الاثنين، يونيو 29، 2009

مجلس المنافسة يُقيم حصيلة نصف سنة من العمل

اعتبر عبد العالي بنعمور، رئيس مجلس المنافسة، أن حصيلة المجلس خلال الستة أشهر التي مرت على تأسيسه تعتبر إيجابية ومُرضية، رغم قلة الطلبات المعروضة عليه للإدلاء برأيه حولها، والبالغ عددها اثنين فقط، مشيرا إلى أن مجموعة من العوامل تجعل القانون المنظم للمجلس في حاجة إلى تعديل حتى يستجيب لمختلف الطلبات المقرر أن تعرف وثيرتها ارتفاعا في الأيام المقبلة.
وأضاف بنعمور، خلال افتتاح الدورة الثانية للمجلس صباح أمس الأربعاء بالرباط، أن حصيلة الستة أشهر الأولى من نشاط المجلس همت جانبي التمكين المؤسساتي والعمل الميداني؛ بحيث استطاع المجلس من جهة تحقيق عدة منجزات، يقول بنعمور، منها عقد أول دورة للمجلس والاتفاق على القانون الداخلي، وتشكيل لجان وضبط مسؤولياتها في اتجاه تطوير آليات العمل الجماعي والتنسيق بين أعضاء المجلس وإدارته، وكذا ضبط المنظومة الإجمالية للمجلس ودراستها مع الوزارة الأولى ووزارة المالية.
وفي ما يخص الجانب الميادين لعمل المجلس أشار بنعمور إلى أن توجهات المجلس اتخذت طابعا مزدوجا؛ بحيث هناك الشق التحسيسي والتواصلي والدراسي، ثم الشق الثاني المتعلق بالبحوث وإدلاء الرأي بعد تقديم طلبات بهذا الخصوص.
وأُحدث مجلس المنافسة بقانون 06/99، المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، كمؤسسة استشارية تعمل تحت وصاية الوزير الأول من أجل السهر على ضمان تطبيق قواعد المنافسة والقيام بدراسات حول تنافسية الأسواق. ومن مهام المجلس محاربة الممارسات اللاتنافسية والمراقبة الوقائية للتركيزات؛ ويتم تنفيذ هذه المهام من خلال العمل بعدة وسائل وآليات؛ وهي إبداء الرأي والاستشارة، ثم القيام بعمليات تحسيسية، وإنجاز الدراسات، وأخيرا إصدار توصيات زجرية حيث يجوز لمجلس، بالموازاة مع إبداء الرأي، أن يتقدم بتوصيات يمكن أن يترتب عنها إصدار قرار بالأمر بالحد من الممارسات المنافية لقواعد المنافسة أو المتابعة القضائية.
وأضاف رئيس مجلس المنافسة أن العمل الميداني التحسيسي مكن من بلورة أرضية التعاون مع العديد من المؤسسات الفرعية المكلفة بتقنين المنافسة، والتابعة لوزارة الشؤون الاقتصادية والعامة، ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الاقتصاد والمالية والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات وبنك المغرب والوكالة الوطنية للموانئ والهيئة العليا للسمعي البصري. كما مكن العمل الميداني التواصلي من ضبط علاقة المجلس مع شركاء بالمجلس الألماني للمنافسة، وكذا من القيام بمناظرات على الصعيد الوطني والجهوي لفائدة مؤسسات وهيئات وجمعيات، هذا بالإضافة إلى التفكير في مقترحات لتعديل القانون 06/99 من خلال استشارات موسعة مع عدد من الأطراف.
وفي تصريح خص به "المساء"، أشار رئيس مجلس المنافسة عبد العالي بنعمور، إلى أنه رغم قصر فترة عمل المجلس فإنها أبانت عن نتائج مرضية، يمكن تدعيمها بالقيام بالمزيد من العمليات التحسيسية مع مختلف المتدخلين، بالإضافة إلى أن المجلس يجري مشاورات واتصالات مع مختلف الأطراف الحكومية والجهات المعنية للقيام بتعديل قانون المجلس، حتى يستجيب أكثر لمختلف القضايا المعروضة عليه.
في سياق ذلك جاء في التقرير المقدم من طرف رئيس مجلس المنافسة، أن المجلس توصل، في إطار الإدلاء بالرأي، بقضيتين؛ تتعلق الأولى بطلب رأي حول دراسة تهم سوق الكتاب المدرسي، والثانية تتعلق بإحالة حول الوضع التنافسي لمرشدين البحريين، ليقوم أعضاء المجلس بعد ذلك بدراسة الطلبين وإجراء التحريات اللازمة بشأنها من قبل المقررين الذين تم تعيينهم من طرف الوزير الأول، وسيتم عرض هذين القضيتين على أنظار المجلس في جلسة خاصة أواخر شهر يوليوز المقبل.
ويقوم عمل مجلس المنافسة بالتدخل الميداني عبر عدد من الطرق، منها المقاربة الوقائية أولا، والتي يتم اللجوء إليها من طرف المجلس عبر ميكانيزمات للتصدي لبعض المشاكل قبل وقوعها، ثم هناك آلية التشجيع على احترام قانون المنافسة، من خلال تشجيع المقاولات على وضع آليات عملية للتنظيم الذاتي بهدف تفادي المخالفات واجتناب خرق القوانين والمساطر التي تنظم أنشطتهم والعمل على تحسيس المقاولة، ثم هناك آلية التعهدات من خلال التزام المقاولة باحترام قيم المواطنة من أجل الوقاية من الممارسات المنافية لقواعد المنافسة، وهناك أخيرا آلية القرارات الوقائية، بحيث يمكن لمنشآت أن تبلغ إلى سلطات المنافسة كل مشروع تركيز مقرونا بالتزامات كفيلة بضمان أو إقرار منافسة كافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق