس السوري، بثينة شعبان، التي خرجت أمس عبر الإعلام الرسمي تعلن رزمة إصلاحات قالت إن القيادة القطرية لحزب البعث سوف تباشر تطبيقها، وعقّب رحال على مستشارة الرئيس بشار الأسد قائلا، "لقد مضى وقت الإصلاح يا بثينة شعبان.. لقد سالت الدماء.. وحصدت أرواح الشهداء على يد رئيسك نفسه.. وبسبب قانون الطوارئ فإن بشار الأسد نفسه هو المسؤول الأول عن القتل.. اذهبي وقولي له.. إنك أكثر قادة العرب خيانة.. وقتلا وسفكا وإجراما ..".

وأضاف في نبرة غضب "لم يقلع أظافر الأطفال أو يسجنهم أكثر ديكتاتوريات الأرض شرا.. إن الشعب السوري يرفض الرشاوى.. ولا يشرى ولا يباع..إنكم عصابة كاملة متكاملة الأطراف وجزء من إمبراطوريات الشر.."، "إن دماء الشهداء في درعا لن ندعها للتجارة..وحتى لو سكت أبناء درعا عن حقهم.. فإن الشعب السوري لن يسكت عن الإجرام".

ولم يظهر لحد الآن في أي خروج إعلامي الرئيس السوري، بشار الأسد. وفسر عدد من المتتبعين موقف القيادة القطرية لحزب البعث السوري الاشتراكي، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، بأنه موقف "الصدمة"، حيث لم يكن هؤلاء يتوقعون انطلاقة "ثورة" السوريين على هذا النحو من السرعة والكثافة، حيث امتدت مظاهرات الغضب إلى مجموع أنحاء البلاد.

وشهدت سوريا يوم الجمعة الماضي مظاهرات مناوئة للنظام في العاصمة دمشق وحماة ودرعا والرقة ودوما وحمص واللاذقية، وفضت الشرطة السرية مسيرة احتجاج في دمشق واعتقلت عشرات من المتظاهرين.

إصرار على التصعيد

وفي الوقت الذي أصدرت فيه مجموعة من الأحزاب الكردية في سوريا بياناً اليوم السبت (26-3-2011)، اعتمدت فيه لهجة التهدئة مع السلطات السورية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات يشرف عليها مجموعة تطلق على نفسها "ثورة الشباب الكردي"، وتدعو للاعتصام في مدينة القامشلي، أبرز مدن الشمال السوري، تضامناً مع مدينة درعا.

وأشاد البيان الذي صدر عن الأمانة العامة للمجلس السياسي الكردي في سوريا السبت، بـ"سلمية الاحتفالات بعيد نوروز هذا العام"، مشيراً إلى أن "الإعلام الرسمي (السوري) تجاوز الخطوط الحمر في ذكر عيد نوروز عندما نقلت وسائله المرئية والمكتوبة والمسموعة ريبورتاجات عن المحتفيلن بالعيد".

ودعا البيان السلطات السورية لتطبيق القرارات الكفيلة "لتحقيق الإصلاحات الديمقراطية الشاملة ضمن سقف زمني محدد وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين مع إطلاق الحريات العامة وتهيئة الأجواء لمرحلة جديدة، مرحلة كفيلة بإنهاء كافة الأوضاع الاستثنائية".

إلى ذلك جاء رد النشطاء الأكراد سريعاً؛ فقد دعوا في بيان عبر صفحة "ثورة الشباب الكردي" على فيسبوك، إلى تنفيذ اعتصام في مدينة القامشلي تضامناً مع درعا، مشيرين إلى أن النظام "هضم حقوقنا وأذلنا في بيوتنا وشرد شبابنا وقتل كل من رفع صوته بلا، ومارس كل ما يمكن للعقل تخيله من طمس لثقافتنا ولغتنا وتفكيك لمجتمعنا".

واعتبر النشطاء أن سوريا "تمر اليوم بمنعطف خطير في مصير هذه البقعة الجغرافية"، موضحين "لكي نكون شركاء فاعلين في المرحلة القادمة، مرحلة الحرية والديمقراطية، علينا أن نبذل بدمائنا مثلما يبذله إخوتنا في درعا والصنمين ودوما والتل وحمص ودمشق وحلب وإدلب".

في سياق ذلك قالت منظمة العفو الدولية "إنه يُعتقد أن عدد الذين سقطوا في مدينة درعا السورية وضواحيها، منذ بدء الاحتجاجات في الخامس عشر من الشهر الجاري، قد بلغ 55 قتيلاً على الأقل. إلاَّ أن سكان محليين كانوا قد قالوا إن عدد القتلى الذين سقطوا في درعا هو ضِعف هذا العدد، حتى قبل مظاهرات الجمعة.

ورفض نشطاء "ثورة الشباب الكردي" "ما مارسته بعض الأطراف الكردية من "إثباط" لعزيمة الشباب ودعوتهم لعدم الخروج في احتجاجات ضد الظلم والطغيان".

وانعكس هذا "الاستياء" على المنضمين للصفحة التي تجاوز عدد مشتركيها المئات ومعظمهم من الأكراد، فقد رفع هؤلاء شعارات: "لا للتخاذل، لا للمساومات، لا للجبناء الذين يحاولون تغيير وجهة الشعب الكردي ببعض من الكلمات التي تقلل من حماسة شباب الكرد".

وكان قد خرج مئات الآلاف من الأكراد في مدينة القامشلي قبل 6 سنوات احتجاجاً على مقتل أحد رموزهم الدينية وهو "معشوق الخزنوي" بيد مجهولين بحسب السلطات، وبيد عناصر الأمن بحسب الأحزاب الكردية.

وحسب موقع "الجزيرة نت" فقد سقط عشرات الجرحى في اشتباكات بين أفراد من قوات الأمن السورية وعدد من المتظاهرين في مدينتي اللاذقية وجبلة شمال غرب سوريا، اليوم السبت، بينما تستعد الحكومة للكشف عن إصلاحات تضمنت بالفعل إطلاق سراح 260 معتقلا، للتخفيف من حدة التوتر، في أعقاب احتجاجات عمت عدة محافظات.

وذكر شهود عيان أن المتظاهرين يتوافدون على الساحة الرئيسية في درعا لمواصلة الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات في البلاد.

في مقابل ذلك، قالت مصادر رسمية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يمس عددا من الوزراء وربما رئيس الحكومة، وفق تلك المصادر.

وذكرت المصادر أن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها، وزير الإعلام محسن بلال، مشيرة إلى قرارات وشيكة تخص دور حزب البعث الحاكم في حياة السوريين.

في غضون ذلك، قال محام وحقوقي لرويترز إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا أمس الجمعة.

وذكر المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه أن السجناء أكملوا ثلثي مدة عقوبتهم على الأقل ويحق لهم الإفراج "إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل".

في ذات السياق رأى مفتي سوريا، الشيخ أحمد بدر الدين حسّون، أن سوريا "وصلت إلى ما وصلت إليه مصر وتونس دون إراقة دماء".

وأضاف حسون في لقاء مع قناة "الجزيرة" الفضائية ظهيرة يوم السبت، "سوريا تعيش فرحة ما بعدها فرحة دون صدامات وإراقة دماء، وسوريا لن تركع ولن تسفك دماء أبنائها"، معتبرا أن ما حدث في درعا وغيرها أمر خارجي، و"سنثبت خلال ساعات أن من أسال الدماء هم من الخارج" كما قال، قبل أن يزيد "إن الشعب السوري كان أرقى مما تصور بعض من سماهم خطباء الفتنة"، الذين "يسعون لتقسيم الوطن العربي"، بحسبه، مشيرا إلى "معالجات حكومية مستمرة للأمر"، وإلى أن ما حدث من إطلاق نار "كان دفاعا عن النفس".

إدانة دولية

وحثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الرئيس السوري بشار الأسد على الامتناع عن العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي كارني، "ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين".

كما اتصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، هاتفيا بالأسد لحثه على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".

وقد تعهد الأسد الخميس بدراسة توسيع الحريات في مواجهة المطالب بالحرية السياسية وإنهاء الفساد، ووعد بالنظر في إنهاء العمل بقانون الطوارئ المطبق منذ 1963، كما عرض زيادة كبيرة في رواتب موظفي القطاع العام، ولكن المتظاهرين قالوا إنهم لا يصدقون هذه الوعود.

بدورها رأت المجموعة الدولية للأزمات أن "سوريا تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها، حيث لا يوجد سوى خيارين؛ أحدهما يتضمن مبادرة فورية ومحفوفة بالمخاطر بشكل حتمي ربما تقنع الشعب السوري بأن النظام مستعد للقيام بتغيير كبير، والآخر ينطوي على قمع متصاعد يتضمن كل الفرص لأن يؤدي إلى نهاية دامية ومخزية".

مواقع-وكالات-أطلس أنفو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق