الاثنين، مارس 07، 2011

العسكر الجزائري والبوليساريو يُقتّْلون الشعب الليبي إلى جانب القذافي

حركة "رشاد" المعارِضة تتهم النظام الجزائري بمحاولة إحباط الثورات العربية بمشاركة مخابراته في أعمال التخريب

تناقلت العديد من وسائل الإعلام الدولية، مؤخرا، على لسان عدة مسؤولين ليبيين موالين لثورة 17 فبراير، نبأ تورط مرتزقة البوليساريو ومعهم نظام العسكر الجزائري، في المشاركة إلى جانب العقيد معمر القذافي في قتل الشعب الليبي المطالب بالحرية والديمقراطية، وهو التورط الذي يفند كل ادعاءات ومزاعم عصابة البوليساريو وضباط العسكر الجزائري، الذي يسخر ملايير الشعب الجزائري، في الدعاية لأطروحة الانفصال ومعاكسة المغرب في وحدة أراضيه.

فبعد أن أعلنت التلفزة الليبية الرسمية مع بداية الثورة، عن مكالمة هاتفية مطولة قد جرت مع القذافي بين عبد العزيز بوتفليقة و محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو، زادت عن ساعة من الزمن، وذكر خلالها التلفزيون بأن تلك المكالمة كانت الوحيدة التي تلقاها القذافي من زعيم عربي، أفادت الأخبار مؤخرا عن تسخير النظام الجزائري العسكري لمجموعة من الطائرات الجزائرية قصد نقل المئات من مرتزقة البوليساريو، ومن بعض دول أوربا الشرقية للقتال إلى جانب عصابات الموت التابعة للقذافي، والتي تقوم بتقتيل الشعب الليبي وإجهاض ثورته المباركة.

ويشهد شاهد من أهلها، حين تنقل تقارير صحفية جزائرية معارضة بأن "عورة النظام الجزائري تتعرى مرة أخرى ويفتضح أمره، وزيف الشعارات التي يرفعها ويتبجح بها أمام العالم، في الوقت التي يدنس فيها شرف الشعب الجزائري ويجعل منه معيرة أمام الشعوب"، على حد تعبير موقع الجزائر تايمز، الذي يضيف أحد مراسليه؛ "فمن دوره الوسخ والمفضوح في أحداث العيون، وتجنيد عصابات الرعب والسرقة أثناء ثورة الياسمين في تونس، ها هو يطلع علينا اليوم بما ليس غريبا عنه، أوليس هذا النظام هو الذي سرق كل ثورات الشعب الجزائري منذ ثورة التحرير حتى اليوم؟".

ويبرر بعض المتتبعين ما يصفونه هذا "التصرف المشين" لدعم الحكام الجزائريين لنظام الدكتاتور القذافي، بكون النظام الجزائري "قد تملكه الخوف الشديد وهو يرى أن الدور عليه آت لاريب"، رغم القبضة الحديدية التي يمسك بها على الشعب الجزائري الأبي، وهو ما يتنبأ به كل المتتبعين لما يجري في الوطن العربي من ثورات، مصنفين الجزائر في المرتبة الرابعة التي ستجتاحها "موجة الغضب"، بعد كل من تونس ومصر وليبيا.

وعبرت حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة عن "الأسى والغضب الشديدين لتلقيها أنباء متواترة تفيد بأنّ النظام الجزائري يقوم بإرسال عناصر من المسلّحين لتقتيل إخواننا الليبيين المنتفضين ضد نظام القذافي الدموي الفاسد في المناطق الغربية من ليبيا، وخاصة في مدينة الزاوية التي قُبض فيها على جزائريين من بين هؤلاء المسلُحين كما صرّح به شهود عيان في وسائل الإعلام".

وكشفت "رشاد"، استنادا إلى ما وصفتها "مصادر مؤكدة"، عن أن الآلة الدبلوماسية الجزائرية، بقيادة عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، "تسعى الآن بكل جهدها لإقناع شركاء النظام الجزائري في الغرب والضغط عليهم من أجل مواصلة دعمهم للقذافي وعصابته"، مضيفة، "على الصعيد الأوروبي يقوم كل من عمار بن جمعة، الأمين العام السابق لوزارة الخارجية، وسفير الجزائر الحالي لدى بلجيكا ولوكسمبورغ وممثل الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (نيتو) وبلقاسم بلقايد، الوزير المستشار المكلَّف بالعلاقات السياسية الثنائية مع الاتحاد الأوروبي والنيتو، بحملة دعائية مسعورة لدى المؤسسات والموظفين والدبلوماسيين الأوروبيين من أجل إقناعهم بمساندة القذافي وإعطاء فرصة لابنه سيف لأنه، حسب زعمهم، لا بديل في ليبيا لحكم القذافي سوى الفوضى العارمة والظلامية الإسلاموية، كما يروجون لذلك.

ونبه المصدر ذاته إلى تزامن هذه التحركات الدبلوماسية الجزائرية مع إصدار بيان لما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب يتوجّه فيه التنظيم المذكور إلى الشعب الليبي بالقول؛ "نحن قادمون للدفاع عنكم ضد الطغاة"، وقد توافق هذا التصريح مع ادعاءات القذافي في حديثه الأخير على أنّ أتباع بن لادن هم من وراء الفوضى والتخريب في ليبيا، وقد تعوّدنا، تقول الحركة المعارضة، على بيانات مزيّفة من هذا القبيل تصدر عن دوائر تابعة للمخابرات الجزائرية.

وكان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، المحامي عبد الحفيظ غوقة، اتهم يوم الأربعاء الماضي، دولا بينها النيجر ومالي وكينيا بإرسال قوات للقتال مع القذافي ضد الثوار، لكن ركز على الجزائر بشكل خاص، وقال إن "النظام الجزائري متواطئ مع القذافي ضد الثوار".

وأكدت "رشاد" دائما، حسب مصادرها، "قيام النظام الجزائري بإرسال عناصر من المخابرات الجزائرية تعمل الآن على التراب التونسي، وفي نفس السياق قام النظام باستقبال عدد كبير من أعوان الرئيس التونسي المخلوع، خاصة أعضاء من الحرس الجمهوري. وأضافت الحركة، "يُدير العقيد جمال بوزغاية، المستشار الأمني لبوتفليقة، وهو ضابط في مديرية الاستخبارات والأمن (DRS) الملف التونسي تحت إشراف اللواء رشيد لعلالي المدعو عطافي، رئيس جهاز الأمن الخارجي"، متهمة "النظام الجزائري المرتعش من جرّاء سقوط حلفائه في المنطقة الواحد تلو الآخر"، بأنه "يخطّط لإعادة تنظيم قوى الاستبداد البائدة لمحاولة ضرب الثورات الشعبية خاصة في تونس وليبيا".

وبعد أن هددت المسؤولين الجزائريين، الدبلوماسيين والسياسيين والعسكر وأعضاء المخابرات بإحالتهم على القضاء، في المستقبل، دعت حركة رشاد "ضباط الجيش والأمن والجهاز الدبلوماسي إلى رفض أيّ أوامر للقيام بمهام قذرة وأعمال إجرامية في حق إخواننا في المنطقة".

وحاولت أبواق النظام الجزائري الإعلامية إخفاء تورط هذا النظام ومساهمته في تقتيل الشعب الليبي، وانبرت يومية "الخبر" المقربة من دوائر العسكر الجزائري الذي ينهب ثروات الشعب الجزائري، إلى نشر تقرير يفيد ببدء هيئة أركان الجيش الوطنى الجزائري في تنفيذ ما أسمته "مخططا أمنيا جديدا" لتشديد الرقابة على الحدود المشتركة مع الجماهيرية الليبية، لمراقبة جوية للصحراء الواقعة في غرب مدن ساردالاس، وغات في أقصى الجنوب الغربي للجماهيرية الليبية، لمنع تهريب أسلحة مهربة من ثكنات ومعسكرات الجيش الليبي إلى الجزائر بالإضافة إلى تسلل عناصر إرهابية".

ومن جهتها حاول البوق الثاني لقصر المرادية ولثكنات العسكر الجزائرية خلق بلبلة والتشكيك في صفوف أعضاء المجلس الوطني الليبي المشكل مؤخرا، عندما نشرت الجريدة ما ادعت أنه تقرير سري للمخابرات الأمريكية يكشف وجود علاقة سرية بين عبد الحفيظ الغوقة نائب رئيس المجلس الوطنى الليبى وبين الزعيم معمر القذافى"، وهو ما يكشف عن مدى "غباء" الواقفين من وراء تسريب هذا التقرير، الذين يريدون استغباء الشعب الليبي، تقول مصادر مطلعة، والتي زادت موضحة في شكل تساؤل، ومَن يا ترى مِنْ أعضاء هذا المجلس الوليد لم يكن مقربا من العقيد القذافي، قبل أن ينشقوا عنه؟ قبل أن تخلص، "إنه بوق دعاية العسكر المرتعش هذه الأيام، والذي يريد أن يعمل كل ما من شأنه-دون جدوى طبعا- أن يعرقل الثورة القادمة إليه".

وأوضح التقرير الذى نشرته النهار تحت عنوان "فضائح المتحدث باسم ثوار ليبيا'' أن عبد الحفيظ غوقة هو نجل عبد القادر غوقة ، مسئول ليبى سابق عمل مع النظام الليبى خلال فترة الحكم الملكى وأيضا خلال مرحلة جماهيرية القذافي، وهو يشغل حاليا منصب الأمين العام للمؤتمر القومى العربى.

وأضافت أنه بالنسبة لعبد القادر غوقة، والد عبد الحفيظ غوقة، فقد شغل منصب رئيس الديوان الملكى للحج، خلال فترة الحكم الملكى لليبيا، ثم ما لبث أن انقلب على الملك وأعلن مساندته للقذافى ليعين فى منصب سفير ليبيا فى لبنان فى منتصف السبعينات إلى غاية منتصف الثمانينات، وتحديدا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، أين كان لنظام القذافى دورا كبيرا وهاما فى إذكاء نار الحرب، من خلال دعم الفصائل اللبنانية المتقاتلة بالمال والسلاح.

أطلس أنفو-وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق